الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇

38 - الجزء الأول

الفصل الثامن والثلاثون:
"أَميرَةُ الدّم."

-

فِي قَريةٍ بِرِيف توسكانا، زَفَّ السكان بخبر ولادة طفلة لدى آل لوتشيانو. خبر لطيف كهذا لا يأتي كل يوم من تلك العائلة.

وكان كبير هذه العائلة، وهو الدّون سِلفاتوري العجوز، يعاني إرتباكاً إشتعل نارُه في جوفِ تفكيره. لأن إبنه الوحيد لا يريد أن يحكم العائلة.
فهل سيتم تفويض الحُكم إلى الحفيدة بينما هو طاعن في السن ولن يكون هناك وقت لتربيتها على يديه؟

وما كاد الرجل ينهي دورته التاسعة في غرفته الكبيرة، إذ يُدَق الباب..

"اُدخل"

إرتمى مُرتخياً على أريكته الخاصة، حيث ولي عهدِه الذي تبين أنه فتاة هي من يحق لها ان تنعم بين وسائد هذه الأريكة بعده.
حمل غِليوناً ووضعه بين شفتيه المنكمشتين، وصار ينفث مشاعره السلبية مع الدخان..

الزائر الذي حل عليه كان قَرَوِيًّا نحيلا من معارفه، يرتدي بذلة جديدة غير مرتبة.
اُولى حركاته كانت الإرتماء وتقبيل يد الدون المجعدة، نهض سلفاتوري وبادله عناقا بارداً..

"مبارك لك على الحفيدة.. ماذا سيكون إسمها؟" تحدث القروي متلعثما، إذ أن أي خطأ في الحديث مع الزعيم الاول لمنظمة پاليرمو قد تجعله في عداد المفقودين..

عاد الدون إلى جلسته وعادت نظراته تمسح الأرضية التي يغطيها سجاد زغبي بنفسجي.

"أدولينا.."

بعد الاسترسال في ذلك الصمت الذي كان عنوان الموقف، تحدث العجوز. إن هذا الإسم يعني له الكثير، لقد أرهقه الإنتظار وشَلَّهُ طَعمُه المُر، فالسيدة التي كانت تحمل هذا الاسم كانت أمه العزيزة في نهاية المطاف،
وأراد من إبنةٍ أن تحمله. فشاء القدر أن يكون من نصيب الحفيدة.

إنتهى هذا اللقاء المتلبس بالمشاعر الزائفة، حيث أُختتم بعبارات مُباركات ووداع تنبع من الحلق ولا تصل لعتبة باب القلب حتى..
-

لكل فرد من آل لوتشيانو عمل يقوم به داخل المنظمة. عادة يكون مكلفاً مباشرة من طرف الرؤساء. أحدهم لم يكن في حاجة إلى سماع أمر. فهو إبن الدون، يعرف مصيره جيدا.

رافاييل كان مختلفاً. العيش كزعيم لم يأخذ إهتمامه مطلقاً، خصوصاً وأنه سيستهلك وقته كثيرا، وسيعرضه للخطر على الدوام. وهو بالكاد عرف مذاق الحرية.