"متتأسفيش طالما حاجة مش بإيدك ، بس مش عيب أمك اللي إتصلت عليها في يوم صبحيتي أسئلها مرام مالها ، وتقولي إنك بتقعدي ربع ساعة لحد ما تفتكري إيه اللي حصل ، ده مرض ده "
تكلم في بداية كلامه بجدية ثم حوًل كلامه إلي إستهزاء في النهايه فرمقته هي بنظرة غاضبة ثم ردت عليه قائلة:
"مخلاص يعم إنت هتعمل عليا حفلة مكنوش شوية زعاق دول "
تصنع الجدية ثم قال :
"يدوبك كنتِ هتلمي علينا الناس "
لم تعقب مرام بشيئ فنظر هو في ساعة هاتفه ثم تفوه وهو يغادر الغرفة مسرعاً
"تعرفي تلمي شنطك في عشر دقائق ، يلا لمي بسرعة، أربع أيام "
هرولت هي خارج الغرفة لتسأله بجدية قائلة:
"هترجعني عند إمي ولا إيه "
نظر إليها بعدم فهم ثم بدأ في تحضير حقيبته ولم يرد عليها حتي لاحظها واقفه لا تفعل شيئ فرمقها بنظرة حادة قائلاً
"يا بنتي إنجزي ، إيه البرود ده "
إقتربت منه وسألته بعدم فهم قائلة
"أعمل إيه أنا مش فاهمه حاجة "
إقترب منها حتي أصبح لا يوجد إلا قليل من المساحة بينهم ثم تفوه قائلاً
"أخلص عليكي وأنقذ العالم منك ولا أعمل إيه ، بقولك لمي شنطك وبلم شنطي وإتجوزنا إمبارح هكون بعمل إيه يعني هنعزل ؟ ، هنسافر أربع إيام "
فهمت مرام أخيراََ ما يعنيه وفَرِحت كثيراً كانت تظن بأنها ستظل في المنزل ولن تذهب إلي أي مكان وشردت وهي تفكر في زواجها من معاذ وبدأت تظن بالفعل أنه خيراََ لها ، قطع شرودها صوت معاذ المرتفع وهو يأخذ حقيبة غير حقيبته ويذهب إلي ملابسها ويبدأ بوضع الملابس بها
"القطر الساعة أربعة والساعة دلوقتي 3 ، وبينا وبين المحطة نص ساعة وإحنا حتي ملبسناش ، وإنتي واقفة سرحانة فألم أنا شنطتك بقي"
ذهبت لمساعدته في تحضير حقيبتها وسألته وهي تأتي له بالملابس وهو يضعها بالحقيقة بتنظيم
"هو إحنا رايحين فين "
نظر إليها وتبسم قائلاً
"إسكندرية يا مرمر "
لم تتحدث مرام بكلمة أخري بعد هذا الإسم الذي قاله لها فهي بعد تفوه بهذه الكلمة عادت بالوقت منذ عشرين عاماََ وهي في الصف الأول الإبتدائي وصديقها اللذي لا تتذكر إسمه الذي كان دائما ما يدعوها ب "مرمر"
--
كان معاذ صديقها يبكي بالجوار وهي لا تعلم سبب بكائه فذهبت إليه وأعطته الحلوي الخاصة بها وهي تقول
"متعيطش يا معاذ ، خد الحلاوة دي ومتعيطش"
ليقوم هو من الأرض وينظر إليها بعدما توقف عن البكاء وهو يبتسم ويقول
"أنا بحبك أوي يا مرمر ، ومش هسيبك ابدأ"
____
لتبتسم وهي تتذكر تلك الأيام وذلك الحب الطفولي ليلاحظ هو تلك الإبتسامة وينظر إليها ويقول
"بتضحكي علي إيه "
لاحظت هي ما تفعله وأنها تفكر في صديقها منذ عشرين عاماً وهي حتي لا تتذكر إسمه وتسب نفسها علي عدم تذكره فهي قطعت معه وعداََ علي عدم نسيانه عندما قال لها أنه سيغادر من المدرسة ذاهباََ لمدرسة الأزهر الشريف اللتي بها القرآن الكريم .
عادت للواقع مجدداََ ثم نظرت إلي معاذ اللذي كان ينتظر ردَّها فعقبت قائلة:
"لا لا مفيش "
سارعت مرام في تغيير ملابسها وتعمّدت أن تلبس فستان فضفاض كي تحافظ علي إحترام زوجها أمام الناس وتعمًدت مرة أخري أن تجعل حجابها طويل ، نظر إليها معاذ وإبتسم ثم تفوه قائلاً:
"إنتِ حلوة قوي، والفستان تحفه ، أنا بجد متصور شكلك في الخمار ، أو النقاب ياااه بجد هتبقي حلوة قوي "
لم تعقب هي عليه فكانت تكره أن يحدثها في هذه الأشياء،هي تظن وضوع شيئ علي وجهها سيجعلها تبدو كالبلهاء، ويخبئ جمالها اللتي لا تريد أبداََ تخبئته ،
غادروا متجهين إلي القطار سريعاً ولحسن حظهم تأخر القطار لبعض دقائق فركبوا متجهين إلي مدينة الإسكندرية وفي الطريق سألته قائلة:
"هتاجوبني علي سؤال إمبارح ؟"
نظر إليها وأطال النظر ثم تبسم لها وقال بتعالِِ:
"بصي يا بيبي ، إنتِ كنت عيزاني ولقتيني مناسب ومحترم ، إنتِ لو مكنتيش عيزاني ولقتيني أبوكي غاصبك كنتي هتعملي أي حاجة وهترفضي لكن إنتِ عيزاني بس مش راضية تصدقي ده "
نظرت مرام إلي اللامكان وبدأت في التفكير إن كان كلامه صحيح أم لا ، ولم تعقب عليه ، ولم يُرِد هو التحدث مرة أخري وأعطاها الفرصة لتفكر في الأمر
بعد أن وصلوا إلي هناك إتجهوا إلي الفندق ليضعوا الحقائب وبعد وضع الحقائب جلست هي علي السرير وقالت
"إحنا هنروح فين دلوقتي "
ألقي بجسده جانبها وعقب قائلاً
"هنروح ناكل أنا جعان جداً"
ذهبت مرام للإستحمام وتبديل ملابسها وكذلك معاذ،
كان معاذ في المرحاض وهي تبدل ملابسها إنتهت من التبديل وجلست علي السرير وخرج هو من المرحاض وما أن نظر إليها حتي تحدث قائلاً
"إنتِ هتخرجي معايا كده؟"
كان مرام ترتدي فستان ذا لون أحمر كان غير متسع لجسدها ويحدد أعضاء جسدها ولكن لم تكن مرام تنظر إليه بتلك الطريقة بل كانت تظن أنه رائع مما جعلها تتفوه قائلاً
"آه,في إيه يا معاذ ؟...."
تقرب منها معاذ وتصنع الغضب حتي وصل إليها وقال وهو يبتسم
"لا يا عمري هو تحفة الصراحة ، بس تلبسيه في البيت ده ضيق جداً ، يرضيكي كمية الذوب اللي إنتِ هتاخديها ،لا وأنا كمان هاخد زيك "
لم تعقب هي عليه بل ذهبت لتنظر في المرآه وتحولت نظرتها إلي الفستان من جميل إلي غير متسع للجسد بعد سماعها لكلامه أدركت ما قاله فتفوهت إليه قائلاً
"عندك حق ، هغير إستناني"
هذه المرة الأولي اللتي توافق بها مرام علي شئ بدون عناد فطريقته اللطيفة ونظراته إليها جعلتها لا تستطيع الرفض أو العناد، ذهبت مرام لتبديل ملابسها وإرتدت فستان فضفاض وتعمدت أن تجعل الحجاب طويل ، وخرجت معه متجهين إلي المطعم وهم في طريقهم قالت له متعجبة :
"بقي مرام اللي كان لبسها كله قصير وشيك ، تعمل فيها كده يا معاذ يا إبن عمو وليد ؟.."
ضحك عليها وقال وهو يبتسم :
"أنا معملتش حاجة ، إنتِ اللي قررتي كل حاجة ، أنا كنت بديكي رأي مش أكثر "
قالت وهي تنظر إليه وتلمس كتفه :
"علشان كلامك دائما صح "
ضحك بصوت عالٍ ثم قال وسط ضحكاته:
"اللي يشوفك وأنتِ مش طيقاني من يومين ميشوفكيش دلوقتي ، الورد عمل مفعول "
ضحكت هي الآخري وقالت :
"ضحكت عليا بكلمتين وشوية ورد "
بعد ساعات كان هو وهي جالسين علي البحر يستمتعون بالجو الرائع في صمت حتي قاطعت مرام الصمت قائلة:
"الساعة 12 هنعمل إيه "
رد عليها معاذ وهو يمدد جسده علي الصخرة قائلاََ
"ولا حاجة هنفضل قاعدين كده علي البحر "
نظرت إلي البحر بإستمتاع ثم قالت
"ياااه ياريت منروحش بقي "
نظر إليها ثم تفوه قائلاً:
"آه بس كلها ساعة ونقوم نشوف جامع نصلي فيه "
نظرت إليه بعدم فهم ثم تحدثت قائلة:
"صلاة إيه يا عم إنت ، هو إحنا مش لسه مصليين العشاء ؟ ، وخلصنا "
إبتسم لها وقال :
"أيوة يا عمري خلصنا الفروض ، بس ده قيام ليل هنصليه "
سألته قائلة:
"مش ده اللي بنصليه في رمضان ؟"
عقب عليها قائلاََ ؛
"أيوة بنصليه في رمضان ، بس عادي لو صلناه في أي وقت غير رمضان ، قيام الليل ده حاجة حلوة قوي
ثم إعتدل في جلسته وأكمل حديثه قائلاً:
"تعرفي مفيش دعوة دعيتها في قيام الليل إلا و إستجابت أو عرفت بعديها بفترة إن الحمدلله إنها لم تستجاب ، وكان ما بين دعواتي إنتِ و إنتِ معايا أهو يا مرمر "
أصبحت وجنتيها ورديه من حديثه ونظرت إلي الأرض بإستحياء ثم قالت
"أنا إتحمست جداََ لقيام الليل وعايزة أجرب أدعي فيه "
لم يعقب عليها معاذ بل لاحظت هي أنه يمسك رأسه وبدأ بفقد توازنه فسألته وقد تسلسل القلق إلي قلبها
"مالك يا معاذ في إيه "
ليطمئنها هو وينظر إليها ويقول
"لا مفيش بس أنا مخدتش العلاج "
لتسأله هي بتعجب :
"علاج إيه هو إنت تعبان ؟.."
ضرب معاذ علي مقدمة رأسه وهو يقول
"حقيقي نسيت أقولك خالص ، كان لازم تكوني عارفة "
سألته وأصبح قلبها يرتجف خوفاً
"قول يا معاذ نسيت تقولي إيه "
إرتبك معاذ وخاف أن تحزن عندما تعلم أنه يمتلك المرض السكري فقال:
"أنا عندي السكر"
لتهدأ هي بعد تفوه معاذ بتلك الكلمات وتخرج نفسها بعد أن إنحبس وتقول
"بسيطة يا معاذ ، خضيتني ، بس لازم نروح حالاََ وتاخد العلاج "
قالتها وهي تقف من مكانها وتتحرك دون أن تنتظر رده أو تعطه فرصة للرد فتحرك هو خلفها متجهين إلي المنزل ليأخذ أدويته
ذهب إلي المنزل وأعطته مرام حقنة الأنسولين وتفوه هو قائلاً
"يلا كويس هستفاد من إنك دكتورة "
عقبت هي قائلة
"دكتورة قد الدنيا وشاطرة علفكرة "
تفوه معاذ وهو يتجه إلي المرحاض للوضوء
"طب يلا يا دكتورة قومي إتوضي علشان نصلي "
بعد الوضوء شرعوا في الصلاة وكان معاذ هو الإمام ورتل سورة يوسف (آية)
"اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ......" إندهشت مرام من صوته اللذي كان عزب مما جعلها تتفوه بعد إنتهاء الصلاة قائلة
"مكنتش أتخيل إن صوتك بالجمال ده صوتك حلو قوي قوي "
تبسم معاذ وقبل رأسها وهو يقول
"ربنا يديمك ليا إنتِ أجمل حاجة في حياتي يا مرمر "
تبسمت مرام ولم تستطع منع نفسها من الرد عليه بعد تلك القبلة فتفوهت قائلة
"ويديمك ليا "
فرِح معاذ فتلك أول مرة تتفوه بكلمة جيدة له فتفوه قائلاً:
"أيوه بقي "
__________
وبعد قليل أصبحت مرام في نومِِ عميق ما عدا معاذ اللذي جلس يرتل القرآن حتي صلاة الفجر فذهب ليوقظ مرام للصلاة معه
" قومي ، مرام أنا جوزك ومتجوزين من يومين وبصحيكي دلوقتي علشان نصلي الفجر "
فزعت مرام منه وسحبت الغطاء عليها وهي تقول
"إنت بتقول إيه ، إنت خطفتني؟.."
لم يندهش معاذ بل ذهب ليجلس في الكرسي المجاور لها وهو يقول
"لا لا براحتك خالص إفتكري براحتك ، بس ياريت بسرعة قبل ما الشروق يشرق "
لم تتفوه مرام بكلمة أخري بل جلست لتدرك ما يحدث حتي إنتهت عشر دقائق ونظرت إليه وقالت
"حرام عليك يا معاذ ، أنا لسه منمتش "
قام معاذ للوضوء وهو يقول
"ما هو باين يا أختي إنك لسه منمتيش أبداََ ، هو أنتِ هتعملي كده كل يوم ؟"
قامت مرام متجه إلي المرحاض وهي تقول
"لا ده لما ببقي مرهقه بس "
________
ذهب معاذ للصلاة في المسجد وذهبت هي للصلاة بمفردها وما أن أتي من المسجد تفوهت هي قائلة
"أنا جعانة قوي يا معاذ "
رد عليها معاذ وهو يربت علي بطنه قائلاََ
"و أنا كمان ، هطلب أكل من الفندق"
__________
وفي اليوم التالي إستيقظ معاذ فوجد مرام مازالت نائمة فنظر إلي هاتفه فوجدها الساعة الثالثة عصراً مما جعله ينتفض من مكانه ويقول
"يا خرابي الضحي والظهر "
وبدأ في إيقاظ مرام وهو يقول بغضب
"قومي يا مرام قومي بقي ، دي حاجة محصلتليش من شهرين "
لتنتفض هي من مكانه من صوته العالِِ وهي تقول
"في إيه ، إنت بتقول إيه ، إنت خطفتني ؟..."
وبدأت في البكاء مما جعل معاذ يقوم من مكانه بغضب ويقول
"يووووه بقي ، أنا قرفت "
ذهب متجه إلي المرحاض تاركاً مرام خلفه تبكي وبعد خمس دقائق أدركت مرام ما يحدث وحزنت من حديثه ومن غضبه اللتي كانت أول مرة تراه بعد خروجه من المرحاض سألته قائلة
"هو في إيه يا معاذ ، إنت بتزعق ليه ؟..."
أخرج معاذ أنفاسه وهو يقول بصوت عالٍ:
"لا ولله ، مجرد بس إن راح عليا الظهر ولما اجي أصحيكي تبدأ إسطوانة كل يوم واللي هعيش عليها حياتي كلها "
بدأت هي في البكاء وخرج هو للصلاة في المسجد ويأمل أن يجد مجموعة متأخرون في الصلاة مثله ولكنه لم يجد فصلى بمفرده ، إنتهي من صلاته وطفق في لوم نفسه علي إخبارها بتلك الكلمات وتعهد علي مصالحتها بعد عودته وما أن عاد متي وجدها تصلي وهي تبكي فسب نفسه بداخله وما أن إنتهت من الصلاة حتي تفوه معاذ قائلاً
"متزعليش مني يا مرمر بس أنا كنت متعصب والله دي أول مرة من فتره كبيرة يحصل فيها كده ، أنا اسف بقي خلاص "
لم تعقب هي عليه فذهب وقبل رأسها وهو يقول
"خلاص بقي يا مرمر متزعليش "
لتبتسم وهي ويضمها هو إلي زراعيه وهو يقول
"مش هزعلك ثاني يا مرمر "
___________
إنتهي الفصل
متنسوش ال Votes علشان مليت من الكتابة لنفسي
ومتنسوش ال comments علشان هتشجعني
دمتم بخير وسلام 🤍
أنت تقرأ
بك اهتَديت
Randomقلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يضع الدين في المركز الأول في ترتيب حياته يريد الزواج من فتاة أقامت نصف عمرها في بلاد الغرب وأخذت من طب...