"الـفـصل التاسِـع عشر"(جَـارهَـا وَ جَـار قَـلّبُـهَـا)

2.7K 173 77
                                    

عباد الله، أوصيكم ونفسي المُقصرة بتقوى الله ولُزوم طاعته، وأُحذركم ونفسي من مُخالفته وعصيان أوامره؛ لقوله تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللّـهِ شَدِيدٌ)
كلمات وٱيات قالها الشيخ في المسجـد  في ٱخر خطبة صلاة الجُمعه ، كانَ هو ينصت بتمعن ويقين بأن كل شئ سيصبح علي ما يُرام ،  كان يجلس "غسان" بإنصاتٍ وبجانبه "شادي" الذي كان يسمع جيداً. ما يُقال من سكينه للقلبّ ، إلي أن أكمل الشيخ قائلاً يواصل بالدعاء :

_"اللهم اغفر لنا ذُنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم إنّا نسألك الهُدى والتُقى، والعفاف والغنى، ونعوذ بك من الكُفر والفقر، ومن عذاب القبر وعذاب النار. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قُلوبنا، وكره إلينا الكُفر والفُسوق والعصيان، واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم اجعل تجمعنا هذا تجمعاً مغفوراً. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا مبتلاً إلا رحمته، ولا مسافراً إلا إلى أهله سالماً غانماً رددته، ولا حاجة من حوائج الدنيا لك فيها رضى ولنا فيها صلاح إلا قضيتها لنا يا رب العالمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات"

قالها بصوته الخاشع فردد الجميع في وقت واحد بـ "ٱمين" ، ٱمين تناجي ربها وكل منهم يطلب من الله ما يريد !! ، نهضوا واستقاموا تدريجياً خلف بعضهما ومع بعضهما  حتي ينتظموا حينما هتف الشيخ في الميكروفون الذي كان صوته مرتفع بالنسبه لهم :

_" إستقيموا إلى الصلاةِ يرحمنى ويرحمكم الله.."

إصطفت الصفوف بإنتظام ثم بدأ الإمام في التكبير لبدء الصـلاه ، الصلاه !! ستة حروف قادره علي تغير الفرد كلياً للأفضل حتي وإن كان أسوء ما يكونٌ،الصلاة غوث للملهوف، وأمان للخائف، وسند للضعيف، وهي الملاذ القوي لكلّ مستضعف ومظلوم ، لم يمر الكثير حتي إعتلي الصوت مره أخري بـ:

عَـودةُ الـوِصَالّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن