20

950 115 104
                                    


بلغ النزاع المسلح ذروته حيث تتطاير قطع الرصاص في الهواء الممتزج برائحة البارود، في غابة تحت سماء الليل حيث كان القمر المنير هو مصدر الضوء الوحيد.

الظلال التي تُلقِيها الأشجار جعلت الأمر أصعب للطرفين في أن يصيبوا أهدافهم، ولكن تلك الظلال والفوضى لم يمنعا لينغ من التحرك بين الأشجار بِسَيْفِها الحاد والتلويح به برشاقة مُتَفادِيَةً وابل الرصاص الذي يأتي من هنا ومن هناك.

وكان صوت السيف المعدني وهو يضرب يفرض نفسه وسط الأصوات الأخرى، تمكنَت من المراوغة ونجحت في تصفية عدد غير هَيِّن منهم.
تناثرت الدماء وإمتزجت روائحها برائحة البارود، وكذلك عرف الأعداء أن اليد العليا في هذا القتال تعود إلى صاحب السيف الفتاك. حيث آثر أغلبهم أن ينسحب في جوف الغابة ويختفي بين أشجارها وظلامها عن الموت بذبحة مُفاجئة.

بدأت أصوات السلاح والصيحات تتلاشى ببطئ، وإختفى آخر صدى الطلقات.
مجددا يثبت تدريب لينغ وخبرتها في قتال السيوف أنها خصم لا يُستهان به،
خصوصا مع مهاراتها في توقع الخطوات التالية للعدو.

كان رفاقها خلف الأشجار يشحنون مسدساتهم ولم يجرؤ أحدهم على مغادرة مخبئه. حتى ظهر صوت بينهم :"يبدو أنهم غادروا! كم نحن محظوظون، كادت الذخيرة تنفد. "

" بل أنتم محظوظون لأني معكم كجليسة الأطفال"

ردت لينغ وتقدمت إلى صاحب الصوت والذي كان مايكل بنفسه، فلا أحد سيصيح بأن الذخيرة قد نفذت غيره وهو غير متأكد أن القتال قد إنتهى.

"قُم يا أحمق وأوصلني إلى منزلك"

صاحت وهي بجانبه تحمل السيف وتمرر إصبعيها على الشفرة كي تُزيح القليل من الدم العالقة.
مد يده ناحيتها كي تساعده على النهوض ولكنها تجاهلته بإلتفاتتها وتحركها بعيدا. نهض بنفسه ولحقها قائلا:

"ربما عليك أن تتصالحي مع بيانكا. فأنتِ لست تقفزين من فرحة النصر كعادتك.."

  تابعت طريقها لِيُضيف:
" وجودك كافٍ للتخلص من الأعداء. تصالحي مع بيانكا وستصبحين أفضل!"

أخفت سيفها وقامت بفتح باب أول سيارة تقع أمامها ثم جلست على المقعد الأمامي الموجود بجانب السائق لتغلق الباب بقوة. ولم يمضي على وجودها هناك اكثر من خمس ثوان فإذا بمايكل يأخذ مقعد السائق ويبدأ القيادة وبالطبع الثرثرة:

" وجود بيانكا معك سيجعلها في أمان. فأنا ألاحظ أنها تجوب الشوارع طوال الأيام الماضية منذ خصامكما. ولازلت لا أعرف سبب ذلك! ما رأيك أن تخبريني سبب..."

أخرسته لكمة مفاجئة على أنفه ليتدفق دم غزير منه صارخا بألم.
حتى إن صاحبة اللكمة لم تتعب نفسها بإمساك المِقود فقد إنحرفت السيارة لولا أن الآخر أخذ زمام التحكم من جديد.

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن