"قُل لإبنك أن يعود إلى بيته قبل أن
يتعرض للقتل!"لقد مر يوم وساعات فقط منذ تلك المكالمة المشؤومة التي جمعت بينه وبين إبنه..
هذا الإبن الذي لم يسمع صوته لسنوات معدودة ، يتصل به الآن ليقول له أن إبنه الآخر المقرب سيتعرض للقتل؟هي المكالمة التي أخرجته عن طوره وجعلت شيئا بداخله ينفجر. وكأنها كانت مسألة وقت فقط حتى يحسم الأمر ويقرر التحرك حتى يمنع كارثة من أن تقع..
وما أكد شكوكه هو كون "الإبن المقرب" لا يرد على إتصالاته! حتى إنه لم يفي بوعده بإحضار لويجي إلى روما!
ما الذي يجري بين أبنائه؟!
وكيف يرسلون ضابطا خارج دائرته مع موظف آخر من أجل قضية كبيرة كالمافيا؟ هل يعقل أن شخصا ما يعبث معه؟ شخص من ذلك الماضي الأسود الذي جاهد ليهرب منه؟
ما كان ماريو إلا صحفيا، يكتب عن المطبخ الإيطالي.. ورغم أنه كان يكتب في مواضيع أخرى إلا أنه لم يجرؤ وأن كتب كلمة المافيا في حياته. بالكاد كان يتحمل مناظر الجدران المحفورة بالرصاص والسيارات التي كان يجدها تحترق في صباح تلك الأيام الغابرة، فما باله بشيء يعنيه شخصيا..
في النهاية، وخلافا للتوقعات، تزوج واحدة منهم؛ هكذا تجري مخططات القدر.
وبعد سنتين، كانت الخلافات تنشب بينهما حتى وبعد أن رُزِقا بثلاثة أولاد دفعة واحدة، فهكذا تجري مخططات القدر أيضا.
لقد أحبا بعضهما، وأمَلَ أن تتغير. لكنها لم تفعل. فقرر تركها وطي هذه الصفحة من حياته إلى الأبد. كيف يعقل أن يربي أطفاله الثلاثة في مستنقع كهذا؟
ولكنها كانت شرسة. كانت غريزة الأمومة تكاد تكون أقوى من غريزتها الإجرامية. وبعد أن حذفته من حياتها لم تتقبل واقع أن شخصا مثله سيأخذ أطفالها الثلاثة..
وخلفها جيش من أصدقاءها لم يكن أمامه سوى أن يتوسط في إختياراته ويختار أهون الشرين؛ فعوض أن ينسحب خاسِراً، قرر أن يأخذ معه واحدا ويترك هذا المكان إلى الأبد، وتم الأمر بإتفاق بينهما فعلا.
لم يكن الأمر سهلا على كليهما، ولا حتى على الأولاد. في تلك الأيام كل منهما سمع بكاء أبنائهم حتى كادا ينسيان أصوات ضحكاتهم المعتادة.
.
.
.وصل ماريو رفقة حفيدته سيلينا إلى پاليرمو، فهو لم يتردد في المجيء منذ تلك المكالمة التي كانت أشبه بـ"نداء إستغاثة" بالنسبة له!
فالذكريات التي هاجمته لم تمنعه من التقدم إلى الأمام.
وعلى الرغم من بُعده عن وَلَدَيْه، مهنته كصحافي ساعدته على تقصي المعلومات كل تلك السنوات عن حياة لويجي فحسب، فقد تعذر عليه معرفة تفاصيل حياة ڤالنتينو لسبب ما. ولكن كونهما توأمان فقد يساعده الأول على معرفة الثاني.
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...