«لا شيء يوجعني بعد هذا الرحيل »-محمود درويش-
وأي وجع بعد وجع فراقه السَريع! ؛ تسأل كما يسأل مظلوم ما من هذه الحياة! ، هل كان عليها التحمل لكل هذا ؟ هل كان عليها الصبر حتى بعدما ظنت أن هدوء الأيام وسكينتها ستدوم ما ان ظهر هو بحياتها ، ما ان عاشرته معاشرة طيبة مترابطة يغمرهما الإنتماء؟
هل كان على والدها فِعل ما فعله حتى يتسبب في وجع كل منهم؟ حي أم ميت ، يأذيهم وبشدة إلى الآن ؟ كيف الفرار من هذه العقبة؟ كيف الفرار من كونه والدهم من الأساس ؟ على جانب آخر يتألم غيرهما ، أحدهم استنزفت طاقته وأخرى لا تصدق ان نفسه من قتل والدها هو من اغتصبها عنوة بكل قسوة! ، وهى..هى الأخرى تتوجع وتُظلم هى وزوجها ، لمَ لم تعدل معهما الحياة يوماً ؟ لمَ تُظلم هكذا ؟ لما تصبح مُجبرة على تحمل وجع وفراق وكسرة ..ثم السؤال الأخير على الرغم من انها تفهم اجابته وسببه إلا ان كسرتها ووجعها جعلها تسأل وجرح فؤادها من تركه لها ينزف..لمَ رحل وتخلىٰ وتركها؟!..
كل هذه أسئلة تسألها لنفسها توقفت عن ذرف الدموع بإستسلامٍ وخواء! ، وما مر منذ آخر الأحداث عليها يومين كاملين علمت بهم ان "عز" هجر المنزل هناك هو الآخر وان والدته تُقهر أكثر من قهرها هى الأخرى وقهر "فرح "؛ يحاول الكل مواساتها كي تندمج ولكنها تندمج وتراضيهم وقلبها من الداخل هش قد كُسر!!
_يــوه يا "نيروز" ، ما تيسبيني أنزل بقىٰ ،أنا وافقت اطلع عشان بتقولي انك تعبانة وطلعتي بتعملي كده عشان تطلعيني أقعد معاكي وخلاص ، وأنا تعبانة عاوزة أنزل أوضتي أرتاح!
كانت هذه كلمات "جميلة" لـ"نيروز" التي نظرت لها بحزنٍ من شكلها المرهق والسواد الذي أسفل عينيها ، تنهدت تخرج أنفاسها وشاكستها سريعاً لتخفف عنها :
_يعني مش حابة تقعدي معايا يا "جميلة"؟ ، علفكرة انتِ كدابة ، نوم ايه اللي عايزة تناميه انتِ مش شايفة شكلك عامل ازاي من كتر ما انتِ مبتعرفيش تنامي ؟ احنا هنضحك على بعض؟ أنا ناديتك تفكي شوية ونقعد مع بعض ، و"غسان"جه من الشغل ودخل نام عشان هبطان شوية ، عشان لو محروجة يعني أو لو حاسة انك متكتفه!
رفضت "جميلة" ذلك بهدوءٍ مبررة لها الأمر:
_مش عشان كدة ، بس أنا فعلاً مش قادرة أتكلم يا "نيروز" ، معنديش طاقة ، أنا موجوعة أوي واللهِ !
تحشرجت نبرتها في آخر حديثها ، فلمعت عينيها ، بينما الأخرى تلهفت تربت على كتفيها وهي تقدمها ناحيتها مواسية إياها بلهفةٍ :
أنت تقرأ
عَـودةُ الـوِصَالّ
Lãng mạn«ظَننتُ أنـا أن حبال براءتنـا دابت ، وذكريات مأوايا رُدِمَت ، أن حب طفولتنا البريئاََ دُفن مع الزمان ، وحين شاءت الأقدار عُدت أنا لاتذكركِ انتِ وتفاصيلك من جديد كأن ما حدث ، حدث ليلهُ أمس أما هي تبـدو أنها ليسـت متذكرة ليسـت مهتمه له ولا لذكريات...