"بعد إذنك يا بسملة إبعدي شوية "
إقتربت منه بسملة أكثر بدون حياء وقالت "بوسي ، بوسي يا معاذ "
نظر معاذ إليها بإشمئزاز فأمسكت يده فجأةََ وقالت
"إنتَ عارف إني بحبك يا معاذ "
قاطع معاذ حديثها وسحب يده مسرعاً وهو يقول
"أحبتك الجنة وخالقها وعباد خالقها"
قام ليغادر فأمسكته لتعيده وهي تقول بغضب
"معاذ في إيه هو أنا بقولك إدعيلي " ثم أكملت بدلع
"أنا بحبك والله ليه بتعمل فيا كده أنا مقدرش أستغنى عنك "
لم يرفع معاذ عينيه لها فقد كانت ملابسها ضيقة وقصيرة ، ظل ينظر إلى الأرض مما جعلها تغتاظ وتقول
"معاذ بص عليا في إيه "
قال لها معاذ وهو يحاول أن لا يغضب
"يا بسملة إنتِ أخت صاحبي وحبيبي أنا مقدرش أعمل حاجة معاكي وأنا متجوز أرجوكي إبعدي عني "
إقتربت منه وقالت
"يا ترى مين اللي خطفت قلبك وسبتني بسببها "
كان معاذ علي وشك الرد لكنه تفاجئ بمرام تمسك يده وتقول :
"أنا يا حبيبتي ، أنا مراته وحبيبة قلبه واللي بيحبي جداً"
نظر معاذ إليها بعدم فهم ويريد أن يسألها كيف جائت إلى هنا ولكن بسملة قاطعته وهي تنظر إلى مرام بإمشئزاز وتقول
"مين البيئه دي "
قالت مرام وهي تنظر إليها وتقترب من معاذ أكثر
"زي ما سمعتي أنا مراته ، ولمي لسانك يا حبيبتي علشان مخليش الناس دي كلها تتفرج عليكي وأنا بجيبك من شعرك "
ضحك معاذ فنظرت لها بسملة نظرة قاتلة ، فقال وهو ينظر إلى مرام :
"بسملة إحنا مفيش ما بينا أي حاجة ولا عمري وعدتك بحاجة دائماً بقولك إنك أخت صاحبي مفيش أي حاجة ثاني ما بينا أرجوكي كفاية كده "
إقترب أنس منهم بسبب صوت بسملة المرتفع وقال وهو ينظر إلى مرام
"مش معقول معاذ ماسك إيد واحدة وقريب منها كده !..، جرى إيه للدنيا ، مش تعرفنا مين ؟... "
نظرات أنس إلى مرام جعلت معاذ يشتغل غضباً ويمسك بيد مرام ويغادر ولكن قبل أن يخرج من المكان سمع صوت بسملة تقول
"شكلك يا معاذ نسيت أنا مين ، وهخليك تندم علي كل كلمة إنت والبيئة اللي معاك دي "
غادر معاذ المكان دون أن يعطيها أي إهتمام ودخل السيارة تركت مرام يده وهي تقول
"أنا مش فاهمة أي حاجة مين دي "
قال معاذ وهو يعد السيارة للمغادرة
"دي أخت صاحبي "
قال بتعجب "أنس !..."
قال نافياً"لا أيمن "
ثم نظر إليها وقال "إنتِ إيه اللي جابك ؟.."
أخرجت هاتفه من الحقيبة وقالت "إنت نسيت تلفونك معايا فنادمت عليك بس إنت مسمعتنيش ركبت تاكسي وقعدت أمشي ورا العربية لحد هنا علشان أدهولك بعدين لقيتك بتتكلم مع البنت دي فكرتك بتخوني بس لما قربت منكم سمعت كل حاجة "
قال معاذ وقد بدأ علي وجهه الغضب " طيب "
أمسكت يده وقالت "مين أيمن يا حبيبي ، وقصدها إيه بإنها هتخليك تندم "
قال بحزن ويأس "أيمن إبن داوود بيه صاحب الشركة اللي أنا شغال فيها ، بالنسبة لإنها هتندمي فأنا فعلاً ندمت لإني جيت هنا ثاني بعد المرة اللي فاتت "
قالت متسائلة "إيه اللي حصل المرة اللي فاتت ؟.."
عقب عليها قائلاََ "جيت هنا وبرضو قعدت تتكلم معايا كده وتقرب مني ومشيت ، نقلت بعديها الفرع بتاعنا مخصوص علشان تشوفني وتضايقني لكن داوود بيه بعديها بشهر قال إنها لازم تروح فرع ثاني لإن هي شاطرة جداََ في شغلها والفرع اللي هناك كان محتاجها"
قالت مرام بحزن
"هي تقدر تعمل إيه؟...."
قال "أقل حاجة تعملها هي خصم شهر ولا شهرين "
إبتسمت مرام فقد ظنت أن الأمور ستكون إكبر من ذلك وقالت
"عادي يا معاذ مش مشكلة "
ثم قالت وهي تضغط علي يده
"المهم إنك تتعلم من التجربة وتعرف إن ، الصاحب ساحب يا أما للنار يا أما للجنة وأنا بقولك إن أنس هيسحبك للنار إبعد عنه يا معاذ "
قال معاذ وهو يميل برأسه إلى الخلف بعدما أوقف السيارة
"الناس بتشوف اللي بيأذي كده في الروايات والأفلام ويفكروه من وحي خيال الكاتب ويقولوا مفيش ناس بتحب الأذى لغيرها كده في الطبيعة ، لحد ما يأخده الصدمة ويعرفوا إن دي ناس بجد عندها قلب وضمير ومع ذلك بتإذي بدون أي مبرر أو سبب "
نظرت له مرام نظرة مليئة بالحب وقالت
"سيدنا لقمان لما نصح إبنه قاله (.... يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ...)
بعد ما قاله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قالت يصبر علشان لما تكون ماشي في طريق ربنا هتلاقي صعوبات كثيرة جداً ، بس لازم تصبر وتحتسب الأجر عند ربنا ولعل اللي هتخسره في شغلك ربنا يعوضك عنه بدخولك الجنة "
ضمها معاذ إليه وهو يقول "طول ما أنتِ معايا كل حاجة هتعدي "
________
في صباح اليوم التالي إستيقظ كلاهما للذهاب إلى العمل وهم في طريقهم أمسكت مرام يد معاذ وهي تقول
"خير إن شاء الله متقلقش "
إبتسم لها وغادرت هي وأكمل معاذ طريقه إلى عمله وهو في قلق شديد فطيبعة معاذ أنه لا يحب أن يضع نفسه داخل مشكلات ويتمنى أن ينتهي هذا اليوم على خير ، فور دخوله غرفته في العمل وجد داوود بيه يجلس على الكرسي في إنتظاره قال وهو يجلس
"السلام عليكم داوود بيه المكان كله منور "
عقب عليها داوود بيه بحدة
"وعليكم السلام ، أنا عايزة أفهم إيه اللي حصل إمبارح ده "
تسلسل القلق إلى قلب معاذ وأجاب وهو متوتر
"محصلش حاجة يا داوود بيه بس .."
قاطعه بحدة قائلاً
"لا حصل يا معاذ لما مراتك تتكلم مع بنتي بالطريقة دي وتهزقها يبقى فيه وفيه "
أجاب معاذ عليه "حضرتك بسملة .."
قاطع للمرة الثانية وهو يستعد للمغادرة "بنتي متجبش إسمها على لسانك ، أنا كنت بعتبرك إبني وكنت كمان بفضلك علي إبني وإنت شفت بنفسك أنا كنت بعمل إيه معاك لما كان أيمن شغال هنا "
قام معاذ وهو يقول "حضرتك محصلش حاجة هو ممكن تسمعني ؟ ، لازم تسمع من الطرفين "
أكمل داوود بيه حديثه دون أن يعطي لحديثه إهتمام "لكن بسملة خط أحمر إنت عارف أنا بحب بسملة ازاي دي آخر حاجة قاعدة ليا من مراتي الأولى الله يرحمها ، مقدرش أسامح أي حد زعلها ، دي عيون بابا رجعالي إمبارح بالليل بتعيط بطريقة غريبة أقولها مالك تقولي مفيش مش عايزة أعمل مشاكل ، مكنتش راضية تقولي علشان معملش معاك حاجة لكن لما ضغطت عليها قالتلي إن مراتك هزقتها علشان غيرانة منها "
ثم أكمل وهو يغادر المكان "أنا هكتفي بطردك ، إنت مرفود يا معاذ "
قام معاذ خلفه ليلحق بيه ويخبره بما حدث لكنه قال بحدة وهو يبعد يد معاذ عنه"سلم شغلك لأنس هياخد مكانك كمدير للشركة "
تفاجئ معاذ من أن أنس سيصبح مدير للشركة لأن أنس أقل منه كفاءة وأيضاً كان داوود بيه يكثر الشكوى منه لكنه لم يأخذ أي إجراء لأن أنس يكون صديق بسملة المقرب ، فقال بتعجب
"أنس !..."
نظر إليه داوود وقال بحدة
"آه أنس ، أنس هو اللي قعد مع بوسي بعد ما أنت والهانم مراتك بهدلتوها وخلتوها قعدت تعيط الليل كل بسببكم "
غادر داوود بيه وعاد معاذ إلى غرفته وهو يشتاط من الغضب ويتقطع قلبه من الحزن فلم يتخيل أن الأمور ستصل إلى هذا الحد بدأ في أخذ أغراضه ليسلم بعدها عمله للمدير الجديد ويغادر ، دخل له أنس وهو منتكس الرأس وضمه إليه وقال "أنا آسف يا صاحبي "
بالرغم من أن معاذ كان غاضباً منه إلا أنه بعد ذلك العناق هدأ وقال "محصلش حاجة يا أنس إنت ملكش دعوة "
قال أنس بحزن "والله يا معاذ قعدت أقولها إمبارح متعملش حاجة بس مقدرتش عليها إنت عارف بسملة من أيام الكلية وهي كده اللي عايزاه بتعمله "
قال معاذ وهو يضع أغراضه داخل الحقيبة "اللي حصل حصل ، بس هي تبعد عني وتسيبني في حالي بعد اللي عملته "
قال أنس بأسف "هي بتحبك "
قاطعه معاذ بحدة "بتحبني !... ، لو هي بتحبني فعلاً مكنتش أذتني بالشكل ده ، وبعدين يا سيدي أنا مبحبهاش والله مش بحبها ، هي الرجالة خلصت من البلد يعني خليها تشوف حد ثاني غيري "
لم يعقب عليه أنس، كان معاذ على وشك المغادرة نظر إلى أنس وقال "خلي بالك من نفسك يا أنس وكفاية طيش الشباب اللي إنتَ فيه ده ، إنت عارف أنا بعتبرك اخويا الصغير من يوم ما جيت الكلية جديد ومكنتش عارف حاجة وأنا قعدت أعرفك على الناس وأفهمك كل حاجة ، أنا بنصحك دلوقتي تبعد عن بسملة علشان لو زعلت منك في يوم مش هتلاقي نفسك غير بتلم حاجاتك ومرفود "ثم أكمل بحب وهو يضع يده علي يد أنس
"وبعدين يا صاحبي مفيش حاجة إسمها علاقة صداقة بين ذكر وأنثى "
اومأ أنس موافقاً وقال "إنت هتعمل إيه دلوقتي داوود بيه هيحط الرفد ده في ال CV بتاعك ومش هتلاقي شركة ثاني ترضى توظفك "
قال معاذ وهو يغادر الغرفة "ربنا يسهلها يا أنس "
خرج معاذ من الشركة وذهب إلى المنزل وأغلق هاتفه وقد نسى تماماََ أمر الفتاة التي ستنتظر قدومه بعد إنتهاء عملها ، بعدما دخل المنزل شرع في إسقاط الوسادات على الأرض وكذلك كأس المياة ، جهاز التحكم عن بعد للتلفاز ، حتى العطر المفضل له لم يسلم من غضب معاذ ، إنكسرت الزجاجة فأدرك معاذ ما يفعله وهدأ قليلاً ونام على الأريكة ، بعد ساعات فاق علي صوت مرام وهي تصيح بصوت عالٍ "يا خرابي إيه ده ايه اللي حصل في البيت "
قال وهو يقوم من مكانه ويذهب إليها "معلش يا.."
قاطعته مسرعة وهي تضمه وتقول "معاذ قلقتني عليك تلفونك مقفول وتقريباً نسيت تيجي تروحني معاك ، مالك في إيه "
جلس معاذ علي الكرسي وسقطت دموعه وهو يقول "كل حاجة ضاعت يا مرام"
جلست بجانبه وهي تمسك يده وتقول "في إيه ، إيه اللي حصل "
شرع معاذ في قص عليها كل ما حدث فسقطت دموعها وقالت "عادي هتلاقي شركة ثاني وأحسن كمان "
قال وهو ينظر إلى الأرض "مفيش شركة هترضى توظف واحد إترفد من شركة من شركات داوود بيه "
في تلك اللحظة سمع معاذ صوت دق على الباب فقام ليفتح فوجدها كنزي وإسلام بجانبها يقول بحماس "إيه رأيك في المفاجأة دي " لاحظ إسلام وكنزي المنزل فقال إسلام بمزاح "إيه ده هو كان في حرب هنا ولا إيه "
أما بالنسبة لكنزي فهي تعلم شقيقها جيداً وتعلم لما البيت بهذا الشكل فإقتربت منه وهي تقول "إبه اللي حصل معاك ؟..."
أدخلهم معاذ المنزل وشرع في قص عليهم كل شئ ، سقطت دموع كنزي خوفاً على مستقبل شقيقها وقالت "يا إسلام الشركة اللي إنت شغال فيها متقدرش توظف معاذ ؟.."
عقب عليها إسلام بيأس "اللي حصل ده يا كنزي أكيد هيتحط في ال CV بتاعه ومفيش شركة هترضى توظفه "
نظر معاذ إلى الأرض فقد سيطرت عليه مشاعر الحزن وكُسر قلبه فقد إعتقد أن حياته إنتهت هكذا في مهنة الهندسة ، ضغطت كنزي علي يده وهي تقول
"صبراً يا شقيقي لعل العوض الجنة "
نظر معاذ إليها وإبتسم إبتسامة حزينة بينما قالت هي بمزاح :
"بما إن خمس سنين في هندسة راحوا على الفاضي وإترفدت يا عين أختك أنا بقول تفتح عربية كبدة "
ضحكت مرام وإسلام بينما ألقى معاذ الوسادة عليها وهو يقول
"إنتِ إيه اللي جابك يا بنت روحي إمشي "
قالت متصنعة الحزن "يا عيني كنا جايين ناخدكم ونروح نجيب لبس لقيس ، نكدتوا علينا "
ألقى الوسادة الأخرى على إسلام وهو يقول
"يا ابني إرحمني مراتك لسة في الشهر الرابع مستعجل على إيه "
قال وهو يعيد إلقاء الوسادة عليه
"وحشني يا معاذ والله مش قادر استنى خمس شهور ثاني "
قال معاذ وهو ينظر إلى الأرض "يا صبر أيوب ، أنا مش قادر وتعبان والله سبوني أفكر هعمل إيه "
قام إسلام من مكانه وهو يقول :
"معاذ أنا منعت نفسي من إني أقول بس خلاص يلا بينا على هيسبانيولا "
قالت كنزي بتعجب "هيسبا إيه يا أخويا"
قال معاذ بتعجب مما قاله إسلام "دلوقتي يا إسلام !..، إنت شايف إن الوقت المناسب جه ؟.."
نظرت مرام إلى معاذ وقالت بعدم فهم "إنت بتقول إيه يا معاذ ، ده مكان ولا زمان ولا جماد ولا ايه اللي إنتم بتقولوه ده " ضحك معاذ عليها وعقب إسلام على سؤال معاذ قائلاََ "أنا مش شايف وقت مناسب أكثر من ده يا معاذ كل الأبواب إتقفلت "
نظر معاذ إليه وإقترب منه وهو يقول بهمس "بس إحنا مش مستعدين دلوقتي خالص !... "
قال إسلام وهو يتجه إلى الباب "نروح هناك يا معاذ وبعدين كل حاجة هنلاقي ليها حل "
قالت كنزي وهي تذهب خلفه "أنا هروح معاكم أشوف مين دي مش يمكن بتخوني "
ذهبت مرام خلفها وهي تقول "تصدقي عندك حق يا كنزي يمكن فعلاً بيخوني مع هيسبا مش عارفة إيه دي "
قال معاذ وهو يخرج من المنزل "إنتم كده كده هتيجوا معانا يلا "
غادرت مرام وكنزي المنزل وركبوا سيارة إسلام ليذهبوا إلى المكان الذي لا يعرف أحد منهم ما هو .
____________
إنتهى الفصل
محتاجة اسألكم سؤال
إنتم لو مكان معاذ وبتشوفوا مستقبلكم بيضيع هتعملوا إيه ؟
دمتم بخير وسلام 🤍
أنت تقرأ
بك اهتَديت
De Todoقلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يضع الدين في المركز الأول في ترتيب حياته يريد الزواج من فتاة أقامت نصف عمرها في بلاد الغرب وأخذت من طب...