الفصل الثامن والاربعين

1.2K 55 41
                                    


اخفضت هاتفها عن اذنها وهي تزفر بقوه، طبعت بضعه حروف على شاشه الهاتف ثم بعثت بها اليه.... كان محتواها كلأتي
( طارق مش بترد على مكالماتي ليه.... كلمني اول ما تشوف المسج.....

وضعت هاتفها امامها على الطاوله ثم مدت يدها تلتقط كأسها الورقي ترتشف منه قهوتها......

نظرت اليها زميلتها في العمل انثاء جلوسها امامها في وقت الاستراحه ثم قالت وهي تراقب ملامح رؤى المرتعبه
( مش لو كنتي سمعتي كلام طارق بيه وفضلتي عند بباكي انهارا...... يمكن لو عرف انك نزلتي الشغل هيتعصب......

هزت رؤى رأسها توافقها الحديث ثم قالت بهدوء
( الاكيد انه هيتعصب مفيش احتمالات... بس مقدرتش ابقى في البيت كنت حاسه نفسي متربطه ومخنوقه اوي..... الافضل اشغل نفسي علشان مسيبش دماغي تودي وتجيب......

زمت زميلتها شفتيها ثم اومئت برأسها، فهما اصبحتى صديقتين منذ ان كانت تعتني برؤى وقت الحادث المروع الذي تعرضت له .... فرجت شفتها و ودت ان تقول شيئ الا انها صمتت بتردد ، لاحظت رؤى تخبطها فقالت بعقده حاجبين وفضول
( بسمه مالك....؟ اتكلمي متردده ليه......

_( ممكن تزعلي او تفهمي كلامي غلط....

ابتسمت رؤى وهي تضع الكوب من يدها فوق الطاوله ثم نظرت لبسمه لتحثها على الحديث
( لا يا ستي مش هزعل منك.... والصراحه مقدرش ازعل علشان انتي صاحبتي الوحيده في الوقت دا وانا مش مستغنيه عنك ابداً......

ابتسمت شفتي بسمه بسعاده ثم اومئت برأسها قائله
( يعني ممكن طارق يفتكرك مستنيه قاصي بيه او ان مشاعرك اتجاهه موجوده زي محكيتيلي الصبح ازاي ظلم حبك ليه..... و..... والصراحه مفيش تفسير انك تيجي الشغل انهاردا وهو منبه عليكي متخرجيش الا لونك خايفه بجد على قاصي بيه....... ومشاعرك لسى موجوده اتجاهه......

انعقدت حاجبي رؤى بصمت...... ثم التقطت قهوتها و ارتشفت منها مجدداً..... نظرت لصديقتها بعد مده باعين مغروقه لتقول بلكنه مهتزه
( قاصي كان حبي الاول يا بسمه وليه مكانه خاصه في قلبي مقدرش اتجاهل انه في خطر واكمل حياتي عادي ولا كأن في اي لحظه ممكن اسمع خبر موته...... طارق عارف اد ايه تعبت مع عيله الجراح كان لازم يبقا متفهم لمشاعري وميبقاش اناني .... علشان انا مقدرش اتحكم بنفسي واحاسيسي..... انا اتربيت على حب قاصي مقدرش انفيه برا حياتي بين يوم وليله....... انا بجد خايفه عليه وفي نفس الوقت متمناش ان نرجع تاني زي زمان علشان طارق بقا ليا حياه تانيه خالص .......

صمتت صديقتها قليلاً وهي تراقب اهتزاز حدقتي رؤى...... الا انها قالت بهدوء وتأني بعد لحظات
( وقت الحادثه اللي عرفتنا على بعض كنت بشوف اد ايه هو بيحبك وبخاف عليكي اوي.... اوقات كنت ببقا قاعده و مراقبه معاملته ليكي وانا متمنيه ربنا يرزقني بشاب زيه، و بعد معرفت حكايتك برضو حطيت نفسي مكانك يا رؤى.... بس مقدرتش اتخيل ان اقدر اجرح طارق بنفس طريقتك حتى لو كانت مشاعرك مستعريه قدامه وكاشفك بتفكري ازاي........ كنت هحاول ادفن خوفي على قاصي جوايا حد مشاعري القديمه علشان مأزيش طارق...... هو في النهايه راجل ومفيش راجل في الدنيا دي يقبل يشوف مراته متعلقه بغيره ومتمسكه بيه في زات الوقت وكأن ستبن كوتش امتى هتبوز هتبدليه......

غُرر بي لاجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن