«عندما لا تستطيع أن تقترب،
ولا أن تبتعد،
ولا تستطيع أن تنسى
ولا تستطيع أن تتجاوز
فأهلاً بك في المنتصف المميت ..
الذي لا حول لك فيه ولا قوة »- محمود درويش-ظن أنه سيتعافى بعد رؤيتها حين ٱخر ما حدث ، ظن أنه سيهدأ بعدما قبل كفها وعانقها إلى ان غفت بين ذراعيه ، كل ذلك ذهب هباء ، والغصة المريرة التي توجد بقلبه وحلقه لم يستطع أن يتخطاها حتى ، بل تصر وهو يَصر على الوجع!! ما نهاية كل ذلك ؟؟! ,منذ اليوم التي كانت لا تكف به على الصراخ ، هزم قلبه ولم يتعمد رؤيتها فقط يطمئن من والدته وشقيقته ووالده!! الذين لا يكفون على الزيارة لها ، انصاعت "دلال" وأصبحت تزورهم بالفعل ومن حين لحين كانت تذهب "وسام" لها هي الأخرى ، بينما هو عارض كل مشاعره مثل السابق وبقى بين نفسه وعمله ووجعه الذي لا ينتهي!!..
أما هي فحالها من نفس حاله ، وعلى الرغم من أنها تتذكر عودة "حسن" وما حدث من انهيار لها ومنها إلى أنها تصنعت عدم تذكر ذلك كي لا ينتهي بها المطاف وتتيقن من الحقيقة الموجعة ، بأنها بالفعل لم تهدأ سوى بين ذراعيه ، تتذكر قدومه ولكن بعد ذلك تم محو كل شئ من ذاكرتها ، ولكنها تأكدت بأن قلبها قد خانها بقول إحدي الكلمات له ، كي يتصنع الكبرياء ولم يسأل عنها !! هكذا اوصلها عقلها ، تحمل تجاهه مشاعر متخبطة منذ مقابلتهما في الشرفة وقوله لمعلومات سيفعلها وخطط بالقادم جعلت الدماء تغلى بعروقها !!
لا تستطيع هي الأخرى فهم ما يجري بداخلها ، تريده ولا تريده ، عودة حسن من جديد تشكل لها خوف ولكن ليس منه بل خوف عليه هو على "غسان" التي ولأول مره تشعر بمدي الخطر الذي يكنه للٱخر !! نهاية ذلك تهاب منها ولا تريد ان تخسره ، حتى وان باتت بعيدة وان اختارت هي البُعد من الأساس!! ..
سعلت بخفة ٍ وهي تتسطح على هذا الفِراش التي لم تتركه ، ليل نهار باتت هي عليه و لم تتركه ولم تعد تحبذ الجلوس معهم بالخارج ، رغم ان "ياسمين" رحلت أمس لشقتها ولكنها ستعود مجدداً ، بينما اليوم علمت أن "جميلة" ستأتي لها بمفردها ، وقفت "فريدة" ترفع يديها كي تدق باب غرفتها تحاول معها كي تجعلها تخرج ، شجعوها بالخارج علي فعل ذلك ، وذهبت "سمية" إلى المطبخ ومعها "وردة" ، في حين أذنت "نيروز" بصوتٍ خافت للطارق :
_" أدخل!"
فتحت "فريدة" الباب برفقٍ وظهرت ابتسامة هادئة ، اقتربت تقف حتى ابتسمت لها "نيروز", ابتسامة هادئة فقالت الٱخرى وهي تجلس بجانبها على طرف الفراش :
_" ايه يا روز ، عاملة ايه النهاردة ؟؟"
حركت "نيروز", رأسها ترد بنبرةٍ هادئة :
أنت تقرأ
عَـودةُ الـوِصَالّ
Romance«ظَننتُ أنـا أن حبال براءتنـا دابت ، وذكريات مأوايا رُدِمَت ، أن حب طفولتنا البريئاََ دُفن مع الزمان ، وحين شاءت الأقدار عُدت أنا لاتذكركِ انتِ وتفاصيلك من جديد كأن ما حدث ، حدث ليلهُ أمس أما هي تبـدو أنها ليسـت متذكرة ليسـت مهتمه له ولا لذكريات...