الفصل الواحد والعشرون

1K 47 30
                                    

كانت ليلي تعمل في المختبر في وقت متأخر من الليل كان من المفترض ان تعود لغرفتها لترتاح منذ فتره طويله الا انها فضلت شغل افكارها في التجارب والتحاليل على التعمق بأفكارها فوق وسادتها فقد ارهقت حقاً ما علمته عن والدها وبدليل الواضح جعلها كجثه بلا روح وكأنه قتلها حقاً فلترهق نفسها في الاختبارات لتذهب بعدها للنوم دون عناء التفكير بما يؤرقها على الدوام ..

عادت بذكرى سؤالها الذي خرج من شفتيها كلرجاء الا يؤكد ما تضنه عندما سألته عن تورط والدتها وقتها لم يعطيها الجواب الشافي فقد اكتفى بجذب هاتفه من يدها واستقام مغادراً بهدوء....

كانت تلك اخر مره تراه بها وبعدها مرت خمسه ايام ثقال على قلبها ولم تلمح له طيف ولا حتى صوت......

اغلقت عينيها بقوه فقد هربت للمختبر كوسيله لتفادي التفكير ولكنه استولا علي افكارها حتى هنا واثناء عملها ...

تركت ما بيديها بيأس ثم تلفتت حولها بملل خلعت مأزرها الواقي وبعده النظارات الحاميه للأعينها ثم تحركت بأرهاق نحو الخارج....
صعدت لجناحه الخاص والذي اواها لمده خمسه ايام رافقتها رائحته علي تلك الوساده الخاليه..... توجهت نحو الشرفه... فور خروجها استنشقت نسمه الهواء العليل تبعد تلك الغيمه المحمله بلغمه عن صدرها.....

رفعت رأسها عالياً تراقب النجوم التي تجري في السماء دون ان تتحرك وكأنها تمثال متجبص هادئه صامته لدرجه مخيفه عكس الضجيج المتزاحم بداخلها كانت جميع الافكار تتراقص بداخلها بأستباحه لقاصي كل ما يفعله.... خطفها له الحق به والاستلاء على الشركه التي بونيت واستطالت بثمن عائلته التي قُتلت بدمن بارد له كامل الحق بها... ولأشد الاسف قتله لكل من يحاول ان يوقفه ويقتله باتت تستبيحه ايضاً.....

اغلقت عينيها الجافه بمحاوله السيطره على عقلها للأنتقال للمستقبل لمعرفه مصيرها اين سيكون بعد عده اعوام... آآآه كم تمنت ان تمتلك تلك القوه الخارقه فقط لارضاء فضولها....المتسائل على الدوام ان كانت ستتحرر من اسره ام ستبقي.... ان يحيى لعمرً اطول ام سيموت قريباً..... ان تستمر حياتهما معاً ام ستنتهي بأنتهاء انتقامه..... لا تستطيع التخمين حتى " قاصي" استغرقت سته اشهر لمعرفه شخصيته لكنها لم تجد وصفا مناسبا لها.... انسان لا يمت للبشر بصله.. متناقض.... جبار... .. قاسي... شيطان قابض للأرواح.... مستفز... بارد بل متجلد... حقير..... حزين.... كل تلك الصفات اجتمعت به وكأنه مزيج من عشره رجال يمتلك جميع صفاتهم.... لكن لو اجتمع عشره من الرجال لن يستطيعو ان يصلو للجبروته ....

تغيرت الوان جفنيها المغلقين من السواد الدامس للون الاحمر مما جعلها تعقد حاجبيها وتفتحهما لتتسعا بشده حين دخلت مركبه اسعاف نحو باحه القصر وانتشرت اضوئتها بأرجاء المكان لم يخطر لها الا انه حل بوعد مكروه ما.. عادت للخلف ثم اسرعت للداخل وبعدها للأسفل..

غُرر بي لاجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن