الفصل السادس والاربعون

848 45 25
                                    

( بس اسمعني.... ليلى هانم كلمتني من ساعتين وقالت ان قاصي بيه عمل حادثه و همه في طريقهم للمشفى لكن لغايه اللحظه موصلش حد..... حتى ليلي هانم مبتردش على الموبايل بتاعها...... الخوف انهم ياخدوه لمشفى تاني ويتصرفو معاه وهمه ميعرفوش وضع قاصي عامل  ايه......

ارتسم الهلع بعيني طارق وهو يلتفت اليها بصدمه...... ثم همس بلا روح
( انتا بتقول ايه.... لسى من شويا كان عند صفوان بيه هو وأسر.....

عقدت رؤى حاجبيها بفضول ثم اقتربت من طارق تستند على صدره و ترهف السمع .... وكان بمقدورها الاستماع لصوت الطبيب وهو يقول
( يا ابني دلوقتي مش وقت الصدمات .... لازم تلحق قاصي بيه قبل ما يحصله حاجه وحشه لا سمح الله احنى لغايه دلوقتي منعرفش حجم الحادثه اللي اتعرضلها .....

ابتعدت عنه فوراً بأعين متسعه، رفعت يدها على فمها تمنع شهقه رعب كادت ان تخرج بينما تساقطت دموعها على وجهها بأنهمار عنوتاً.....

تحدث طارق مجيباً الطبيب بينما عيناه مسلطه عليها تسجلان جميع ردات فعلها والالم يصفعه من جميع النواحي
( هعمل كل حاجه علشان اوصله.... متقلقش...

=( حاضر بس بسرعه ربنا يخليك، ابقا خلينا على تواصل اول بأول.....انا هكون مستني منك مكالمه....

اومئ برأسه بالايجاب ثم  اقفل المكالمه وضل ينظر لبكائها طويلاً.... قبل ان ينزل يده عن اذنه ببطئ......

همست رؤى بقوه وهي تنظر الى عينيه بتوسل
( قاصي حصله ايه..... هو.... هو كويس .....؟  طارق اتكلم ساكت ليه.....

تحولت عيناه الى الجنون وهو يتابع الخوف المتجلي بعينيها عليه، تركها بمكانها باكيه ثم اتجه لخزانته يرتدي ملابسه على عجاله بصدر يلهث بعنف  بالغ.....

قضمت شفتها وهي تتملل بأرضها شاعره بنار نشبت بقلبها قلقاً على قاصي وليس بمقدورها تجاهلها......
اسرعت تمسك بذراعه ما ان انتهى من ارتداء ملابسه وهم بالمغادره، نظرت لوجهه بهلع ثم قالت بلهفه ولوعه
( متبقاش قاسي بالطريقه دي يا طارق.... قولي كلمه واحد بس.... هو كويس..؟

وصلتها انفاسه المشتعله لتلفح وجهها وتخبرها بوضوح عما يعتمل صدره من ثوره.... فرج شفتيه الحادتين ثم قال بصوت بارد كالجليد
( عمل حادثه... ودلوقتي مفقود محدش يعرف هو فين....

ابعد وجهه عنها شاعراً بالموت ما ان انفجرت بأكيه تهزه من ذراعه بقوه صارخه بخوف
( لاقيه واللي يخليك يا طارق واسعفه.... هو ميستحملش ، كلنا عارفين ان جسمه بيتعب بسرعه من وقت الحادثه الاولى.....

كلماتها اوصلته لقمه غضبه منها مما جعله ينتزع ذراعه من قبضتها بعنف... فرج شفته وكاد ان يصب جام غضبه بها الا انه تراجع يغلق عينيه محاولاً التنفس بأنتظام دون جدوى....

تكلم اخيراً بصوت غريب  دون ان يفتح عينيه
( روحي اجهزي... معاكي تلات دقايق تخلصي... هاخدك عند مامتك علشان مش هأمن اسيبك لوحدك هنا .....

غُرر بي لاجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن