الفصل السابع والعشرون

1.2K 46 34
                                    




توقفت ليلي مكانها وهي تستمع إليهما بحاجبين منعقدين وجسد ينتفض بقوه بمشاعر لم تجد لها تفسير ابداً فقد كانت مزيج بين الحزن وشئ اخر يحرقها داخلياً..... اما نبضات قلبها فقد بدت هلعه بجنون نبضاته ....

اما في الداخل......

ضل قاصي يجلس على مقعده الوثير وهو يرمق طارق بنظرات طويله.... الي ان خرج صوته بارداً كالصقيع ببرودته....
( لو حصل الزواج مفتكرش انه هيمنع الحضانه تروح لماجد....

قال طارق بثقه بينما يميل للأمام نحو المكتب وهو ينقر على سطح المكتب بسبابته بأصرار 
( انتا سيب امر القيود المتسجله بحق رؤى عليا وانا هتصرف .... لغايه هنا وكفايا انتا ورؤى لازم ترجعو لبعض... البنت هتموت من بعدك وانتا برده كمان متحاولش تنكر يا قاصي الحب اللي بينك وبينها مستحيل يتمحي بالسهوله اللي بتقول عنها......

اتسعت عيني ليلي بشده وفغرت فمها بصدمه.... رفعت يدها تضعها فوق قلبها الذي صُرب بقبضه قويه المته.... بينما غامت على عينيها غيمه اضلتهما بالحزن والالم....

استمعت لقاصي يتحدث بذات الجمود
( سيبك من الكلام الفارغ دا.... المهم دلوقتي انا هعمل المستحيل علشان امنعه ياخد أسر بعد الهباب اللي هببته من غير مترجعلي.....

علا صوت طارق والذي يملؤه الاصرار والحزم
( اسمع مني المره دي بس يا قاصي.... انا هحل كل حاجه.......... ماجد انسان مختل وغير مسؤل بتاتاً ونقدر نسبت دا بكل سهوله والحضانه عمرها مهتروح لغيركم.......... وبعدين انتا بتاسبق الاحداث ليه.... هو ماجد هامه أسر من اصله تلاقي ناسي انه عند ابن من الاساس..  

استقام قاصي واقفاً ثم تحرك نحو النافذه بهيبه و وقار لينظر للخارج بنظرات قاتمه، ثم قال بصوت عميق مخيف...
( كل دا هيتغير اول ما يعرف بالطلاق.... ماجد عامل زي التعبان بيلف وبدور حواليا علشان يلسع لسعته ويقدر يحرني بيها جامد.....

زفر طارق ثم استقام هو الاخر.... نظر لقاصي بصمت استمر لثواني..... ثم قال بهدوء
( لو مش عاوز تتجوز رؤى علشانها فأتجوزها علشان أسر.........الولد دا لو راح لماجد هيطلعه نسخه مريضه زيه.....

ضاقت عينا قاصي قليلاً بينما لم يتحرك من مكانه ... ثم قال بصوت خفيظ مقلق
( ولو عاش معايا هيطلع ايه.... امام مسجد...؟؟

رد عليه طارق قائلاً بمسايره
( اكيد مش هيكون حد سوي.........لكن هيكون معاك افضل ليه يا قاصي.... على الاقل انتا وامه بتحبو بعض وهتقدرو تستمرو مع بعض على الحب دا........ وكل واحد يداوي جروح التاني....

شعرت انها غير غير قادره على التواجد هنا للحظه اضافيه فقد ضاقت بها الدنيا بما رحبت.. لذا اطلقت قدميها للرياح متجه نحو غرفه والدتها......

غُرر بي لاجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن