الفصل الرابع والثلاثون

1.1K 51 30
                                    

كيف يمكن لبضع حروف ان تحدث الخراب في اعماقنا...... حروف جعلت من ثقوب الغدر على ضهره  بالتعمق و الازدياد  ...... لكنها لا تساوي شئ امام جراح القلب التي قد لا تشفى... فيتأقلم عليها او يتوهم انه قد نساها.... ولكن في الحقيقه هي ان ابسط لمحه او طيف من الماضي يعود بنا سنوات عديده للخلف لذكرا ضننا اننا تخطيناها الا انها حفرت في جدارن القلوب قبل ان تحفر في عقولنا وتتلمسها اجسادنا تُذكرنا بحروب طاحنه خضناها غير مؤهلين فوجدنا الهزيمه القاسيه تسقى لنا علقم مر، احياناً كل مر لو انقصم ستهدء لذاعته في الحلق وما ذاقه هو تجرع طارق نصفه، عاصر صدماته من غدراً تلقاه ومرضا تجاوزاه سوياً وعدواً هزماه، كان معه على ذات الدرب دوماً شهد انهزاماته وانتصاراته..... ربت على ضهره وقت انسكاره.... ضمد جراح قلبه قبل ان يداوي جسده، في ضل معاناته من مطارده لعنات الذكريات وذروه انهياراته وكل مره تملكه الخوف من تكرار الخذلان وجد كف امنه حطت عليه وعين رائت ما اخفاه بداخله من عذابات مدفونه لا يمكن لاحد ان يصدق انها بداخله الا هو كان خارق النظر كاشف المكنون...... لما انتهى به المطاف وغرس سكينه في ضهر من استئمنه على كل ما فيه.......... ام ان لعنه الغدر الملاحقه له كانت اكبر من روحين تلمسا الم جسد واحد..........

عندما طال تصلب جسده حرره رجال الامن وتوجهو نحو ماجد وتم القاء القبض عليه... فصاح مستنكراً
( بتعمل ايه انتا وهو..... انا مخطفتش حدا دا ابني....... في حد يخطف ابنه......؟

ما كان من الضابط المسؤل الا وتجاهل هتاف الاخر اذ قيد يديه في الكلبش ثم دفعه امامه يعرج على احد قدميه..... ارتفع صياحه وهو يهتف بحقد وكره ضاهراً للعيان
( وديني لاندمكم على كل دا....... للدرجادي انتو اعميا مش بتشوفو هو اللي تهجم عليا الاول في وسط بيتي و واضح جداً مين المتضرر هنا ....... 

رفع قاصي عينيه بعين ماجد المختفيه خلف تورم جفنيه في تحدً صلب لا يقبل التهاون ........ قبل ان ينفض ماجد كتفه من العسكري وهتف بجنون وهو يشير بذقنه نحو شاشه التلفاز
( بأيدي هرميك في الحبس زي الكلب...... امشو هاتو الفلاشه هتلاقوها مشبوكه على الشاشه وساعتها هتعرفو مين المجرم الحقيقي........

رفع قاصي ذقنه يشرف عليه من علو.... ليقول بصوته المهيب دون ان يفقد ذره من هدوئه الخطر والمباغت
( تأكد انك هتلاقيني في كل حته هترحلها...... واياك تغفل شويا علشان روحك هتتسحب منك في لحظه ......

تصلب جسد ماجد رعباً للحظات ....... فاق من صدمه التهديد الصريح وعلى الملئ.... تلفت حوله بغير تصديق وهتف بصراخ
( انتو واقفيني تتفرجو عليه وهو بهدد يقتلني.....!! حد فيكم يمسكه انا هرفع دعوه عليه وهسبت كل تهجمه عليا وفي التقارير الطبيه كمان ........

دفعه العسكر للمضي قدماً دون التفوه بحرف... حينها ابتسم قاصي دون مرح ابتسامه قاسيه هزت كيان ماجد باكمله....... الا انه لم يسائم فجأر كحيوان كريه ما ان تجاوز قاصي
( هتتجر من قفاق..... وديني لابيتك في الحجز الليله.....

غُرر بي لاجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن