الفصل الثالث والاربعون

976 39 23
                                    

عاد لمنزله بعد يوم طويل وشاق في العمل وقد تمكن منه الارهاق بصوره بانت على ملامحه، افرغ جيبوبه من متعلقاته فوق اقرب منظده ثم دلف للداخل بهدوء حتى لا يتسبب بأيقاظ من هم في المنزل.......

تسمر بأرضه ما ان وجدها تستقيم واقفه من فوق الاريكه في البهو بهيئه مهلكه وهي مرتديه قميص نوم و فوقه الرداء الخارجي الخاص به لم يكن ما ترتديه خاص بلعرائس بل كان كمان كان يراها قبلاً في القصر اوقات جنونها تضهر امامه بأي هيئه دون الرئفه بقلبه...... تحركت متجهه نحوه عندما دام صمته..... ثم قالت بهدوء
( اهلاً.... كنت مستنياك اتأخرت اوي وخفت لما كلمتك ومردتش عليا....

ابتلع ريقه وهو يبتعد بنظره عنها ثم قال بتعب
( اتشغلت النهاردا ومكنتش فاضي امسك موبايلي.....

هزت كتفها بدلال ثم همست بخفوت
( بس لو بعتلي مسج كنت طمنتي بيه دا اقل حاجه....

اومئ برأسه ثم تحرك متجاوزاً اياها وهو يقول بجمود
( الخوف عليا مش من ضمن اتفاق زواجنا......

امسكت بذراعه بقوه فور ان تعدا من امامها.... توقف دون ان ينظر اليها مانعاً نفسه من الضعف امام جمالها...
( بتتعامل معايا كدا ليه يا طارق.... لو كنت مدايق من تواجدي وسؤالي عليك انا هـ....

نظر طارق لوجهها فوراً ثم قال بصوت قوي وحاد 
( هتعملي ايه..... هتمشي... هتطلبي الطلاق...

ارتدت رؤى للخلف بهلع من صراخه... كادت ان تهز رأسها نافيه الا انه لم يمهلها حيث اردف بصوت صارم
( مفيش داعي تخلقي اسباب يا رؤى... انا مش ماسك بيكي علشان متمشيش الباب اهو قدامك ويفوت جمل...... واحب اعرفك انهاردا كلمت المحامي وطلبت منه يقدم دعوه طلاق وهتخلصي من الجوازه دي اخيراً.....

كانت كلماته بمثابه صفعات تتوالا على وجنتها واقواها اخرها.... ارتفع نفسها وتتدهرج بصدرها حتى احمر وجهها غضباً.... قبضت على يديها بجوارها بقوه ثم قالت بصوت حاولت اخراجه هادئاً وهي ترفع رأسها للأعلى تمنع تجمع دموعها بمقلتيها
( كويس انك عملت كدا.... كنت مستنياك علشان نتكلم بأمر المحامي..... لكن هيئتك حابب تخلص من الزواج دا اسرع مني.......

رد طارق بهدوء متباطئ دون عجل وهو ينظر لعمق لعينيها اللامعه
( لو كنت متلهف على الطلاق مكنتش اتجوزتك من الاساس.... الاتفاق ما بينا انتها من لحظه ما اتحكملك بالخلاص من ماجد.......

ابتسمت بأمتعاض وكل تفكيرها الان انه استبدلها بأخرى وهيه الخاسره الوحيه في الروايه تلك..... قالت ببرود
(  ايوه صح ودلوقتي كل واحد فينا هيشوف حياته.... تقدر تتجوز صاحبه البيت اللي اتعمل علشانها.....

ضحك طارق بقهر وهو يبتعد عنها ثم تكلم ساخراً من نفسه
( الحياه لو وقفت على شخص البشريه هتزول وتبقى من القوارض..... سنُه الحياه الواحد يتجوز ويستقر... بعد تعب سنين اضن كفايا عليا معافره في الدنيا وبقا لازم استقر ومع الست اللي هتريحني.....

غُرر بي لاجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن