"الفصل الثاني والعشرون"( خياران أحدهما هروب والٱخر زواجّ؟!)

3K 185 40
                                    


« لا أعلمّ متى سوف تمر هذه الأيام التي كانت ومازالت قاسيه في مرورها، بطيئه في ذهاب اليوم الواحد حتى يأتي ما يليه ، لا أعلم متى سوف يمر مُر الأيام  ؟! ، وها أنا وحيد رغم من هم حولى ، تائهاً ،  مشتتاً،  جاهلاً ، مكسوراً  رغم المواساه ! »

وقفَ أمام شرفه مُربعه تطل على خارج المُستشفى وهو في غرفته ، لم يستطع النوم طوال الليل ، جرحه ينزف بالداخل والصرخات المكتومه لا تستطيع بأن تظهر رغماً عنه ، كانَ ومازال رجلٌ ولكنه بكى ، و عن أي بكاء تتحدث اللغه ! ، عينيه الحمراء توحى وبشده على بكائه الصامت ، جلد ذاته بكيف عرفها وكيف وقع بها وكيف تقابلا الإثنان  من الأساسّ ، وكيف له بأن يبادل جبروتها حُب؟! ، لم يكن يوماً  ما يسمي بالحب العابر ، بل كان يكّن لها بداخله الكثير ، لما فعلت به هذا ! ، رغبته العارمه في ترك كل شئ والذهاب تلح عليه وبقوه ، ولكن إلي أين الطربق وإلي أين الذهاب ، و لولا أنه مقرباً عالم بأمور الدين يؤدي جميع فروضه بوقتها لما وقف ثابتاً كذلك ، علم أنه من نعمة ربه لم تأنيه الرغبه الشديده بأن يذهب للانتحارٍ ، ويترك كل شئ ، حالته  المنكسره والمتعبه لا تشرح نفسها بل تحتاج من يشرحها وقد كان فاشلاً فالتعبير عن ما يجري بداخله ،  ما فعلته هي به ،. ما فعله هو بشقيقه من إتهام يكسر النفسٌ  وينهكها بالسر ، سر؟. هو يعلم ذلك السر جيداً يعلم أن الٱخر لم ولن يتهاون بحقه بسهوله حتى وإن ظهر له بأن كل شئ قد صفا مثل صفاء السماء من ناحيته ، فأيضاً يعلم ما يشعره شقيقه إتجاهه ، جلد ذاته لم يصبح منها فقط بل منه و  بما فعله  لشقيقه ، لم تكن الحقيقه يوماً بأن المجروح والمنفعل من أثر ما به يخرجه بشكل أذى جسدي ونفسي على غيره؟  ولم يكن غيره سوى الٱخر !، أفكارٌ مُتداخله كثيره ،. يراجع نفسه وما كان يفعله منذ كثير من بداية معرفته بها ، لم تكذب هي بقولها بأنها ستصبح نقطه سوداء بحياته يصعب الخروج منها والتعافي والتخطي !!  ، شعرَ بأنفاسه ودموعه علي خديه لم يتمسك هو كي لا يبكى بمقولة أنه رجل ولا يحق للرجال بأن تذرف دمعه واحده حتي وهم بمفردهم  !!  ، بل بكى لم يشعر بالخزي من بكائه  اعتاد أن بكاء الرجل ما هو إلا بدايه القوه القادمه كي يبدأ المرء من جديد هذا ما علمه له والده    فـ بكائه ، و بكاء شقيقه ووالده !! لم يعلمه الضعف أبداً وهذه بداية لنقطه تحديه بأن يتعافى ، دمعه تليها الأخرى غرفه ساكنه ، مضاءه بنور النهار   والشمس ، التفت بوجهه ينظر على قبعة الرأس البيضاء عكس ما  يشعر به من لون أسود داكن يتمنى بأن يبدو فاتحاً  أو أن يُمحى من داخله ،. أخذها ثم وضعها علي رأسه وهو يتنفس بعمق ثم تنهد وهو يرفع يديه يمسح دموعه من على وجنتيه و من ثم إتـجه لفتح الباب ثم أغلقه خلفه  وهو يسير بالطرقه الصغيره إلي أن وصل إلى السُلم الصغير ليهبط  ، شارداً يسير في طريق لا يعلم له ملامح إلا ملامح أخرى قد قابلته ؟!  بل من قاطع سيره "هى " ، لما تأتي في كل مره يضغط عليه جرحه ،  نظر إليها من على بعد ثم توجه  ينظر جيداً وهي تقف أمام المصعد بعد أن هبطت من غرفتها ، لمحته هى سريعاً فنظرت له مُبتسمه ، فبادلها هو البسمه بتكلفه :

عَـودةُ الـوِصَالّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن