فتح باب الركن الأيسر فهرولت الفتاتان ليروا ما بالداخل فضغط معاذ علي مقبس الكهرباء ففُتحت أضواء كثيرة بعدة ألوان مختلفة وظهرت سجادة صلاة ذات لون أسود بجانبها مسند للمصحف شكله رائع عليه مصحف لونه أسود بجانب كل هذا مكتبة صغيرة يوجد بها عدة كتب بالإضافة إلى بعض المصاحف ذات ألوان وأشكال مختلفة بجانب المكتبة خزنة مقفله بأرقام سرية ، فتحت كنزي فمها لتعبر عن إندهاشها بجمال الغرفة وقالت :
"الله الله ، إيه ده إيه المكان الجميل ده "
عقب إسلام عليها "كل ما كانت بتضيق معانا قوي في مذاكرة أو شغل كنا بنيجي هنا ونشكي لرب العالمين "
أكمل معاذ ما بدأه إسلام قائلاََ:
"ولا مرة رحنا لربنا مكسورين إلا وإرجعنا مجبورين "
ظلت مرام تقلب في الكتب وبجانبها كنزي التي كانت مندهشة بالأنوار وألوانها الجميلة
"تعملولي نسخة مفتاح للأوضة دي "
عقبت عليها مرام بفرحة
"وأنا كمان وأنا كمان "
ضرب إسلام جبهته وقال "ممكن نروح دلوقتي ؟.."
وقفت كنزي أمامه وقالت :
"لا مش هروح غير لما تكملوا الحكاية ، وبعدين أنا واحدة حامل وعلى وش ولادة وآمال آخد في صدمات ومكلتش إطلبولي بيتزا "
قامت مرام ووقفت بجانبها وقالت "على وش ولادة مين يا أختي إنتِ لسة في الشهر الرابع "
ضربتها علي كتفها وقالت "إيه قاعدلي خمس شهور يبقى على وش ولادة"
ضحك معاذ وإسلام عليها وقال معاذ وهو يخرج من الغرفة
"أنا رايح أجبلكم بيتزا متلعبوش في حاجة أنا مش جايب ولاد أختي معايا "
خرج معاذ وإسلام من الغرفة كلها وذهب معاذ إلى المطعم وطلب الطعام وظل واقفاً مع إسلام يتحدثون حتى إنتهاء الطعام وعادوا إلى الشارع الذي يوجد به الغرفة فوجدوا رجل يوفقهم ويقول بخبث
"هي الأوضة رجعت زي زمان ولا إيه "
لم يفهمه الصبيان ما يقصده لطيبة قلبهما فعقب عليه معاذ :
"مش فاهم كلام حضرتك "
قال الرجل وهو يغمز
"أقصد إن الأوضة رجعت للماضي بتاعها ثاني ، بس البنتين باين عليهم محترمين يعني واحدة مختمرة والثانية منتقبة ولا بيبعدوا عنهم الشك "
فهم الصبيان ما يقصده فغضب معاذ وقال وهو يقترب منه
"إنت بتقول إيه يا رجال يا أهبل إنت "
أوقفه إسلام حتى لا يفعل معاذ شئ يندم عليه بعدما يذهب عنه شعور الغضب وقال بهدوء للرجل
"حضرتك اللي إنتَ بتعمله ده مش ظن سوء لا ده قذف محصنات وده كبيرة من الكبائر والمفروض إن حضرتك تُجلد 80 جلدة لو مقدرتش تجيب أربع شهداء يشهدوا على كلامك ده ومش هتقدر تجيب حد لإن المنتقبة دي زوجتى والمختمرة زوجة معاذ ياريت حضرتك تاخد بالك من كلامك كويس قوي قبل ما تقوله لإن ممكن جداََ كلمة واحدة مش واخد بالك منها تدخلك النار "
إنتهى من كلمته الأخيره وأمسك بيد معاذ ليسحبه خلفه وأكمل الرجل طريقه غير مبالي لما قال فهو لم يصدق من الأساس أن اللتان بالداخل زوجاتهم ، ترك إسلام يد صديقه بعدما إبتعد الرجل عنهم ، فوقف معاذ وهو يقول
"سيبني ده راجل زبالة سيبني أروح أضربه ده واحد"
وضع إسلام يده علي فم صديقه وقال
"بس يا معاذ خد من حسناتك كثير قوي كفاية كده ، متقولش كلام تندم عليه بعدين "
صاح معاذ قائلاََ"ياخد من حسناتي واحد زي ده ليه إنت مشوفتش قال إيه ده إتهم أختي ومراتي إنهم فتيات ليل "
أمسك إسلام بيد صديقه وضغط عليها وقال
"ملناش حق غير نقول حسبي الله ونعم الوكيل ولو مسامحتوش خد ياعم منه القصاص يوم القيامة "
ثم أكمل وهو يبتسم له :
"يعني إنت قولي بالله إيه الأحسن تروح تضربه دلوقتي وتضيع حقك ولا تاخد منه حسنات كثير يوم القيامة "
إبتسم معاذ لصديقه وقال :
"لا كفاية عليا الحسنات ، يلا نرجع علشان هياكلونا لو مرجعناش في أقرب وقت "
عاد كليهما إلى هيسبانيولا ما أن رأتهم حتى سحبت منهم الطعام وهي تقول
"إيه كل ده تأخير كنت بتزرعوا المكرونة "
نظر إسلام إلى صديقه وقال بدهشة
"إيه ده هي المكرونة بتتزرع على أيامي كانت بتتصنع "
ضحك معاذ وربت علي كتفه وقال
"معلش يا أبني قولنالك قبل ما تتجوزها لكن إنت اللي قعدت تقول بحبها بحبها دي وردة حياتي "
نظر إسلام عليها وغمز وقال
"وهو في أحلى من كده وردة "
ضحكت فقال
"أهي الضحكة دي اللي هروح بسببها مستشفى المجانين "
ضربه معاذ على كتفه وقال
"إحم إحم يا عم إحترم وجودي بقى "
ثم نظر في أركان الغرفة يبحث بأعينه عن محبوبته فلم يجدها فأدرك أنها في الركن الأيسر دخل فوجدها تمسك بالكتب تتفحصها فإقترب منها فنظرت إلى الخزينة وقالت
"معاذ هي إيه دي ؟.."
قال
"دي خزنة "
ضحكت وقالت
"يا أبني حرام عليك الحمار يعرف إن دي خزنة أقصد بتعملوا بيها إيه "
فتح الخزينة أمامها فظهرت بعض الأموال التي ليست بالكثيرة وقال
"دي يا كتكوتي اللي بنشيل فيها الفلوس "
بدا علي وجه مرام الحزن من المبلغ الضئيل الذي وجدته بداخل الخزانة كيف بإمكانهم فتح شركتهم الخاصة ولم يعد معهم أموال كثيرة ، بعد وقت قليل إجتمعوا مرة أخرى على الطاولة بعدما أشترى معاذ كرسي له وكذلك فعل إسلام ، كان معاذ يجلس على مقدمة الطاولة بجانبه في الأيمن زوجته وفي الأيسر شقيقته وبجانبها زوجها
قال معاذ وقد بدا عليه الحيرة
"هنعمل إيه المبلغ اللي معانا يكاد ميعملش أي حاجة "
عقبت كنزي مسرعة
"هنبيع الدهب بتاعي أنا مش عايزاه ومش بلبسه أصلاََ"
تفاجئ إسلام من حديثها وعقب مسرعاً
"لا يا كنزي مينفعش خلي الدهب معاكي "
عقبت عليه بمزاح
"ياعم الدهب أصلاََ مش بيدخل في صوابعي ومش بلبسه نبيعه ولما الشركة بتاعتك تكبر هاتلي غيره وأكثر كمان "
ضحك معاذ وقال "هو في إيد زي إيدك أصلاََ دي إيد ديناصور "
ضربته بخفة وقالت "إسكت احسن من إيدك اللي شبه إيد النملة"
قاطع إسلام شجارهم وهو يقول لكنزي
"ممكن الشركة متنجحش ساعتها مش هقدر أجبلك غيره "
مسكت يده وقالت "يا حبيبي أنا مش عايزه غيره صدقني أنا اللي يهمني إنك أبقى معاك وجنبك وأنا راضية بأي حاجة هتحصل ، وبعدين أنا واثقة فيك وواثقة في أخويا والشركة دي هتنجح وتبقى كبيرة "
إبتسم إسلام وأومأ لها موافقاً بينما نظرت مرام إلى معاذ وقالت
"طبعاً إنت عارف إن أنا بشتغل من زمان ومعايا مبلغ كويس هدهولك علشان تعرف تكمل حلمك ، وبعدين الدهب ده بتاعك أصلاََ يعني تبيعه في أي وقت "
حرك معاذ رأسه نافياً وقال "لا مستحيل آخد فلوس تعبك وشغلك "
إبتسمت مرام وقالت "يا معزتي أنا راضية وبعدين إنت أكيد هتعوضني فاكرني هنسى حقي ولا إيه ، لا طبعاََ بعد ما الشركة دي تكبر ترجعلي فلوسي "
أصر معاذ على الرفض فتدخلت كنزي قائلة:
"يا معاذ إنت هترجعوا ثاني يعني يعتبر سلف ، وبعدين دي شركتنا إحنا كمان هندير قسم البنات "
فكر معاذ قليلاً ثم قال "طيب موافق بس هرجعلك الفلوس دي "
اومأت مرام له موافقة فقال إسلام
"يا جماعة حتى لو بعت دهب كنزي ودهب مرام وفلوس مرام كل ده مش هيخلي الشركة تتبني مش هينفع محتاجين أكثر من كده بكثير "
ظل الجميع يفكر كيف بإمكانهم حل تلك المعضلة ، ولم يجدوا إلى حل فقام معاذ وقال
"الساعة دلوقتي واحدة بلا بينا نصلي قيام الليل وربنا هيحلها من عنده "
وبالفعل قام الجميع خلفه يصلون وقف إسلام بجانب الإمام بينما وقف الفتاتان في الخلف ، ختم معاذ قيام الليل بركعة وتر كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم
وظل يدعوا بها
"اللهم إني فوضت أمري إليك وتوكلت عليك فكن لي خير وكيل ودبّرْ لي أمري فإني لا أُحسِن التدبير ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "
أنهى الصلاة وبدأ كل شخص يدعو وهو علي سجادته بما يريد ، وفي الساعة الثانية والنصف قد إجتمعوا مرة أخرى على الطاولة فقال إسلام
"أنا بقول نروح دلوقتي علشان الشغل ونيجي بكرة بعد ما نخلص "
قال معاذ بحزن "يعني أنا كده مش هروح الشغل بكرة وهقعد لوحدي "
ربتت كنزي علي كتفه وقالت
"لا يا عين أختك أنا كمان عاطلة وفاشلة زيك تعالى أقعد معايا "
ضربها معاذ على كتفها وقال
"مين ده يا أختي إللي عاطل وفاشل بس يا أم تربية إنتِ أنا مهندس قد الدنيا "
وضعت يدها في وسطها وقالت
"ومالها تربية يا عنيا مش أحسن ما أكون مطرودة ومش لاقية شركة تقبل بيا "
تظاهر معاذ بأنه سيقع وسند على الحائط وقال
"يا كسرة قلبي ، أُختي وبتعايرني إني مطرود "
سحب إسلام يد كنزي ليخرجوا من الغرفة
"كفاية بقى دقيقتين وتبقى عند العربية يا أما هاخد وردتي ونروح وتتسلوح إنتَ من غير مواصلات "
هرول معاذ ممسكاً بيد مرام وسحبها خلفه وهو يقول
"يلا بدل ما نتحبس هنا في المنطقة المقطوعة دي "
عاد كل شخص منهم إلى المنزل ، كانت مرام جالسة بجانب زوجها على السرير وتستعد للنوم ، نظرت إلى معاذ وقالت بهدوء
"معاذ إنت نمت ؟.."
إعتدل في نومته حتى يكون وجهه في وجهها وقال
"لا منمتش يا مرمر "
رُسمت على وجهها ملامح حزن وقالت :
"هو إنت إزاي مقولتليش كل ده ازاي مقولتليش على سرك "
تنهد معاذ وأجاب :
"يا مرمر أنا بابا اللي كان عايش معايا مكنش يعرف ، عرف لما إشترينا الأرض وكنت عايز مساعدته ، كنزي اللي كانت معانا في البيت مكنتش تعرف أي حاجة من كل ده "
تنهدت بضيق وقالت :
"بس أنا بقولك كل حاجة وكنت مفكرة إن إنت كمان بتقولي كل حاجة "
سكت معاذ لوهلة ثم قال
"متأكده إنك بتقوليلي كل حاجة ؟.."
توترت مرام وقالت "أيوه أظن كده "
نظر معاذ إلى الجهه للأخرى وقال
"طيب نامي علشان عندك شغل "
في اليوم التالي ذهبت مرام إلى عملها وأخبرته بأنها بعد إنتهاء العمل ستنتظره في هيسبانيولا ، في الساعة الثانية ذهب إسلام إلى معاذ بسيارته وقال له
"يلا يا معزتي "
نظر له بإندهاش وقال "
"نعم يا أخويا "
قال بدلع "مالك بس يا معزتي "
إبتعد معاذ عن السيارة وقال :
"أنا مش هركب معاك في العربية لوحدنا ، هي فين كنزي "
ضحك إسلام عليه وقال "كنزي هناك من بدري يلا بينا "
قال وهو يركب السيارة
"إبعد عني وحط حدود بيني وبينك "
إقترب منه وهو يقول "إنت خايف مني يا معزتي "
أبعده معاذ عنه وقال وهو يضرب وجهه
"إسلام فوق أنا معاذ أنا أخوها "
ضحك إسلام وأكمل الطريق في صمت ، بعد قليل وصلوا إلى هيسبانيولا ، بعدما فتح الغرفة تفاجئوا برائحة جميلة تملأ الغرفة بالإضافة إلى أن الغرفة نظيفة، قال معاذ :
"إيه ده الأوضة إتغيرت 180 درجة "
ضحكت مرام وقالت "أنا طلعت من الشغل بدري وجيت هنا مع كنزي ونضفناها "
قالت كنزي وهي تشير إلى عقلها :
"علشان نفكر بتركيز "
جلس الجميع على الطاولة ووضعت كنزي الذهب خاصتها على الطاولة ، بينما وضعت مرام مبلغ من المال وكذلك الذهب الخاص بها ، بدا على معاذ الحيرة وقال وهو ينظر إلى الطاولة
"أنا مش حاسس إن اللي إحنا بنعمله ده صح "
أمسكت كنزي بيده وقالت :
"بس حاسة إن إللي إحنا بنعمله ده صح جداً ، ومتقلقش كل حاجة هتبقى بخير "
نظر إسلام إليه ليطمئنه وقال "سيبها على ربنا يا معاذ "
عقب عليه معاذ :
"طيب لو قولنا إننا هنببع الدهب ده كله والمبلغ اللي مع مرام على اللي معايا على اللي مع إسلام على اللي إحنا شايلينه في الخزنة مش هيكفي إننا نفتح شركة ناجحة "
نظر الجميع إليه بحيرة فكل ما قاله كان صحيحاً ، الأموال التي معهم تكفي لفتح الشركة لكن لن تكون شركة كبيرة ناجحة .
مرت ساعات في صمت الجميع يفكر في كيفية حل تلك المعضلة لا يوجد وقت للإنتظار أكثر من ذلك وحتى إن إنتظروا فعليهم الإنتظار لسنين حتى يتمكنوا من جمع المبلغ المطلوب ، سقطت دموع معاذ رغماً عنه فقد إعتقد أنه قد هلك ولا يعلم أن هناك من يدبر أمره ويُصلح شأنه ،
لاحظت مرام دموع معاذ التي كانت تسقط على وجنته فبكت هي الأخرى على حالها وحال زوجها وذهبت تجلس بجانبه وتمسك يده وتقبلها وهي تقول
"لا تقلق يا قرة عيني فهناك من يدبر أمرك وأنتَ لا تعلم"
إبتسم لها وأمسك يدها بواسطة يده الأخرى وقال
"وكيف أقلق وفي حوزتي أنتِ "
إبتسمت بخجل ومن ثم جلست تستغفر ربها وتحوقل وتدعي بأن يأتي بمعجزة من السماء تحل تلك المعضلة ، لم يمر الكثير حتى إنتفضت من مكانها وصاحت عالياً
"أنا لقيت الحل اللي هيطلعنا من المشكلة دي ويخلينا نبدأ في الشركة من الإسبوع الجاي ، بس لازم تقبلوا لإن مفيش غير الحل ده قدامنا "
________________
إنتهى الفصل
إقترحوا حلول للمشكلة
ومتنسوش ال Votes الرواية نامت خالص وتقريباً هفقد الشغف إني أكمل
دمتم بخير وسلام 🤍
أنت تقرأ
بك اهتَديت
Rastgeleقلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يضع الدين في المركز الأول في ترتيب حياته يريد الزواج من فتاة أقامت نصف عمرها في بلاد الغرب وأخذت من طب...