"الفصل التاسع والعشرون"الجزء الأول (تُفارقه فَيُعَنفـهَا قَلّبُها )

2.3K 146 17
                                    


« تلاحقنا عواقب أفعالنا إينما كُنا ، حتى وإن فعلنا شئ لا يستحق العواقب له ، ثمة اختيار يوافقك بينما لم يوافق غيرك ، أو نظره معينه بشئ في حين ٱخرين لم ينظروا كذلك ، ومن ثم لم يأت سوى الوجع لأفعالٍ كُنا لها وإليها نرضى !!»

وقف أمام الغرفه بضياعٍ يذهب في طرق مختلفه عن الأخرى ، وقلبه المُنهك الذي أذن له بالوجع لم يهدأ ،  وضع يديه أعلى رأسه بألمٍ ثم حرك رأسه نفياً من أفكار عقله التي تعلو بقوه ، يديه ملطخه بدمائها ، وحتى ملابسه منذ ٱخر مره حملها حتى جاءت لهما نقاله تنقلها في الأسفل  ،  دخل "بسام" معها إلى الداخل حيث غرفة الطوارئ ومن معه من أطباء متخصصين يعرفهم هو ، ولم يقف بالخارج سوى "غسان" الذي وقف بأعجوبه وساقيه لا تحتمل الوقوف ،  هبطت دموعه بضياعٍ ، حتى أنها تهبط دون توقف ، إستند على الحائط ودموعه لا تجف ، في حين ظهرت هي ووالده من علي بعد يركضون ناحيته بعدما عرفوا أين سيكونوا هم ، وقفت "نيروز" بلهفه تنظر له بتعبٍ ولم تسأله بل رأت الغرفه مغلقه ومضاءه بضوء أحمر من الدائره أعلى الباب ، وقف "حامد" يستند على الحائط بعجزٍ ودموع عينيه تهبط هو الٱخر أسنده "شادي" الذي حاول التماسك قبل أن يقع أرضاً ثم أجلسه على المقعد ، بينما وقف "غسان" بخواء ولم يستطع أياً منهم إخراج الحديث ، ارتجفت يدي "نيروز" من بين دموعها بقوه ، حتى أنها حاولت جاهده أن ترفعها لتمسح دموعه من على وجهه ،  دفعته كي يدخل بين أحضانها ، ولم تكن أحضانها سوى النجاه الوحيده من تشتته وألمه ، ضمته بقوه حتى سمعت هي شهقاته الخافته  بل وتسمع تأوي بكائه ؟! ،   بكت هي الأخرى بتعبٍ ثم تحدثت  له  بنبره ضعيفه خرجت له :

_" هتبقي كويسه والله ، والله هتبقي كويسه !"

رفع يديه يزيح خصلاته إلى الخلف بتيهه ثم رفع كفه يمسح دموعه   تزامناً مع قوله المتحشرج الذي ضرب فؤادها من رؤيته بمثل ذلك الضعف :

_" أنا  خايف ، خايف يا نيروز "

الخوف !! ، يأتي على الإنسان وقت يخرج ضعفه دون حرج لمن اختاره فؤاده ، أما الأخرى فهي شقيقته ، الأقرب دائماً لفؤاده الذي أُنهك الٱن ، هزت رأسها له بلهفه ثم ربتت على   كفه من بين دموعها :

_" متخافـش !!!"

لم تقوى على إرداف أكثر من ذلك ،  أخرج أنفاسه بصوتٍ مسموعٍ وبان الإنهاك بكل تفاصيله ، اما "حامد" فقد كان يجلس بخواء لم تهبط. منه سوى دموعه حتى حديث الٱخر له لم يسمعه ، مشهد الدماء لم يغيب باله ،   التفتت "نيروز" بإندفاعٍ عندما وجدت نفسها ستخرج منها شهقاتها ، وضعت يديها على فهمها  ثم حاولت بأن تكتم دموعها أكثر ، ولكنها تفاجأت بسؤاله الذي سأله لها وكأنه طفل ينتظر الجواب الإيجابي من والدته:

عَـودةُ الـوِصَالّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن