"الفصل السادس والعشرون" الجزء الأول (مُحارب بلا سلاحّ)

3.1K 171 45
                                    


« لم أعد قادراً على التحمل ، نفذت طاقتي وإمتلأ عقلي حتى إزدحم بكمٍٍّ من التساؤلات ، كان من بينها ، لما أنا ولما الوجع و لما لا يذهب إلا لقلبي تحديداً !!»

"_أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (1) وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ (2) ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ (3) وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا (5) إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا (6) فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب (8) "

ٱيات من القرٱن الكريم خرجت من الهاتف الخاص بـ "ياسمين" وهي تردد خلفه بهدوءٍ ، تزامناً مع إرتدائها ملابسها لتتجهز للذهاب لبيت العائله خاصةً شقة "حامد" الذين سيجتمعون بها على الغداء ، تطلعت على نفسها بالمرٱه ثم إلتفتت تنظر له وهو يخرج من مرحاضّ الغرفه مرتدياً ملابسه عدا ستره مفتوحه سيرتديها هو عند الخروج ، عقد حاجبيه من تشغيلها لتلك السوره منذ أمس ولم تقوم هي بتشغيل أخرى غيرها ، منذ ان جاء أمس ولم ينبس عن ما يشعر به رغم ما يظهر عليه من حزن ولكنها تتركه يتحدث تلقائياً كما يفعل معها عندما تضيق به الحياه ، أما هي فلم تستطع الصبر عليه وعلي ما تراه يحدث له وهي صامته ، توجهت بابتسامه واسعه تمسك يديه تسحبه خلفها ثم جلس هو علي المقعد وهي بجانبه فـ مالت تطبع قبله علي وجنتيه بخفه وهي تبتسم له باتساعٍ دون نبس أي حديث ، عقد "حازم" ما بين حاجبيه باستنكارٍ ثم هتف بمرحٍ :

_" ده ايه الروقان ده ؛ ربنا يستر والله! "

إبتسمت له "ياسمين" ، ثم قررت هى بأن تفتح معه الحديث قبل الخروج ، حتى نبست بنبره هادئه تسأله :

_" مالك يا حازم ، إحكيلي بجد ومتخزنش جواكّ قولي كل اللي بتحس بيه بس متسكتش كده ، عارفه إنك من إمبارح مش تمام وقعدت أشغل سورة الشرح عشان بتريح القلب كده وبصوت الشيخ اللي انتَ بتحبه كمان، تعالى فحضني وقولي كل اللي مزعلك وأنا أوعدك حضني هيبقي دافي وحنين عليكّ ، بس اتكلم متسيبش نفسك للأيام تودي وتجيب فيكّ وساعه تكون كده وساعه كده .."

ترك المنشفه التي توجد بيديه ، وهو ينظر لها بتأثرٍ ، ثم نظر لها بخواءٍ وكأن العالم قد إختفى ولا يوجد أمامه سوى هي أحضانها ؟ أحضانها الذي اتجه إليها بهدوءٍ يتنفس بعمقٍ وهي تربت علي رأسه يإختناقٍ ومن ثم سمعت هي صوته الضعيف يبوح لها بوجعٍ :

عَـودةُ الـوِصَالّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن