"الفصل السابع عشر" (غَـلبّنِـي الـشُـوقّ وِ غَلّـبْنـِي )

2.5K 150 42
                                    

«مَن قال أن  كسرة الفؤاد وتهتكه شيء يصيب البعض المحدودين!؟ بل ويصيب طرفين يحبان بعضهما فقط؟. ماذا عن كسرةِ قلبٍ من الأهل؟؟ الإخوة ؟. الأصدقاء؟؟؛ أكثر ما يمر علي المرء من صعوبةٍ، حين يجد نفسه فجأة في أنظار الجميع بأنه المخطئ المذنب بينما كان هو الطرف الأكثر حذرًا، والأكثر تضحية !،  أن يجد نفسه بمفرده بعدما خَيّبَ ٱماله وخذله أقرب شخص إليه!»

تلكّ هي حالته ، عندما وقف فى الأسفل في ركنّ صغير أمام جراچ سيارته ، وقف يتنفس بصوتٍ عاليٍ منذ مده وصدره يعلو ويهبط من أثر ما به ، كان يتأوى  بشده وهو ينحني ليجلس أرضاً واضعاً يده علي ذراعه الٱخر وأخري علي رأسه من أثر إصطدامه بالحائط ، مما سبب له دوار رأس جعله يجلس علي ركبتيه بإنهاكٍ ، تنهد بقوه وهو يكتم دموع عينيه ، متحدثاً لنفسه من الداخل بأنه ليس بإمكانه  البكاء في هذا الوقت ليس بإمكانه البكاء من  الأساس بل يتوجب عليه الصمود، خُيبت ٱماله حينما نزلت منه دمعه وحيده علي خده إمتزجت بلحيته الخفيفه ، حتي سارت إلي عنقه وهي تدخل أعلي مقدمه صدره المكشوف بسبب تمزق قميص حلته !! ،  صمت تام فالمكان وصوت أنفاسـه هي العاليه  ، ولأن الوقت قد مر قليلاً إلا أن المكان حول المبني لايوجد به أشخاص، حتي منظر البحر من أمام المبني خالى من الأشخاص بسبب جو الشتاء الذي يقسو فى الليل، صوت البحر فقط وأمواجه هي العاليه ، وكأن الأمواج تشاركه ثورته المكبوته والمكتومه ، كان بإمكانه أن يبرح شقيقه ضرباً ، كان بإمكانه أن يجعله ينزف من الدماء  ما يكفي ، ولكن ردة فعله كانت هادئه ، منكسره ، ولأول مره يظهر عليه التعب والكسره من شخص ما قد ٱثر به ، ولكنه شقيقهُ لما لا يتأثر بتفضيلها عليه وتكذيبه ، وظهوره بالصوره السيئه ، لم يقوي علي الحركه الٱن ، يبدو أنه يفكر في الإنتظار بضعة دقائق حتي يقوي علي الحركه وقيادة السياره لمده ليست قصيره حيث الوجهه الذي نواها هو  ، الٱن رأسه تؤلمه بشده ولكن ألم تفكيره بما فعله هو وبما فعله شقيقه كان أقوي من ألم رأسه الحقيقيّ ، رفع يده السليمه ثم ضرب الحائط من أمامه بقوه وهو يصرخ ليخرج ما به من تعبٍ على صدره المتألم يهدأ من أثر صراخه !!

__________________________________________

قبل قليلٍ ، كانت ومازالت واقفه بالشُرفه شارده من أمامها لم تستطع النوم أو إغفال أعينها للحظه !! ، سكون تامّ حتي في شقتها من الخارج قد دلف البعض للنومّ ، عدا "بدر" الذي يوجد بالشقه الأخري إلى الٱن  !! ، بعد ذلك اليوم المشحون بالأحداث ما يكفي رحل كل منهم إلي شقته بهدوءٍ غلفه بعض الحزن وبقت هي بمفردها ، توقفت عن البكاء ، وهي تنظر علي أمواج البحر البعيده من أمامها ، صوت الأمواج !! كافياً لشرح ما يمر به الاثنان ، مهلاً صوت صرخه ولكن لم تكن عاليه!! سمعتها سريعاً ،. طبقة هذا الصوت تعرفه جيداً ، ظلام دامس فقط لا تري شيئاً  سوي ضوء خافت ، وقفت علي أطراف أصابعها وهي تتقدم أكثر لتري بوضوح من الذي  يوجد في هذا المكان ، ولكن مهلاً أهذه دفعه ثانيه ليده في الحائط ، دفعه مكتومه لم تصل إلي مسامعها جيداً ولكن وصل إلي مسامعها صوت صراخه الدال علي عدم قدرته لاخراج ما بداخله ، تسارعت دقات قلبها من تخمينها بأنه من المحتمل بأن يكون هو ولم يذهب بعد  ، توجهت سريعاً لتلتفت وهي تضئ مصباح الشرفه القوي وليس الخافت ، ثم توجهت مره أخري حتي تقف علي أطرافها كما كانت ، ولكن لم تري شئ صوت فقط !! ولأنها في الطابق الثالث لم تسمع جيداً ولكنها سمعتّ  بخفوت، لم تنتظر لتخمن من هو بالتحديد ورغم خطر الموقف وخطر الوقت ، إلا أنها  خرجت من الغرفه بهدوء علي أطراف أصابعها ، وبالأخص هي لم تبدل ملابسها  منذ ما حدث،  جذبت المفاتيح من المسمار المعلق بجانب الباب ثم هاتفها  والأشياء البسيطه التي توجد بجانبه ثم فتحت الباب بهدوءٍ وهي تخرج من خلفه مغلقه إياه بصوت خافت من بعدها ، لم تتوجه إلي المصعد ، بل نزلت سريعاً بركض متوسط في السرعه وهي تهبط علي السُلم ، لحظاتٍ حتي وصلت فالأسفل، لم يكن العامل موجوداً علي البوابه الخاصه بالمبنى حسناً هذا جيد ، ولأنها إنتشلت هاتفها سريعاً معها ، ففتحت الضوء الخافت منه وهي تتوجه جانبياً بعيداً عن الضوء الأصلي من الأمام ، حتي إخترق مسامعها صوته المتأوي ، إلتفتت سريعاً ثم دلفت بالجانب فوجدته يجلس أرضاً وهي تسلط الضوء عليه حتي أغلق عينيه بقوه من أثر فعلتها ، أبعدت الضوء بسرعه ثم توجهت عدة خطوات أمامه ومن ثم وضعت الضوء مره أخري لتراه جيداً ،. هو ؟. ، تسارعت دقات قلبها وأدمعت عينيها وهي تنحني من أمامه تجلس على ركبتيها، طالعها بتعبٍ ثم ردد بنبره مندهشه ولكن لم تظهر بنبرته بسبب طغو الألم:

عَـودةُ الـوِصَالّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن