"يلا يا مرام بسرعة "
قالها معاذ وهو علي مائدة الطعام منتظر مرام لكي تأتي ، قالت مرام وهي تهرول مسرعة والأطباق في يدها
"ايوه يا معاذ أديني أهو يلا ناكل "
وما أن إنتهت من جملتها حتي سمعت صوت آذان الفجر ، ساد الصمت بينهم لثواني حتي ألقي معاذ بالمعلقة وقال
"أذن يا أختي ، إذن منك لله "
لتعقب هي :
"الله وأنا مالي "
قال وهو ينظر إليها نظرة تهديد
"هو أنا اللي قعدت ساعتين تصحي فيا ولما صحيت قولتلك إنتِ مين، يلا يا مرام ثواني وتبقي ورايا علي سجادة الصلاة "
بعد تفوهه بتلك الكلمات قام متجه إلي المرحاض وفي ثواني كان يقف علي سجادة الصلاة وكانت هي في المرحاض وما أن رأته علي سجادة الصلاة حتي هرولت لترتدي ملابس الصلاة وهي تقول
"بالله عليك يا معاذ إستنى"
عقب معاذ:
"حاضر يا مرمر "
بعد الإنتهاء من صلاة الفجر ذهبت هي إلي سجادة الصلاة الخاصة بمعاذ وجلست أمامه وأمسكت يده وهي تقول بحب
"طبعاً شيخ معاذ ، مش هيقعد في رمضان عادي كده كأنها أيام عادية أكيد هيزود من العبادات قولي بقي هتعمل إيه "
نظر إليها معاذ نظرة ممتلئة بالحب وقال :
"يومي هيبقى ماشي كده ، أول حاجة صلاة الفجر في وقتها مش هنأخرها ثانية بعد كده أذكار الصباح هنقرأها مع بعض ، بعد كده يومنا هيمشي عادي لحد صلاة الضحي هنصليها مع بعض زي كل يوم يعني عادي "
لتقول مرام متعجبة
"يعني مفيش حاجة زيادة هنعملها ! رمضان هيمشي زي الأيام العادية كده ""هنحاول نصلي النوافل كلها ، يومنا بقي يا مرمر لازم يبقي كله ذكر يعني هنجيب أنا وإنتِ سبحة من اللي بتتلبس في الإيد دي عرفاها؟.."_قال_
"آه عرفاها"_قالت_
ليكمل هو كلامه قائلاً
"هنلبسها بقي ونقعد طول اليوم نقول الحمدلله ، لا حول ولا قوة الا بالله ، الله أكبر ، كده يعني أذكار "
ثم تنهد وأكمل؛
"وهنزود من ورد القرآن ، يعني بدل جزء كل يوم هيبقي جزئين علشان نختم القرآن مرتين في الشهر "
عقبت مرام قائلة:
"ماشي يا معزتي ، هحاول أعمل كل الحاجات دي وهاخد مصحف معايا الشغل علشان لما أكون فاضية أقرأ وبعدين هكمل معاك لما أروح ""كويس قوي يا مرمر، وأنا هجيب السبح وإحنا رايحين الشغل مع بعض علشان نبدأ الشهر من أوله كده "
نظرت مرام إلي الساعة الموجودة في الحائط وما أن رأت كم الساعة حتي إندهشت وهرولت إلي النوم وهي تقول
"الساعة ستة يا خرابي يلا يا معاذ ننام شوية "
قال معاذ بمزاح
"هو ده الحماس من أول الشهر كده يلا يا بنت أذكار الصباح "
تنهدت ونزلت مرة أخري من علي المضطجع متجه إلي ركن الصلاة وهي تقول:
"نسيت "
______
في يوم ملئ بالبهجة كان معاذ ومرام يتناولون فطار رمضان علي المائدة في بيت محمود ، كانوا يمزحون جميعاً وتعلو صوت ضحكات الجميع حتي تفوه محمود قائلاً
"والله يا معاذ إنتَ بقيت أقرب ليا من إبني "
قالها بعدم مبالاة لمشاعر مازن الذي كان بجانبه كتمها مازن في نفسه ولم يعقب ، عقب معاذ قائلاََ
"والله وحضرتك بقيت زي بابا بالظبط "
قال محمود بمزاح :
"تعرف يا معاذ إن مرام مكنتش راضية بيك أصلاََ "
بعد سماع مرام لتلك الجملة قالت
"أحم أحم ، إيه يا بابا الفضائح دي "
قال معاذ وهو يأخذ معلقة من الأرز ويضعها في فمه:
"والله يا عمي كان باين دي مسحت بيا الأرض قبل الجواز "
عقب محمود قائلاََ
"بس دلوقتي شوف بقي ملهاش غير سيرتك معاذ عمل ، معاذ حبيبي ، معاذ قلبي ، أنا زهقت منك أصلاََ بسببها"
تركت مرام الطعام وقالت وهي تنظر إلي والدها
"مُصِر يا بابا إنك تفضحني النهاردة "
لم يهتم محمود إلي حديثها وأضاف
"دي كانت عايزة تتجوز واحد صايع "
ثم أضاف وهو ينظر إلي مازن
"زي مازن كده "
ترك مازن المعلقة من يده وقال وهو يشتغل غضباً
"صايع زي أنا إزاي يعني ؟ أنا طول حياتي شغال والحمدلله أقدر دلوقتي أجيب شقة وعربية ثاني غير اللي معايا وحياتي حلوة . ممكن حضرتك تقولي فين الصايع ده "
ليعقب محمود وهو يشاور بيده إلي معاذ ويقول
"مش كل حاجة الفلوس بص علي معاذ وإنتَ تعرف إنتَ صايع إزاي "
ترك مازن المائدة ودخل غرفته ، كان ذلك الحوار أمام الجميع قال معاذ لمحمود وهو يترك المائدة
"يا عمي بس فعلاً مازن مش صايع بالعكس خالص ، محترم وناجح ، بعد إذنك أنا هروحله"
لم ينتظر معاذ رداً من محمود بل أسرع بالدخول إلي غرفة مازن دون إذن لأنه يعلم أن مازن لن يعطه الإذن في الدخول وما أن دخل حتي وجد مازن جالساََ ويضع وجه داخل الوسادة ، عندما شعر مازن بوجود أحد في الغرفة قال بدون أن يري من هو الشخص
"مرام مش عايز أتكلم بعد إذنك إطلعي برة "
لكن معاذ عقب قائلاً
"أنا مش مرام "
أخرج مازن وجهه من الوسادة وقال وهو ينظر إليه بتهديد
"هو إنتَ ، إطلع برة يا معاذ بدل مش هيعجبك اللي هعمله "
لم يهتم معاذ لذلك الكلام لأنه يعرف مدى غضبه حالياً ، بل ذهب ليجلس بجواره وقال
"أنا آسف ، أنا مش عارف علي إيه بس أنا آسف وخلاص لو ده هيهديك ويخليك تسمعني فأنا آسف "
قال مازن وهو يضربه في كتفه
"متعملش نفسك ملاك ، أنا حياتي باظت من يوم ما أنت دخلت حياتنا "
ثم أضاف إلي كلامه بعدما نظر بعيداً عن أعين معاذ
"حتي البنت اللي عجبتني وعجبني أخلاقها شوفتها بسببك إنت ولما روحت أتقدم إترفضت ليه ؟ علشان قال تفكيرنا مختلف ، إنتَ السبب في كل حاجة لو مظهرتش كان زمان حياتي عادية زي ما كنت عايش "
من الطبيعي أن يكون رد معاذ بعد ذلك الكلام أن يضربه أو يترك الغرفة ويغادر لكن معاذ ضمه إليه وإحتضنه وهو يقول
" مش صح الكلام اللي إنت بتقوله مش صح "
شعر مازن بالهدوء من ذلك العناق وقال :
"أنا مش عارف مالي ، بس أنا بكره المقارنة مش بحب حد يقعد يقارن بيني وبين حد"
تنهد معاذ وقال وهو ينظر إليه بحنان :
"مازن، أنا وإنتَ أصلاََ مش هينفع نتقارن كل واحد عنده مميزاته اللي مش عند الثاني، يعني إنتَ مثلاً شغلك كويس ومعاك فلوس ما شاء الله اللهم بارك "
صمت لثواني ثم أكمل بمزاح
"أحسن تقول إني بحسدك ولا حاجة "
ثم عاد للحديث بجدية قائلاََ
"والدك عايزك في مكان أحسن فبيقولك كده علشان عايزك تبقي أحسن من كده لكن كلنا عارفين قد إيه إنت ناجح في شغلك "
قال مازن وهو ينظر إليه بأسف :
"أنا آسف يا معاذ مش عارف كنت فين "
قاطعه معاذ قائلاً
"لا يعم ولا حاجة إنت كنت متعصب بس مش أكثر مخدتش كلامك علي محمل الجدية اصلاََ ، بس قولي بقي إنت متغير أصلاََ من لما شوفتك حتي الكلام مكنتش بتشاركنا فيه ، ها قول مالك "

أنت تقرأ
بك اهتَديت
Randomقلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يضع الدين في المركز الأول في ترتيب حياته يريد الزواج من فتاة أقامت نصف عمرها في بلاد الغرب وأخذت من طب...