Part 29

143 10 2
                                    

في تلك البقعة التي تحتوي القليل من الظل تقرفصت إيف تراقب إحدى الشرانق التي قد لاحظت وجودها أثناء النظر  للأزهار لتبدأ مراقبة عملية خروج الفراشة الذهبية في اللحظات الأخيرة، و هي تحاول جاهدة التملص من تلك الشرنقة التي تحيطها بعد أن كانت درع حامي لها سابقا.

كم هو عجيب أمر من في هذا الكون يريدون دائما الخروج من بر الأمان من أجل اكتشاف ما يحيطهم يفرون كهذه الفراشة الان من دون العلم بما يخبأ لهم القدر

و بعد خروجهم يتحسرون علي ذلك و يتمنون الرجوع ثانية الي ملازهم الأمان، و لكن فات وقت الندم الان فالترضو بالواقع الذي تطلعتم له دائما.

تستشعر إيف ذلك الظل الذي يسقط عليها و يبدو واضحا في الأرض و تلك الرائحة الرجولية التي امتزجت مع عبق ادمانها لتبعد رأسها عن يدها التي كانت تسنده عليها و تلتفت بشيء من الاندهاش عن من قد يكون ذلك الشخص الذي يقف خلفها.

لتتفاجأ أكثر من شخصية ذلك الرجل و مدى قربه منها، فقد كان ينحني قريبا من كتفها ليرى ما كانت تراقبه بسبب فضوله.

بصورة مفاجئة يجد وجهه مقابل لوجهها علي مقربة تفصلهم مساحة لا تتعدى الشبر، تقف إيف بصورة مفاجئة بعد أن صعقت فيحدث تصادم راسي ما كان منه مفر بسبب علوي راسه منها بقليل.

كان ذلك شيء مفاجئ  بالنسبة لأيف التي بدأت تدلك جبينها مقللة الألم الذي اجتاحها، فتلقي بضع نظرات على ذلك الشاب ذو البشرة القمحية غير المبيضة أو المسمرة بشعر برتقالي ناري و حواجب غزيرة مع أعين حادة و حدقة بنية واسعة متلألأة ضاما شفتيه الورديتان حابسا تأوه ألمه.

ترمقه إيف بنظرة هادئة لتقول " اسفة"

ترمي كلمتها عليه مغادرة غير ابهة إذا كان قد تقبل اعتزارها ام لا فهو من كان مخطئ فكيف له أن يكون قريبا هكذا من سيدة لا تمد له بأي صلة و فوق كل هذا هو من كان يجب أن يعتزر لها فهي تألمت أيضا و هو سبب كل هذا.

تذكرت إيف انها كانت حافية القدمين لتعود الي موقعها ترمق ذلك القريب الذي ابتسم لها عند رؤيتها فتتجاهله إيف حاملة حزائها من الأرض.

" انستي هل يمكنك منحي دقيقة"

لم تعره بالا ليس بسبب أنها لا تفضل التحدث مع غريبي الأطوار، و هذا يعد سبب من الأسباب، لكن السبب الرئيسي هو أنه قال انستي فقد هيئة لها أنه يحدث شخصا آخر بسبب أنها تعد ملكة و كما أنها متزوجة أيضا فيتغير لقبها لسيدة بدل من انسة ، في كلتا الحالتين لن تجيب إيف ربما ترمقه بنظرة باردة تجعل منها متعجرفة كما يفكر الان.

أريد أن أتحررحيث تعيش القصص. اكتشف الآن