الفصل السابع والثلاثون

1K 38 21
                                    

بعد ان التهمت شفتها بتفكير وهي تجوب الغرفه ذهاباً وايابا وقفت امام مرائتها تراقب اعينها التي تورمت جداً من اثر البكاء الذي لم ينقطع منذ ساعات وشحوب وجهها بسبب الايعاء الذي حل عليها فلم تفارق المرحاض الا لدقائق معدوده رغم خواء معدتها من الطعام الا ان الغثيان لم يتركها ثانيه.....
همست بصوت هزيل متعب
( دي النهايه اللي كنتي بتخافي منها يا ليلي جتلك بدري اوي......  هتعملي ايه مرواحك لماجد الكلب هيحط السكين على رقبه قاصي.... ولو مرحتش هيتلف على رقبته حبل المشنقه........

اغلقت عينيها بقوه واخذت تبكي بنحيب جلست ارضاً وهي تستند على طاوله الزينه ثم همست ببكاء
( دا الراجل اللي حذرتك منه يا ليلي مش هيجيبلك الا وجع القلب..... علي الحالتين هخسره......

رفعت وجهها للأعلى ثم استنشقت ماء انفها وهي تهمس بتضرع
( يا رب دلني علي الطريق الصحيح.... يارب متوجعنيش بقاصي.......

مسحت دموعها ثم استقامت واقفه واتجهت نحو الشرفه تراقب عمل الحرس....... اخذت نفس طويل ابدلت به الهواء العالق على قلبها ويهدد بسحقه......

عزمت امرها واختارت وجهتها........ تحركت لخارج الغرفه ثم اتجهت نحو غرفه أسر......

.
.
.
.

ابتسمت بحزن فور ان اندفع نحوها كالبرق وهو يصرخ بأسمها بفرحه وخلفه سميه بأعين دامعه فهيه في موقف متأزم لا تحسد عليه ايضاً .........

احتضنت أسر بقوه وكأنها تتمنى صفاوه القلب والعقل الذي يمتلكه طفل لا هم له في الحياه الا الاكل واللعب..... قالت بمرح مفتعل
( كنت بتعمل ايه يا حبيبي.....

ابتعد أسر عنها ثم أشار على طاوله مكتب صغير في احد الزوايا
( كنت بدرس مع سميه علشان عمو مش بخليني اروح المدرسه.......

قضمت شفتها وهي تومئ له برأسها ثم قالت وهي تقرص وجنته
( خلصت مزاكره ولا لسى.. ...

اقتربت سميه منهما بعد ان اغلقت جميع الكتب واخفتها بأحد الادراج
( لأ احنى خلاص كفايا علينا كدا......

نظرت ليلي نحو سميه بأعين لامعه ثم قالت بهدوء
( أسر اتكلم مع مامته انهاردا.......

أسرع أسر بالقول بلهفه
( لأ مكلمتهاش علشان النهاردا هتخرج من المشفى وهتروح تعيش مع عمو طارق في البيت الجديد بتاعه.......

ملست ليلي وجنته الناعمه بصمت  بينما اكمل أسر بحزن
( همه ضحكو عليا..... عمو طارق قال هياخدني انا وماما عنده البيت..... بس همه راحو لوحدهم وسابوني هنا لوحدي......

جذبته لاحضانها تحتضنه بقوه ثم قالت وهي تنظر لسميه من فوق كتف أسر
( اي رائيك نكلم عمو طارق علشان يجيلك وياخذك. عندهم ...

هزت سميه رأسها ترفض ما استنتجته الا ان ليلي اغمضت عينيها بأصرار....... بينما ابتعد أسر عنها بقوه فرحاً صارخاً وهو يركض نحو هاتف سميه يجذبه عن الطاوله الجانبيه ويعود به نحوها....
( يلا يا ناني كلمي عمو طارق قوليله يجيلي وياخذني عند ماما.....

غُرر بي لاجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن