تجمُّع

5.2K 345 19
                                    

"علفكرة بقي أنا بحثت عن الحديث اللي قاله الشيخ إمبارح وطلع مش صحيح " قالتها مرام وهي جالسة بجانب معاذ في السيارة ، تصنع معاذ الدهشة وقال
"بجد إزاي ؟..."
عقبت عليه مرام مفسرة
"سمعت شيخ بيقول إن الحديث مش صحيح "
ضحك معاذ وقال "ما أنا عارف ، الحديث مش صحيح بس كلامه صح ، الله سبحانه وتعالى لا يحب الطلاق لأن فيه هدم للأسرة وتشريد للأبناء لو فيه ، لكن ربنا محرمش الطلاق علشان يوسع علي عبادة، ده الكلام اللي قالوه العلماء والله أعلم "
ثم أشار إلي منزل ما وقال "بس هنا يا مرمر "
أوقفت مرام السيارة ونزل كلاََ منهما ودخلا المنزل
"السلام عليكم " وجد معاذ والده قد وصل إلى المنزل قبله بدقائق ، فهرول إليه وسلم عليه وقبله وقال "وحشتنا يا غالي " ضربه وليد علي وجهه بمزاح وقال "لو وحشتك يا كلب كنت رنيت عليا مرة واحدة حتى ، ده أنا من فرح مازن مسمعتش صوتك " ثم لاحظ وجود مرام خلفه فتركه وذهب إليها وقال "بنتي الغالية وحشتيني " إقتربت منه مرام وقالت"وحشتني قوي يا بابا "
لاحظ معاذ خروج خالته من المطبخ فذهب إليها مسرعاً وقال "خالتو وحشتيني قوي" إبتعدت عنه وقالت "إبعد هدومك تبوظ إيدي مش نظيفة " إقترب معاذ منها وإحتضنها دون مراعاة لأي شئ وقال "يا ستي فداكي ألف تيشرت المهم إنك وحشتيني قوي " تقدمت  هي الأخري لتصافحها وقالت "إزيك يا خالتي " ذهبت تهاني "خالته " مسرعة لتغسل يدها ثم عادت لتحتضن مرام وهي تقول "لا إنتِ مرات الغالي لازم حضن وبوسة "  بادلتها مرام العناق وقالت "هاجي أساعدك " قالت تهاني وهي تعود إلي إعداد الطعام "تعالي والله أنا تعبت آية برة البيت بتقول بتعمل حاجات تبع شغلها وسيباني لوحدي "
ثم وجهت كلامها إلي معاذ قائلة
"إتصل علي كنزي يا معاذ شوفها فين مجتش ليه لحد دلوقتي "
إتصل معاذ علي كنزي فلم تجيب فإتصل علي إسلام فأجاب عليه فسأله معاذ عن سبب تأخره فقال "إحنا في مشوار صغير كده وهنيجي علطول أوعي حد ياكل من غيرنا " ضحك معاذ وقال "لا باين إن كنزي مقالتلكش إننا لما بنبقي عند خالتي بناكل في الفجر ، بس يلا علشان القعدة حلوة "
أغلق معاذ الهاتف ووضعه بجانبه فذهب  وليد ليجلس  بجانبه  وقال "معاذ في موضوع عايز أكلمك فيه " نظر معاذ إليه بإهتمام وقال "خير يا بابا في إيه ؟.." قال والده "في إيه بينك إنتَ ومرام ؟..." إرتبك معاذ وقال "مش فاهم قصدك إيه؟.. " نظر والده إليه وقال وهو يضحك "لا يا حبيبي ، أنا محدش بيضحك عليا أنا ملاحظ إنكم زعلانين من بعض من يوم فرح مازن قر وإعترف يا معاذ يا عامري " بعد تلك النظرة لم يستطع معاذ أن يكذب مرة أخرى وروي لوالده كل شئ منذ البداية ، غضب والده وقال "إنت عبيط ياد إيه اللي إنتَ عملته ده !..."
نظر معاذ له بأسف وقال :"أنا عارف يا بابا إني غلطان والله بس مش عارف أعمل إيه " عقب وليد بغضب "إنتَ عارف لو مرام بنتي وعرفت إن حصل فيها كده أنا مكنتش هخليك تشوف وشها ده ثاني "
كان دموع معاذ على وشك السقوط وظهر علي وجهه ملامح الحزن والندم وقال لوالده "زي ما قولتلك محدش يعرف أي حاجة عن الموضوع غير مازن "  حاول وليد الهدوء ثم قال "أقول إيه فيك يا معاذ ، إنتَ لو ضيعت مرام تبقي عبيط وأهبل "
عقب معاذ "هي دلوقتي مفكرة إني كنت عايز أطلقها علشان مبتخلفش " إندهش وليد وقال "إيه !..."
أدرك معاذ ما قاله وضرب علي جبهته ثم نظر لوالده التي كانت الدهشة ظاهره علي وجهه ، ففسر قائلاً"أيوه يا بابا مرام مش بتخلف عندها عقم وأنا راضي بيها كده وفعلاً مش عايز أسيبها " ساد الصمت لخمس دقائق ثم نظر وليد إليه وإبتسم وقال "راجل يا معاذ ، اللي يسيب مراته علشان سبب مش بأديها يبقي مش راجل وميستحقش إنها تبقى مراته أصلاََ ، أوعى تضيعها من إيدك وأنا مش هقولك إزاي لأنك عارف كويس "
في هذه اللحظة سمع معاذ  صوت جرس الباب فقام ليفتح فوجد إسلام وكنزي علي الباب وترسم ابتسامة كبيرة علي وجه إسلام  ، سلم معاذ عليهم ثم جلسوا جميعاً علي الأريكة همست كنزي لإسلام قائلة"هروح أساعدهم في المطبخ " أمسك إسلام بيدها وقال "طيب براحة علشان البيبي " إبتسمت كنزي له وقالت "حاضر "
دخلت كنزي المطبخ فنظر معاذ إلى إسلام وقال بمشاكسة  "طيب قولنا سبب الإبتسامة اللي علي وشك دي  من ساعة ما دخلت " 
نظر إسلام إلي وليد وقال   "يا عمي إبعد معاذ عني " ضحك وليد ونظر إلي معاذ وتصنع الجدية وقال " معاذ عيب كده متبقاش نوتي "
قال معاذ هو يتصنع الطفولة "حاضر يا بابي "
ضحك الجميع ثم سمع صوت الباب فذهب معاذ ليفتح مرة أخري فوجدها خالته الكبرى ياسمين
"خالتو وحشتيني قوي بجد "
قالت ياسمين وهي تنظر إليه بإشمئزاز "إتفو على وشك صحيح ليلى معرفتش تربي "
لم يندهش معاذ منها فتلك خالته  الطبيعية،فضحك وقال "أنا عملت إيه بس "
جلست علي الأريكة وقالت "من يوم فرحك لا شفتك  ولا شفت إسمك علي تلفوني وعامل فيها شيخ ومربي ذقنك ومتعرفش حاجة عن صلة الرحم ، وعلى رأي المثل  متزعلش علي الراجل لو مات إزعل عليه لو خاب "
في تلك اللحظة كانت مرام خارجة من المطبخ فسمعت ما قالته ياسمين وضحكت فنظر معاذ إليها نظرة تهديد ثم عاد النظر لياسمين وقال "كده يا خالتي ضحكتي عليا مرام " ضحكت ياسمين ونظرت لمرام وقالت"حلوة وجميلة قوي يا مرام " نظرت مرام إلي الأرض بحياء وقالت "شكراً يا خالتي"
نظر معاذ إلى خالته بعدما أشتعلت نار الغيرة في قلبه وقال "مرام ليها الدلع كله وأنا ليا التف والشتيمة "
تصنعت ياسمين الغضب ونظرت إليه بتحذير وقالت "أيوه عندك مانع ؟..، ولو زعلتها كمان هجيب الشبشب وهنزل بيه علي راسك زي زمان "  ثم غمزت له وقالت "فاكر زمان ؟."  وضع معاذ يده علي رأسه وقال "لا مش عايز أفتكر " ضحك الجميع عليه وكذلك تهاني التي قد خرجت ممسكة بيدها الطعام لتضعه علي المائدة وقام الجميع لمساعدتها ، جلسوا جميعاً علي المائدة بعدها سمعوا صوت طرق علي الباب فقامت تهاني لتفتح وهي تقول "أكيد آية إفتكرت تيجي دلوقتي " وبالفعل وجدتها آية فعاتبتها تهاني قائلة  "فينك من الصبح وتلفونك مغلق " 
عقبت آية عليها بلامبلاة وهي تنظر إلى الداخل لترى إن كانت مرام هناك أم لا "حاجات تبع شغلي يا ماما "
إغتاظت آية عندما لمحت مرام تجلس بجانب معاذ فدخلت وهي تقول بدلع "وأنا أقول البيت منور ليه "
عقبت عليها ياسمين بغضب "بلا منور بلا زفت إنتِ من الصبح صايعة برة وجاية علي الأكل جاهز كده "
لم تهتم آية لها وجلست علي الكرسي وهي تقول  " شغل يا خالتي شغل "
تغيرت ملامح وجه مرام عندما رأت آية فلاحظ معاذ ذلك فسمك يدها وهمس قائلاََ "لو خيروني بين الدنيا كلها وبينك هختارك إنتِ يا نجمة قلبي " إبتسمت مرام له وعادت إلى الطعام ، نظرت ياسمين إلي الأرض وسقطت دموعها وقالت "القعدة ناقصها ليلى "
عقب  معاذ عليها بحزن  "حقيقي القعدة نقصاها فعلاً ، ربنا يرحمك يا أمي ويجعل مؤواكي الجنة "
نظرت مرام إلي أعينهم جميعاً ورأت تلك الكسرة في أعينهم فقالت وقد سيطر الحزن علي قلبها "حقيقي كان نفسي أشوفها من كثر كلامكم الجميل عليها ، ربنا يرحمها ويسامحها "
قال وليد "كانت بتعمل أحلى ملوخية في الدنيا ، كانت تسيبهم هما يعملوا الأكل كله  وتعمل هي الملوخية وبس حقيقي كانت ملوخية  عادية مفيش فيها  أي حاجة زيادة بس كان فيها طعم غريب مدوقتش ولا هدوق أجمل منها "
قالت كنزي وقد سقطت دموعها هي الأخرى "حقيقي كانت جميلة قوي قوي ربنا يرحمك يا ماما ويسامحك ونتجمع كلنا مرة ثاني في الجنة "
قالت تهاني بمزاح ليكفوا عن البكاء "وأنا ملوخيتي مش حلوة يعني ، ده أنا حتى أختها "
ضحكت مرام وقالت "لا يا خالتي جميلة قوي بجد "
قالت تهاني بحزن "معلش يا جماعة لو أخرت العزومة عن كل سنة ومكنتش أول يوم في العيد بس كنت تعبانة قوي أول أيام باين عليا كبرت ولا إيه "
قال معاذ مازحاً"لا يا خالتي ولا كبرتي ولا حاجة كلهم 50 سنة اللي عندك مش أكثر "
خلعت تهاني نعالها وقالت بتهديد "هما 45 لم نفسك "
نظر معاذ إليها ووضع يديه أمام وجهه وقال "آسف والله آسف "
وضعت تهاني نعالها على الأرض مرة أخرى فنظرت مرام إلى معاذ وقالت بهمس "الحمدلله مطلعتش أمي لوحدها اللي واخده الشبشب سلاحها "
لسوء حظها قد سمعها الجميع وترك كلاََ منهما الطعام ليغرق في ضحكاته عليها وقال وليد وسط ضحكاته"كلهم يا مرمر صدقيني "
حاولت مرام أن تجعلهم يكفوا عن الضحك فقالت وهي تنظر إلى تهاني "الأكل جميل قوي يا خالتو بجد تسلم إيدك "
نظرت تهاني لها بحب شديد وقالت "يا أختي والله إنتِ اللي جميلة قوي وحلوة ولسانك ده بينقط سكر ، ده بنتي مقالتليش تسلم إيدك حتى "
قالت آية بعدم إهتمام وهي تنظر إلى الهاتف "تسلم إيدك "
____
بعد قليل كان معاذ جالساً بجانب إسلام ووليد في ركن بينما كنزي ومرام وباقي السيدات يجلسون في ركن آخر ، قامت آية من مكانها وجلست بجانب مرام ونظرت لها نظرة خبيثة ثم قالت بصوت منخفض   "شكلك إتغير قوي عن زمان "
تركت مرام هاتفها ونظرت إليها وقالت "تعرفي إن أنا كمان عرفاكي ؟.." توترت آية وشعرت بالارتباك وظهر ذالك علي وجهها وقالت "قصدك إية "
قالت مرام وهي تبتسم "أقصد إني أنا كمان عرفاكي بس الفرق بيني وبينك إني فكراكي من أول يوم شفتك فيه بس من طيبتي مرضتش أتكلم "
قالت آية "كذابة إنتِ مش عرفاني اصلاََ شوفتيني فين قبل كده ؟.."
قالت مرام"حبيبة قلبي مش إنتِ برضو وحده من اللي ليو كان بيخوني معاهم ؟...، ولما شوفتيني في الشارع روحتي وإتخانقتي معاه وقولتي إنتَ بتعمل إيه هنا ومين دي ، وساعتها ليو قال إنه ميعرفكيش وإنك واحده عايزة تبعدنا عن بعض ، أنا منستش وشك أبداََ وعرفاكي كويس فياريت تبعدي عني ده الأحسن ليكي "
قالت مرام جملتها الأخيرة ثم تركت المكان وذهبت لتجلس بجانب كنزي التي قالت لها بأن إسلام يريدهم في موضوع مهم وعليهم أن يجتمعوا جميعاََ في الغرفة ، فأجابت مرام لها وكذلك البقية ، بعد الإجتماع وقف إسلام في المنتصف وقال
"أنا جمعتكم النهاردة هنا علشان .."
قاطعه معاذ بمشاكسة "يعم إنجز هو أنت هتقول خطبة "
نظر إسلام إلى وليد وقال "عمو وليد بعد إذنك طلع الشخص ده برة "
نظر وليد إليه وقال بنفاذ صبر "كمل يا إسلام "
عاد إسلام النظر إلى الجميع ثم شاور إلى كنزي لتقف بجواره وقال "زي ما كنت بقول أنا جمعتكم النهاردة علشان في خبر مهم لازم تعرفوه كلكم "
نظر معاذ إلى النافذة وقال "يا صبر أيوب "
لم يعطه إسلام اهتماماً وأكمل حديثه "سبب إننا تأخرنا النهاردة هو إننا كنا في معمل التحاليل بنتأكد من حاجة وفعلاً إتأكدنا ، أنا هبقى أب  "
هتف الجميع بفرحة وكذلك مرام التي سعدت كثيراً وضمت كنزي إليها وهي تقول "مبارك يا عمري مبارك بجد فرحانة ليكي قوي ربنا يكمل حملك علي خير يارب وتجيبي بنوته حلوة شبهك كده "
وكذلك تقدم الجميع للمباركة حتى أن معاذ قفز علي إسلام بفرحة وقال "مبااارك هبقى عم أخيراً يا فرحة لا توصف ربنا يكمل علي خير وتجيب ولد قمر شبهي "
قاطعت ياسمين حديثهم  من بعيد قائلة "قولو ماشاء الله كلكم " وإقتربت من كنزي وقالت بصوت منخفض ولكن لسوء الحظ قد سمع الجميع  تلك الجملة "مكنتيش قولتي قدامهم كده وأنتِ عارفة إن أخوكي قرب علي السنة متجوز  ومراته محملتش خالص وباين عليها حظها وحش في العيال ، أحسن يحصل لولدك حاجة "
كادت دموع مرام أن تسقط لولا أن معاذ ضمها إليه بسرعة وقال بصوت منخفض "متعطيش أنا معاكي "
ثم نظر إلى كنزي وقال "مبارك يا كنزي "
رأت كنزي تلك الدموع في أعين شقيقها وزوجته فنظرت إلى ياسمين وقالت بغضب "أنا كنت هقول لمعاذ ومرام ومكنتش هقولكم أصلاً لولا بس إن في تجمع وكده فقولنا نقول ، بعد إذنك متقوليش كده وبعدين  تمن شهور متجوزين مش أكثر عاملين فيها فرح ليها "
نظر معاذ إليها بحزن وقال "خلاص يا كنزي مفيش حاجة حصل خير ، بعد إذنك يا خالتي تهاني إحنا هنمشي "
ذهبت كنزي لتأخذ حقيبتها وقالت "بعد إذنك إحنا كمان هنمشي " غادر معاذ ومرام وكنزي  وتابعهم إسلام ووليد 
نظر وليد إلى مرام ثم أمسك بيدها وقال "متزعليش يا مرمر إحنا عارفينك كويس وعارفين إنك مش كده بس هي ياسمين كده طول عمرها دبش ومش بتفكر في الكلام قبل ما تقوله وكلامها ميهمناش أصلاََ متزعليش ماشي ؟... "
إبتسمت مرام وقالت "ماشي "
ركب إسلام ووليد وكنزي السيارة وركبت مرام ومعاذ سيارتهم أمسك معاذ بيد مرام وقال "مرام كلامها مش مهم كلامها يترمي في الزبالة ، أنا معاكي  وجنبك دائماً "
ضمته مرام إليها بقوة وغرقت في دموعها فوضع معاذ يده عليها ليشعرها بالأمان وقال " مرام أنا بحبك دائماً وأبداََ "
قالت مرام وسط بكائها "وأنا بحبك جداً والله "
إبتسم معاذ لذلك ثم بدأ في التحرك ليصلوا إلى المنزل وتنزل مرام من السيارة وهو ممسك بيدها ، دخل معاذ غرفة النوم مع مرام فنظرت إليه وقالت "بس أنا عايزة أتفسح  يا معزتي "
ضحك معاذ وقال "بقيت بحب كلمة معزتي دي قوي وحشتني ، يلا يا ستي نروح نتمشي شوية "
__________
إنتهى الفصل
متنسوش ال Votes
وال Comments اللي بقراها وبفرح بيها قوي
دمتم بخير وسلام 🤍

بك اهتَديت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن