الفصل الثامن والثلاثون

1K 45 25
                                    

شبك يديه في بعضهم البعض فوق رأسه وهو يجول المرر بتوتر..... الوقت لا يتحرك وكأن الزمن توقف دون حراك ..... توقف بأرضه ينظر امامه بملامح صخريه وعينين حمراوان مخيفتين....

طال به انتظاره كثير ولم يخرج للحظه احدهم وطمئنته عن حالها.........

فجأه فتح الباب امامه وخرج احد الممرضين مندفعاً فأسرع قاصي نحوه وهدر به بعنف
( عاوز اعرف ليه التأخير دا كله.... ليلى وضعها ايه .....

ابتلع الممرض لعابه على عجاله ثم قال وهو يحاول تخطي قاصي ذو البنيه العملاقه نسبتاً له
( اهدا شويا يا بيه.... المدام ليلى فقدت دم كتير اوي واحنى بنحاول نعوضها بوحدات لعل وعسى متفقدش البيبي ...... ابعد عن طريقي علشان حظرتك بتأخرني....

تحولت عيني قاصي لشئ مخيف متوحش قبض على تلابيب الممرض ورفعه للأعلى حتى غادرت قدميه الارض....... ثم هدر مجدداً بجنون
( بقالها ساعه جوا كنتو بتعملولها ايه في الوقت دا كله ..... ليه استنيتو لما اتصفى دمها...... عاوزين تموتوها......

رفع الممرض يديه يضعهما فوق يدي قاصي ثم قال بقوه واختناق
( قاصي بيه... انتا بتعرقل شغلنا ولو فضلت ماسك بيا بالشكل دا هيتصفى دم المريضه بجد هيه بوضع حرج ولو تأخرت اكتر هنخسرها هيه والبيبي ..... الدكاتره جوا قايمين بشغلهم على اكمل وجه مستنين وحدات الدم وانتا هنا مشعلقني ومانعني اشوف شغلي ...

ارتجفت حدقتي قاصي داخل عينيه وهو ينظر للممرض بصدمه بينما صدره يتعالا وينخفظ بسرعه قسوه قال بلهفه وخوف
( يعني ايه..... هي ممكن يحصلها حاجه.......

اومئ الممرض وهو يحاول التخلص من يدي الاخر التي تقبض عليه كالكماشه ثم قال بأندفاع
( لو فضلت حظرتك بتأخرني هيتأزم الوضع اكتر .....

دفعه قاصي عنه بقوه حتى تقهقر الممرض للخلف رفع قاصي سبابته امام الاخر بتهديد ثم قال بغضب حاد
( وربنا لو حصلها حاجه محدش فيكم هيفلت من ايدي...... غور من وشي شوف شغلك.....

اومئ الممرض ثم اسرع مغادراً من امام قاصي وهو يشتمه بأفضع الالفاظ بداخله.......... اما الاخر رفع يده يتخلل بها خصلات شعره بلهاث حاد واعصاب تكاد ان تنصهر من طول الانتظار ليخرج له ذاك في النهايه ويقول انها بوضع حرج .......

.
.
.
.

مرت الساعات السابقه وكأنها نيران تحرقه حرفياً قضاها يقطع الممر ذهاباً وايابا بغضب اسود كاد ان يفتك بكل من يتجراء والعبور من امامه لم يكن يظن ان الانتظار مخيف لتلك الدرجه فأشعره بالعجز لعدم قدرته على فعل اي شئ لاخراجها من ذاك المكان بصحه جيده.....

توقف بأرضه واغلق عينيه التي تحرقه وبشده ثم رفع رأسه للأعلى بمحاوله فك العقده التي تخنقه بحلقه ثم همس بصوت خافت متحشرج و مضطرب
( ليلى متضعفيش وتمشي بالسهوله دي...... اتمسكي بابننا وارجعيلي......

غُرر بي لاجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن