وفي الساعة الخامسة فجراً كان معاذ نائماً في غرفة الإنتظار في المشفي بعدما ظل أكثر من ساعتين ينتظر خروج مرام ، ذهبت مرام إليه وشرعت في إيقاظه
"معاذ إنتَ نمت قوم يا معاذ "
ليستيقظ هو ويقول وهو يتصنع البكاء :
"طيب إنتِ واحده غير منتظمة إتأخرتي عن شغلك وخدتي ساعتين زيادة أنا مالي أتعذب معاكي ليه "
لتضحك مرام وتقول
"مش إنتَ اللي قولتلي يلا نشوف صور الفرح ونسينا الوقت ، وبعدين إنتَ مأخدتش ساعتين زيادة ليه "
ليقوم من مكانه ويقول بفخر
"بمناسبة السيرة دي عايزة أقولك خبر سعيد "
ليكمل وهو يبتسم :
"أنا بقيت مدير القسم اللي أنا فيه "
لتقفز مرام عالياََ وتذهب لإحتضانه وهي تقول
"مبارك يا عمري ، فرحتلك قوي بجد "
ليتفاجئ معاذ من ردًة فعلها ويحتضنها هو الآخر ويقول
"الله يبارك فيكي يا مرمر "
_______________
وبعد مرور شهرين من جواز مرام بمعاذ وكانوا سعداء معاََ يذهبان سوياََ إلي العمل ، ويتعلمان صنع الطعام معاََ ،
كان معاذ جالساً بجانب مرام علي المائدة في حديقة المنزل حتي تركت مرام الطعام وقالت
"معاذ أنا خايفه قوي , مش يمكن أنا مبخلفش مثلاً"
لمس معاذ كتفيها وقال
"مرام إحنا إتجوزنا من شهرين وقولتلك قبل كده متفكريش في الحاجات دي"
لتقول مرام برجاء :
"طيب خلينا نكشف بس يا معاذ نتأكد ، أنا مش مستعجلة بس خايفة أكون مبخلفش أنا حلمت كذا مرة إني مبخلفش ""حاضر يا مرام مع إني قولتلك قبل كده لا مش مضطرين نعمل كده إحنا مش مستعجلين"
"نتأكد بس يا معاذ , بكرة نروح الشغل بليل بدل الصبح ونكشف الصبح "
"حاضر يا مرام "
وفي الساعة التاسعة صباحاً ، ذهب معاذ وزوجته إلي المشفي، كانت مرام جالسة بقلق شديد فهذا المشهد دائماً ما تَحلم به ، وبعد مرور عشر دقائق أتت لها الطبيبة لتخبرها :
"التحاليل هتظهر كمان ساعتين "
وتغادر مرة أخري ليضرب معاذ جبهته ويقول
"حرام عليكي يا مرام قولتلك صحيني الساعة 12 تصحيني 8 ليه يا مرام ولسه هنستني ساعتين ثاني ""معلش يا معاذ كنت قلقانة معرفتش أنام أصلاََ "
وبعد مرور ساعتين كانت تجلس أمام طبيبة أخري تنتظر حديثها حتي تفوهت قائلة
"دكتورة مرام ، أنا آسفه في الحقيقة فيه نسبة عقم لكن مش كبيرة "
إمتلئت أعين مرام بالدموع وتتحدث قائلة
"يعني مش هخلف؟...""أنا مقولتش كده ،هتخلفي إن شاء الله بس مع العلاج "
خرجت مرام وهي تبكي وذهبت إلي معاذ في السيارة لتخبره بأنها مريضة ليقول لها هو
"مرام ، عادي هي مش قالتلك إنك هتخلفي مع العلاج ، يا مرمر عادي إهدي "
لم تتوقف مرام عن البكاء حتي ضمها معاذ إليه وهو يقول
"مرمر قولتلك عادي أنا جمبك دائماََ ومش هسيبك"
ثم يضيف إلي كلامه
"ده إبتلاء ولازم نصبر "
ثم يضحك ويقول بمزاح
"اومال إحنا عندنا قيام ليل ليه هندعي في قيام الليل بالذرية وأنا متأكد إنها لو خير لينا ربنا مش هيبعدها عننا أبداََ"
لتبدأ مرام بالهدوء وتقول
"الحمدلله ، أنا راضية يارب ، بس كان نفسي أخلف بنوته
ليتفوه معاذ بمشاكسه
"طيب أنا عايز ولد مش بنوته هتجيبي ولد "
لتنسي هي أمر الطبيبة والمشفي وكل هذا وتتفوه قائلة
"علي فكرة بقي أنا هجيب بنوته "
_______
وفي الساعة الثالثة صباحاً كان معاذ ينتظر مرام حتي ترتدي ملابس الصلاة ليبدأ في قيام الليل حتي أتت له مرام تسأله
"معاذ هو ينفع النهاردة إنتَ تصلي لوحدك وأنا لوحدي"
ليقوم معاذ من مكانه ويقول بمزاح
"أيوة إعترفي إن بعد ما عرفتك جمال قيام الليل عايزة تسبيني وتصلي لوحدك "
لتعقب عليه هي
"مش حكاية كدة و.."
ليقاطعها معاذ ويقول
"أنا فاهمك إنتِ عايزة تقعدي مع ربنا لوحدك ، خلاص أنا هصلي في الصالة وإنتِ صلي في ركن الصلاة "
كان معاذ يقيم ركن في بيته مخصص للصلاه يضع به المصاحف وكتب الفقه وكذلك كتب الأحاديث .
ليتركها معاذ وتذهب هي إلي الركن المخصص للصلاة وتبدأ في الصلاة وما أن سجدت حتي شرعت في قول
"اللهم إرزقني الذرية الصالحة ، اللهم إشفني عاجلاً غير آجلاََ ، يارب"
وما أن إنتهت من الصلاة حتي جلست تقول
"يا الله ، أنا نويت أتوب عن كل حاجة حرام أنا بعملها ، هجاهد نفسي وهبقي من عبادك الصالحين ، يارب أنا عرفت إن كل حياتي اللي فاتت كانت غلط ، يارب إغفر لي كل ذنوبي يارب ، يارب ساعدني في طريق الوصول إلي الجنة ، إجعلني زوجة صالحة لمن كان سبباً بعدك في توبتي يارب "
لم يكن دعائها منظم لم تكن تعرف ماذا تريد وماذا تقول فهذه أول مرة تتكلم مع الله هذه أول مرة تحاول أن تتقرب بها إلي الله ، وفي هذا الوقت كان يستمع إليها معاذ الذي كان ذاهباََ إلي هناك ليأتي بمصحف وما أن سمعها حتي شعر بأن الكون لا يسع سعادته ، ظن أنه قد إنتصر وقد فاز فوزاً عظيماً.
__________
في اليوم التالي كانت مرام ترتدي ملابس العمل حتي أتي لها معاذ وهو بملابس البيت ليخبرها
"مرام، إيه ... "
لتقاطعه هي بصوت عالِِ
"معاذ إنتَ لسه ملبستش طب يا معاذ أنا هسيبك وأمشي ، أنا كده هتطرد "
ليعقب معاذ عليها
"إهدي في إيه ، أنا كنت جاي أقولك إيه رأيك لو ناخد النهاردة أجازة أنا من بدري مخدتش أجازة خالص وأنا تعبت إيه رأيك نطلع النهاردة ومنروحش الشغل "
لتلقي هي بحجابها وتقول
"أنا موافقة جداً "
ليضحك معاذ وتكمل هي حديثها
"تعرف لو كنت بشتغل في مستشفي عامة كان زماني واخدة إجازة مرضي بدل ما هيتخصم اليوم ده"
ليجلس هو بجوارها ويقول
"بس إنتِ تعرفي إن كده حرام أصلاََ "
لتقول هي بتعجب
"لا معرفش إزاي "
أنت تقرأ
بك اهتَديت
Sonstigesقلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يضع الدين في المركز الأول في ترتيب حياته يريد الزواج من فتاة أقامت نصف عمرها في بلاد الغرب وأخذت من طب...