قبل قراءة ذاك الفصل إحرص علي قضاء فروضك أولاََ ومن ثم إستمتع بالقراءة
_______
"ربنا يتقبل منكم "
كانت تلك الجملة التي قالها معاذ وهو يودع شقيقته وزوجها وهم ذاهبين لقضاء العمرة وكان ردً إسلام
"عقبالك يا معاذ لما تروح هناك "
وفي ذاك الوقت كانت مرام تودع كنزي قائلة
"متنسيش تدعيلي هناك بقي "
لتعقب هي قائلة
"هدعيلك بالذرية الصالحة "
إبتسمت مرام وضمتها إليها وهي تقول
"ربنا يرجعك لينا بالسلامة "
قاطع معاذ ذلك الحديث بمزاح :
"نفسي مقاطعش اللحظة دي بس ميعاد الطيارة "
هرولت كنزي وراء إسلام إلي داخل مكان إقلاع الطائرة
"تعرفي إني لحد دلوقتي مش مصدق إنك مراتي "_قال_
عقبت كنزي بحياء
"كملنا 15 يوم متجوزين ولسه مش مصدق ؟.."
نظر إليها بحب وقال :
"حلم بحلم بيه من وأنا عيل صغير فجأه إتحقق وفي ثانية "
لتعقب هي عليه :
"تصدق أنا عمري ما حسيت بكده بالعكس أنا كنت بحسك مش حاسس بيا أصلاََ "_"صدقيني أنا كنت بتعذب وأنا بحرم نفسي من إني أبص عليك أو أكلمك كنت بجاهد نفسي "_قال_
لترد عليه بعدما إقتربت منه :
"وده اللي خلاني وافقت عليك يا بيبي "
ليرد هو عليها بحماس بعدما فرك يده
"بيبي ، ده أنا هتدلع "
___________
كانت مرام جالسة مع زوجها يستمعون سوياََ إلى Podcast ديني ، تفاجئت مرام عندما سمعت الشيخ يقول بأن العطر للنساء حرام ، فأوقفت الهاتف وقالت
"العطر حرام ؟..""أيوة حرام لا وكمان من الكبائر لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال (إِذَا اسْتَعْطَرَتْ الْمَرْأَةُ فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا،فهي زانية)_قال_
لتقول هي تعجب
(زانية !..، دي مصيبة )_"شوفتي إحنا في غني عن المصيبة دي "
"أنا بطلت أرش Perfume من يوم ما جيت مصر مش علشان حرام لا علشان ملقتش حاجة عجبتني في مصر لكن لما كنت مسافرة كان لازم أرش منه كل يوم "
ليقول هو بعدما قبلها في جبهتها
"طيب مكنتيش تعرفي يا مرمر ، دلوقتي عرفتي خلاص إستغفري ربنا عن الأيام الماضية ""إستغفر الله العظيم وأتوب إليه ، يلا نكمل "
غلق هو الهاتف وقال :
"لا نكمل إيه بقي يلا نصلي قيام الليل ونام علشان هنتأخر علي الشغل "
كان علي وشك المغادرة لكنها أمكست بيديه وقالت
"معاذ أنا أديلي شهرين ماشية علي العلاج ومع ذلك مفيش أي تحسن رحت النهاردة للدكتورة وأنا في الشغل وعملت التحاليل وقالتلي إن النسبة متغيرتش "
ثم أكملت بعدما سقطت الدموع من عينيها
"أنا إحتمال مخلفش أصلاََ"
سمع معاذ صوت تكسير قلبه عندما سمع تلك الكلمات ولكنه تصنع عدم الإهتمام ورسم إبتسامة مزيفة علي وجهه وقال
"عادي يا مرام متزعليش ، ده قضاء ربنا وإحنا راضيين "
لتقول هي بعدما نظرت إلي اللامكان
"صح أنا راضية "ثم أكملت وهي تبكي
"بس إنتَ أكيد هتبقي عايز تخلف وإنتَ ملكش دعوة أصلاََ باللي عندي أنا ، فهتكون عايز تتجوز حد غيري علشان تخلف "
وضع معاذ يده علي فمها وهو يقول
"بس يا مرام إيه اللي إنتِ بتقوليه ده أنا مستحيل أسيبك أو أكمل حياتي مع حد غيرك "
ضمته مرام إليها بقوة وهي تقول
"أنا بحبك يا معاذ "
في الحقيقة تلك أول مرة يستمع بها معاذ إلي تلك الكلمة منها قد أصلحت تلك الكلمة جروحه التي يكتمها بداخله، ثم ضمها هو الآخر وقال
"و أنا كمان بحبك يا مرمر "
قالت مرام بعدما نظرت إلي السماء ورفعت يدها
"الحمدلله يارب ، يمكن لو كنت إتجوزت زي ما أنا عايزة عن حب والكلام الفاضي ده كان زمان دلوقتي متجوز عليا أو مطلقني وهيبقي معندوش غلط لأن المشكلة فيا أنا "
نظر معاذ إليها نظرة حب وقال :
"ربنا دائما بيختار لينا الصح حتي لو إحنا كنا مفكرين إنه شر بس هنكتشف بعديها بوقت إن فعلاََ كان خير وإن الحمدلله إن اللي أنا عايزه محصلش"
_______
بعد إنتهائهم من صلاة قيام الليل إتجه كلاََ منهما إلي النوم ، ولكن مرام لم تستطيع النوم ظلت تحاول النوم ولكنها لم تستطع مما جعلها تقول لمعاذ
"معاذ إنتَ نمت. أنا مش عارفة أنام "
إعتدل معاذ عليها والذي كان لم ينم بعد ومن ثم عقب عليها
"لا منمتش ، أنا ملاحظ إنك بتنامي شوية يمين وشوية شمال ومش عارفة تنامي مالك ؟."
أجابته مرام وقد ظهرت ملامح العبوس علي وجهها
"مش عارفة أنام "
لم تستطيع مرام النوم فكان عقلها منشغل بمرضها وتتذكر كلام الطبيبة:
"مرام إنتٍ لازم تكوني عارفة إن العقم ده مش سهل الشفاء منه،"
إعتدل معاذ من جلسته وجلس بجانبها وقال
"أنا هحكيلك قصة وإنتِ غمضي عينك وحاولي تنامي "
فرحت مرام عندما لاحظت أن معاذ دائما ما يحاول جعلها سعيدة ورسم الإبتسامة علي وجهها، من ثم أومأت موافقة وأغلقت عينيها ، وشرع معاذ في قص القصة وهو يمسك خصلات شعرها
"هحكيلك قصة أصحاب السبت ، كان في قرية تابعة لبني إسرائيل ، القرية دي كانت علي البحر ، فطبيعي إن معظم شعبها هيشتغل في مهنة الصيد ، ربنا أحل ليهم العمل والصيد في جميع الأيام ماعدا يوم السبت ، أراد ربنا إن يختبرهم في رزقهم فجعل الأسماك تبقي نادرة في جميع الأيام وتظهر بكترة في يوم السبت ، حتي إنهم كانوا بيقدروا يشوفوا فوج الأسماك بأعينهم المجردة ، مقدرش حد يصيد في يوم السبت أبداََ وكملوا كده فترة من الزمن ، حتي بدأت المعصية، جه واحد يوم السبت وربط حوت في وتد ، ومأخذوش غير لما إنقضي يوم السبت ، وبعد كده أخذه وكله وفعل هذا الأمر أكثر من مرة ، لحد الناس ما شمت ريحة الأسماك فسألوه من أين أتيت بالسمك ؟ ، فروى لهم ما فعله ، فوسوس لهم الشيطان بإن هم كده مش هيبقوا عصوا ربنا ويعتبر إنهم إصطادوا يوم الأحد، وإنتشرت تلك الفعلة في معظم القرية ، ولم ينتهوا هكذا بل بدأوا في حفر الخنادق والأحواض لحبس السمك والحيتان يوم السبت ومن ثم يأخذوها يوم الأحد ، بعد إنكشاف أمرهم إنقسمت القرية إلي ثلاث فرق ، فرقة عصت وعملت يوم السبت وهذه الفرقة كانت الأكثر، وفرقة لم تعتد ونهت الذين عملوا يوم السبت ، وفرقة لم تعمل ولم تنهي عن المنكر بل جادلوا الذين ينهون القوم وقالوا
"لا نفع من الكلام معهم وهم لا يسمعون " فكانت إجابت الذين يدعون "أنهم يقومون بواجبهم تجاه ربهم "، إستمرت الفرقة الأولي في عصيان ربهم وكانوا بيقولوا إنهم لا يؤثمون من الأساس ، حتي أتي اليوم الموعود ، أتي يوم مجلسهم ولم يظهر أحد من الذين إعتدوا رغم إن في ناس قالت أنهم شافوهم وهما رايحين يناموا ، الناس شكت طيب إيه اللي حصلهم ؟ إتفقوا بقي إنهم يروحوا بنفسهم ويعرفوا إللي حصل ، ولما راحوا هناك إتفاجئوا كلهم من تحول الناس من بشر إلي قرود جميع الناس الذين إعتدوا إتحولوا لقرود ذكر بقي أو أنثي كله إتحول، كانوا بشر بس في صورة قرود إتعرفوا علي أقاربهم وراحوا ليهم سألوهم أقرابهم ألم نكن ننهاكم ؟
فيشير القرد برأسه إلي أسفل كإنه بيقول أيوه بس هما طبعاََ مش عارفين يتكلموا ، عارفة بقي إيه اللي حصل فيهم ؟ قعدوا ثلاث إيام من غير أكل ولا شرب ولا أي حاجة وهما قرود ، لحد صباح اليوم الثالث أماتهم الله جميعاً "
كاد معاذ أن يسأل مرام عن ما الذي إستفادته من تلك القصة حتي وجدها في نوم عميق ، فذهب هو الآخر إلي النوم .
وفي الصباح سألها معاذ بعد قضاء صلاة الضحي :
"إيه اللي إستفدتيه من قصة إمبارح"
حاولت التهرب من ذاك السؤال قائلة بمزاح
"في إيه يا معاذ ،هو أنا طفلة "
ليقول لها وهو يأخذ ملابسه من الخزانة
"لا عايز أعرف صوتي اللي راح ده جه بفايدة ولا لا "
قالت وهي مرتبكة بعد الشئ
"إتعلمت الصدق ، والأمانة لازم أكون صادقة وأمينة "
ضحك بصوت عالٍ وقال
"مرمر إنتِ نمتي من أول القصة صح ؟."
حكت رأسها وقالت
"الحقيقي طريقتك في السرد خلتني أنام من أول ثانية "
عقب معاذ
"لولا إني محتاجك تعرفي القصة بتتكلم عن إيه مكنتش هحكي ثاني ، يلا هحكيلك وإحنا بنلبس "
شرع معاذ في قص القصة من جديدة كانت ملامح الدهشة علي وجهها تزيد بعد كل كلمة حتي قالت في النهاية
"معاذ هي القصة دي حقيقية بجد يعني هما إتحولوا لقرود فعلاً وبعدين ماتوا ؟..."
أنت تقرأ
بك اهتَديت
De Todoقلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يضع الدين في المركز الأول في ترتيب حياته يريد الزواج من فتاة أقامت نصف عمرها في بلاد الغرب وأخذت من طب...