الفصل الخامس والثلاثون:
الجريمة والعقاب أَم الخَلاص؟
نادي المجرمين.تعدت الساعة منتصف الليل. رياحٌ باردة تنخر العِظام بينما رذاذ مطر خفيف ينطلق من السماء ويسقط البعض منه على تلك السيارة المركونة جنب الرصيف.
لم تكن مهجورة إذ ترجّل منها الضابط كريستوفر و ذِهنه مُحمّل بالأسئلة. طاف بصره على المشهد أمامه الذي تضمّن سيارات خاصة تنبعث منها أضواء زرقاء ترمش في عتمة الليل أمام ذلك المبنى، بينما ينتشر الكثير من أفراد السلطات هنا وهناك كُلُّ مُنشغل بسبب وجوده.
تقدم إلى المبنى بخطوات متمهلة، فكان أول شيء يراه قُماش أبيض يغطي جثة تتواجد بجانب مكتب الاستقبال. وهذا كان كافيا لتأكيد الإشاعات التي لم تترك أُذُنا إلا ودخلتها..
آبى أحدهم أن يتحدث إليه. ففي النهاية هو ليس شخصا تُعهَد إليه مسألة من هنا. لقد جاء بدافع الفضول فقط وكذلك أراد أن يعرف ماذا سيحصل لمسألة ’بيانكا رامبيلي‘ بعد أن تم تسريح صاحب قضيتها.
أمَّارات التعب واللاّ إرتياح تغطي وجوه من يقع في مرمى بصره، بالكاد يتفوهون بكلمة. وهكذا أقنع نفسه أن شخصا ما قد يطرده إذا تجرأ على مقاطعته.
إلى أن صادَف شابة إبتسمت له قليلا حالَما لاحَظَته. وقف مكانه مُنتظراً إِيَّاها بينما تتقدم إليه، شابة طويلة ذات شعر مجعد قليل الطول، وتظهر شارة رسمية في حزامها الذي يظهر أسفل معطفها المطري حيث تضع يداها في جُيوبه. تَصافحا لتقول بلهجة هادئة بينما صوتها ينطق بلكنة العاصمة:
"أنت الضابط كريستوفر، إن لم أكن مخطئة؟ أنا تيوفيلا روسيتي، محققة من مكتب مكافحة المافيا في روما. هل لديك فكرة عما حدث تَحديداً؟ لأن هذا مثير للإهتمام."
ألقت عليه نظرات متعجبة وقد وافقها الرأي في الحال بينما يومئ برأسه:
"نعم أنا كريستوفر روجيرو، تشرفنا. في الحقيقة، هذا أغرب شيء سمعت عنه.. أعني.. الكثير من الغموض يلف ما حدث. وأيضا ليس لدي أي فكرة عنه. بما أنك من روما فلابد أنك تعرفينه، أليس كذلك؟"
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...