- اقـــتــبَــاس-

1.7K 91 33
                                    

لم تتحدث بأي شئ بل بقت صامتة وفقط وتعجب هو من صمتها دون اندفاع ،  وقفت "سُمية" تنتظر مع انتظار "بسام " في حين عاد "غسان" ينظر لعدستيها بالتدريج وبعد لحظاتٍ من تقابل النظرات طلب منها قبل ان تسير وكأنها للتو رأت التوسل بعينيه عندما قال:

_" ممكن تستني؟"

وقفت بإنهزامٍ ولمعت عينيها  بتأثرٍ ، فنظر "غسان",  لشقيقه نظرة فهم معناها جيدًا ، كي يُبعد "سمية" بإقناعٍ ، وبعد لحظاتٍ سحب الٱخر كفها بحرجٍ ناحية الخارج يقنعها بتركهما علّ هناك أمل على الرغم من اختفاءه!!

تقابلت النظرات بحديث وضح في الأعين والاشتياق ظهر في لمعتها ولمعته! ، أخذ "غسان" أنفاسه بالتدريجٍ لم يعي هو ان وجهه قد تشنج من الألم فجعلها تهتف لأول مرة وهي تشير له بنبرةٍ مُهتزةٍ :

_" أقعد عشان متتعبش!"

بان الخوف والاهتمام الذي راق له بعدستيها ، لم يتعمد الجلوس بل إقترب  يقف أمامها فرفعت عينيها تنظر له بشغف مماثل له وسألها حينها بنبرةٍ تائهةٍ يملي عينيه من عدم رؤيتها في الأيام الماضية:

_" هىٰ.. بطنك لسه بتوجعك؟"

لِمَ يُكرر هذا السؤال دوماً ؟ نفت برأسها فعاد يسألها مجدداً وهو يخفي خصلاتها بأنامله و التي خرجت بقلةٍ من الأمام فإرتبكت أمام قوله المتساءل من جديد  :

_" انتِ ساكتة ليه ؟"

لمعة عينيها تزداد أمام بُنيته الداكنة بل والتردد بان في عسليتيها ما أن رفع أنامله يزيح خصلاتها إلى الداخل وسأل مجدداً سؤال كان لا يُريد جوابه بنعمٍ من الأساس :

_"أَمشي؟"

كان مجرد قول عابر ،و  وقفت هي أمامه بأعين لامعة تمنع هذا بحركة رأسها تُنفيه وهتفت تخبره بجوابها الذي بان به رغبتها في إغلاق الحديث :

_", أنا اللي  همشي !"

وما أن  التفتت كي تهرب من سهام عينيه التي تضعفها  قاطع سيرها مسكه لمرفقها بحنوٍ ولم يجد أي كلمات لتخرج ، بل برر لها بقوله المختصر رغمًا عنه لهروب الحديث منه:

_______________________

إقتربت "فريدة " أكثر تمسك ذراعه بخوفٍ كي تسحبه ناحية الدراجة قبل وصول من تهاب رؤيتهم وهتفت بإختناق سريع :

_" تعالى نمشي ، يلا نمشي من هنا بسرعة يا ٱدم!"

قوس "ٱدم"  ما بين حاجبيه ووقف بعنادٍ عندما شعر بأن هناك ثمة شئ يحدث أو قد حدث وتوقف ينظر لعينيها بتمعن وقال بمعارضةٍ :

_"  مش ماشي قبل ما أعرف حصل ايه ؟ وايه مخليكي بتعيطي كده ؟"

وأضاف دون إعطاءها الفرصة:

_" وخارجة متأخر ليه عن بقية الناس ؟"

هبطتت دموعها ٱنذاك بكسرةٍ ولاحظ رجوع حجابها إلى الخلف عكس المعتاد بل كان بغير ترتيب!! ، هل كانت تتشاجر؟؟ رفع رأسه ناحيتها بذهولٍ وسألها بسرعة :

_" انتِ متخانقة جوة ؟؟  في حد قرب منك ؟؟"

هاب الإجابة بخوفٍ  عليها ونظر فوجدها تسحبه كي يسيران ولكنه توقف ما ان رأى المكان قد خلى عداهم!!!!

_______________________

تابع "عز" كلماتها بصمتٍ وملامح متشنجةٍ من الضيق وعقب ما انتهت من تبريراتها الهادئة هتف هو بمعارضةٍ يوضح لهما :

_"الأول كان حاجة والوقتي حاجة تانية خالص، في دلوقتي واحد هيدخل ويخرج البيت ، في ناس مناسبانا لازم نعمل حسابنا ونطلع بصورة تليق بينا قدامهم يعني  لا نبالغ ولا نقلل من نفسنا ،شوفوا بقا هي عملت ايه .!!! دي حاجة  تانية غير اللي قالته لـ مراتي النهاردة ومن قبل كده وأنا بحوش وساكت!"

نظرت "فرح " بتساؤل قَلِق ، وسألت والدتها بهدوء:

_" قالتلها ايه يا ماما ايه اللي حصل؟"

نظرت"حنان " بقلة حيلة وأشارت بيديها تردد بتحشرجٍ من كلمات الٱخر:

_" مقالتش يبنتي غير  بس انها اتأخرت في الحمل فقالت تروح تكشف ليكون في حاجة!'

فتحت عدستيها وظهرت معالم الضيق على وجه "عز" الذي رأى بساطتها في ترديد الحديث وكأنه شئ عادي وليس  جارح لهما !!!

_____________

-اقتباس طويل من الأحداث القادمة ان شاء الله
- البارت الجاي طويل جداً ، فأنا عايزاكم تستعدوا وتخشوا تعملولي (متابعة) .

-صومًا مقبولاً❤️.

عَـودةُ الـوِصَالّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن