« تلاحقنا عواقب أفعالنا إينما كُنا ، حتى وإن فعلنا شئ لا يستحق العواقب له ، ثمة اختيار يوافقك بينما لم يوافق غيرك ، أو نظره معينه بشئ في حين ٱخرين لم ينظروا كذلك ، ومن ثم لم يأت سوى الوجع لأفعالٍ كُنا لها وإليها نرضى !!»وقف أمام الغرفه بضياعٍ يذهب في طرق مختلفه عن الأخرى ، وقلبه المُنهك الذي أذن له بالوجع لم يهدأ ، وضع يديه أعلى رأسه بألمٍ ثم حرك رأسه نفياً من أفكار عقله التي تعلو بقوه ، يديه ملطخه بدمائها ، وحتى ملابسه منذ ٱخر مره حملها حتى جاءت لهما نقاله تنقلها في الأسفل ، دخل "بسام" معها إلى الداخل حيث غرفة الطوارئ ومن معه من أطباء متخصصين يعرفهم هو ، ولم يقف بالخارج سوى "غسان" الذي وقف بأعجوبه وساقيه لا تحتمل الوقوف ، هبطت دموعه بضياعٍ ، حتى أنها تهبط دون توقف ، إستند على الحائط ودموعه لا تجف ، في حين ظهرت هي ووالده من علي بعد يركضون ناحيته بعدما عرفوا أين سيكونوا هم ، وقفت "نيروز" بلهفه تنظر له بتعبٍ ولم تسأله بل رأت الغرفه مغلقه ومضاءه بضوء أحمر من الدائره أعلى الباب ، وقف "حامد" يستند على الحائط بعجزٍ ودموع عينيه تهبط هو الٱخر أسنده "شادي" الذي حاول التماسك قبل أن يقع أرضاً ثم أجلسه على المقعد ، بينما وقف "غسان" بخواء ولم يستطع أياً منهم إخراج الحديث ، ارتجفت يدي "نيروز" من بين دموعها بقوه ، حتى أنها حاولت جاهده أن ترفعها لتمسح دموعه من على وجهه ، دفعته كي يدخل بين أحضانها ، ولم تكن أحضانها سوى النجاه الوحيده من تشتته وألمه ، ضمته بقوه حتى سمعت هي شهقاته الخافته بل وتسمع تأوي بكائه ؟! ، بكت هي الأخرى بتعبٍ ثم تحدثت له بنبره ضعيفه خرجت له :
_" هتبقي كويسه والله ، والله هتبقي كويسه !"
رفع يديه يزيح خصلاته إلى الخلف بتيهه ثم رفع كفه يمسح دموعه تزامناً مع قوله المتحشرج الذي ضرب فؤادها من رؤيته بمثل ذلك الضعف :
_" أنا خايف ، خايف يا نيروز "
الخوف !! ، يأتي على الإنسان وقت يخرج ضعفه دون حرج لمن اختاره فؤاده ، أما الأخرى فهي شقيقته ، الأقرب دائماً لفؤاده الذي أُنهك الٱن ، هزت رأسها له بلهفه ثم ربتت على كفه من بين دموعها :
_" متخافـش !!!"
لم تقوى على إرداف أكثر من ذلك ، أخرج أنفاسه بصوتٍ مسموعٍ وبان الإنهاك بكل تفاصيله ، اما "حامد" فقد كان يجلس بخواء لم تهبط. منه سوى دموعه حتى حديث الٱخر له لم يسمعه ، مشهد الدماء لم يغيب باله ، التفتت "نيروز" بإندفاعٍ عندما وجدت نفسها ستخرج منها شهقاتها ، وضعت يديها على فهمها ثم حاولت بأن تكتم دموعها أكثر ، ولكنها تفاجأت بسؤاله الذي سأله لها وكأنه طفل ينتظر الجواب الإيجابي من والدته:
أنت تقرأ
عَـودةُ الـوِصَالّ
Roman d'amour«ظَننتُ أنـا أن حبال براءتنـا دابت ، وذكريات مأوايا رُدِمَت ، أن حب طفولتنا البريئاََ دُفن مع الزمان ، وحين شاءت الأقدار عُدت أنا لاتذكركِ انتِ وتفاصيلك من جديد كأن ما حدث ، حدث ليلهُ أمس أما هي تبـدو أنها ليسـت متذكرة ليسـت مهتمه له ولا لذكريات...