تقلبات مزاجية

4.8K 339 10
                                    

إستيقظ مازن في صباح اليوم التالي في تمام الساعة التاسعة صباحاً ، نظر بجانبه ليرى زوجته فلم يجدها نظر في أرجاء الغرفة ليبحث عنها فوجدها جالسة على الكرسي بجانب الباب ترتدي جلباب اسود وخمار وردي ، فقال :
"مصحتنيش ليه يا baby ؟... "
نظرت إلى الجهه الأخرى ولم تعقب عليه فعلم أنها قررت معاقبته فذهب إلى الحمام ليغتسل لصلاة الجمعة ثم خرج ليجدها جالسة كما هي فأتردى جلابية بيضاء ثم أقترب منها وقال
"مالك يا رنا في إيه ؟.."
لم تعقب عليه وذهبت لترتدى الحذاء فأمسك بيدها ليعيدها إليه ثم قبل جبهتها وقال
"كنتُ خبيراً في السباحة ولم يهزمني بحر قط ، حتى جاء بحر عينيك الزرقوتان فسحقتُ "
إبتسمت وشعرت بالحياء ثم عادت مسرعة للجدية وقالت بحدة
"إتثبت أنا كدة ؟.."
تركها وقال وهو يضحك
"أيوة ،  أنا خبير في التثبيت "
ضحكت عليه فقال وهو يخرج من الغرفة
"يلا بسرعة معاذ هيقيم علينا الحد "
خرجت من الغرفه خلفه وقالت له :
"هو إحنا رايحين عند مرام ؟... "
ركب السيارة وشاور بيده أن تركب بجانبه وهو يقول
"ايوه تعالي هفهمك كل حاجة في الطريق "
ركبت السيارة وتحرك هو متجهاً إلى هيسبانيولا وقص عليها كل  ما حدث في الليلة الماضية ، بدا على وجهها الرضا والسعادة حتى ختم حديثه بقول :
"أنا مقولتش رأيي إمبارح لإن دي حياتنا مع بعض ولازم إنا وإنت نكون موافقين مش أنا بس "
إبتسمت وقالت بسعادة:
"أنا موافقة جداً ، هيبقى عندك شغلك الخاص شغل مضمون ، لو إنتَ موافقتش وقعدت في الشركة دي ممكن في أي ثانية المدير يطردك وتبقى من غير شغل لكن شغلك مع معاذ وإسلام هيبقى مضمون "
ظهر علي وجهه الإقتناع فأكملت :
"وبعدين ترتاح شوية من الضغط اللي عليك وتشوف حياتك "
ثم إبتسمت وأشارت إلي بطنها وقالت
"وتخلي بالك من ال baby  بقى "
وضع يده علي بطنها وقال :
"صحيح عامل إيه حبيبي أو حبيبتي  دلوقتي ؟.."
قالت وهي تصطنع الحزن :
"زعلان منك علشان مش بتقعد معاه زي الأول "
ربت على بطنها وقال :
"حبيب قلب بابا خلاص يا حبيبي هقعد معاك كثير الأيام الجاية "
ثم أوقف السيارة أمام الغرفة وقال :
"إنزلي يلا وصلنا "
نزلت رنا من السيارة وكعادة أي شخص يذهب إلي تلك المنطقة للمرة الأولى كانت تنظر إلى الأرجاء بدهشة زادت دهشتها عندما أمسك مازن بيدها وأوقفها أمام غرفة صغيرة وقال "أهلاً بيكي في هيسانيولا "
ضحكت على طرييقته فضحك هو الآخر وطرق على الباب ففتحت له مرام ولم تصافحه وذهبت لتجلس على الكرسي بجانب زوجها  وظلت تنظر إليه نظرات غضب مثلما فعل الباقي ، بلع مازن الغصة التي كانت في حلقه وقال بخوف :
"هو أنا عملت إيه ؟..."
أشار معاذ إلى الساعة التي بيده وقال "لا معملتش حاجة هي بس الساعة دلوقتي 11  "
أضاف إسلام إلى حديث معاذ "من أولها كده عدم إنضباط في المواعيد "
ذهبت رنا تجلس على الكرسي وهي تقول للفتاتان "أنا مليش دعوه يا شباب ده هو اللي أخرني "
إبتسموا لها وعانقوها ثم ذهبت لتجلس بجوارهم وتنظر إلى مازن بغضب مثل البقية ، نظر إليها مازن يتوعد لها بأشد العقاب وقال :
"يعني أنا اللي بقيت وحش دلوقتي ما خلاص يا شباب بقى "
جلس على الكرسي بجاورهم ، فقال له إسلام بحدة :
"قلت إيه في موضوع إمبارح؟.. "
إبتسم مازن له بخوف وقال "قولت كل خير أنا موافق إن شاء الله "
فرح الجميع بموافقته ووضع الرجال يدهم على يد بعض وقالوا "يبقى نبدأ من بعد صلاة الجمعة علطول "
ووضعت النساء يدها بيد بعضهم وقالت مرام "أحلى شركاء يا بنات والله "
فغقبت عليها كنزي "حقيقي يا بنت يا مرمر والله "
قام معاذ متجهاً إلى الباب وهو يقول "طيب يلا يا شباب علشان مفيش جامع قريب نلحق نروح الجامع البعيد "
خرجوا الثلاثة شباب بالجلابيب البيضاء وذهبت النساء للصلاة في ركن المخصص في الغرفة عرضت مرام  على كنزي التقدم للإمام لكنها رفضت وأصرت أن تصبح رنا تلك المرة هي الإمام لهم ، وبالفعل أصبحت رنا الإمام وبعد الإنتهاء أصرت كنزي أن تستمع إلى صوت رنا في قراءة القرآن فأجابت رنا لها وقرأت بعض الأيات من سورة البقرة وإندهشوا من صوتها الذي كان جميلاً يطرب الأذن وبعد وقت عاد الرجال من الصلاة وإجتمعوا مرة أخرى على الطاولة كان كل رجل يجلس بجانب زوجته في صمت حتى قال لهم إسلام :
"الخطوة الجاية ؟.."
عقب عليها معاذ "الخطوة الجاية هي البناء لازم نبني ، عايزين الشركة دي تبقى أجمل شركة علشان ده طبعاََ هيبقى منظرنا قدام الناس لو  بناء شركتنا وحش الناس هتخلينا نبني مشاريعها ليه ؟.."
صفق مازن له وقال "عندك حق ، إنتم جهزوا منظر البناء وأنا هجيب اللي هيبنوا عارف ناس كويسة جداََ "
عقب عليه إسلام قائلاً"الشركة بتاعتنا هيبقى فيها بابين باب هيدخل منه الرجال وباب للنساء وكذلك الشركة هتكون متقسمة لإثنين قسم نساء وقسم رجال وده علشان نضمن إن مش هيكون في إختلاط خالص "
صفق مازن له مرة أخرى وقال "يا إبني إنت جامد والله "
قال معاذ بمزاح "إنت مش فالح غير إنك تسقف "
قال مازن بإحراج "إحم إحم ليه الإحراج ده "
أكمل إسلام كلامه قائلاََ"تقريباََ لو قولنا للعمال إننا مستعجلين الموضوع مش هيكمل شهر وساعتها هنروح للخطوة الثانية "
إقترب معاذ منه وقال "إبهرني إيه هي الخطوة الثانية "
ربت إسلام علي كتفه وقال "لا الموضوع مش محتاج فزلكة خلصنا بناء هنبقى محتاجين مهندس ديكور يظبط بقى الشركة من جوه "
عقبت رنا عليه مسرعة "أنا مهندسة ديكور ممكن أساعدكم" سكتت لوهلة ثم أكملت بإحراج "لو عايزين يعني "
صفق معاذ وقال بسعادة "الله ، طبعاً عايزين " ثم رفع يده للسماء وقال "شكراً يا رب هو الموضوع متسهل علينا كده إزاي "
إبتسمت بسعادة فنظر لها مازن وقال بهمس "هتبقى أحلى شركة علشان عملاها أحسن مهندسة ديكور في الدنيا "
قامت مرام من مكانها وأخرجت هاتف مازن من جيبه وقالت "مش وقته يا حبيبي ، إتصل يلا على العمال كلمهم "
قام مازن بالإتصال عليهم وخرج من الغرفة ليستمع إليهم جيداً وبعد وقت قليل عاد إليهم وهو يقول بسعادة :
"الناس بتقول إن مفيش شغل الأيام دي وهما فاضيين وممكن يبدأوا من بكرة ويخلصوا في أقل من شهر "
فرح الجميع بهذا وهتفوا فرحين وقال معاذ بسعادة وهو يدخل الركن الأيسر
"توكلنا على الله "
خرج بعد دقيقتين ممسك بكثير من المصاحف أعطى لكل رجل مصحف ثم أعطي الباقي لمرام لتُعطي كل سيدة مصحف وما أن رأى أن الجميع أصبح يُمسك بالمصحف قال :
"هنقرأ دلوقتي سورة الكهف  ، ليُضئ لنا الله نوراََ بين الجمعتين "
إبتسم له الجميع وبدأوا في القراءة بعد مرور عشر دقائق تقريباً كان قد إنتهى الجميع قالت مرام لرنا وهي تضع يدها علي بطنها
"أخبار حبيبي إيه "
عقبت عليها رنا "بخير الحمدلله مغلبني والله يا عمتو "
قالت مرام متصنعة الغضب "تصدقي تستاهلي أنا مش قولت محدش يقولي يا عمتو !.."
قالت رنا "ليه يا ستي اومال هيقولك إيه؟.. "
عقبت مرام عليها "هيقولي يا مرمر علشان العمة دايما بتبقى حرباية "
قالت رنا وقد خانتها أعينها وسقطت دموع علي وجنتيها "لا مش دايما كان عندي عمة جميلة قوي وتتحب بدل المرة ألف كان يبان من برة إنها قاسية وكده لكن والله هي كانت جميلة قوي وانا كنت بحبها مكنتش بقولها غير يا ماما ربنا يرحمها ويسامحها "
قالت مرام بحزن وهي تربت على كتفها "ربنا يسامحها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة "
تدخلت كنزي في الحديث قائلة "صحيح يا رنون إنتِ مش هتعملي سونار خالص علشان تعرفي ولد ولا بنت ؟.."
قالت رنا  وهي تشير إلى مازن "لا مازن عايزها مفاجأه "
ثم أكملت وهي تنظر إليها وتبتسم "أخبار قيس إيه "
عقبت عليها وهي تنظر إلى بطنها
"إسكتي يا رنا مغلبني قوي والله مش بنام الليل بسببه طول الليل يضرب فيا غير إني حاسة إني مش قادرة أتنفس "
عقبت رنا عليها "أنا طول اليوم حاسة بغثيان وحاسة إني تعبانة ومرهقة مع إني مش بتحرك من مكاني أصلاََ"
ضحكت كنزي عليها وقالت "أعراض الشهر الثالث دي أنا حفظاها "
ثم وجهت كلامها إلى مرام وقالت :
"عقبالك يا مرمر إن شاء الله تجيبي ولد علشان تبعدي معاذ عن ولدي "
إبتسمت مرام إبتسامة تخفى ورائها حزن كبير فلا يعلم أحد ما تشعر به تلك المحرومة من الإنجاب ، لا يعلم أحد أنها تمتلك عقم غير زوجها لأنه أخبرها مسبقاً أن ذلك أمر خاص ولا يحق لأحد أن يعلمه وأن واثق أن الله سيجبر قلبهما .
في اليوم التالي إستيقظت مرام وأخبرت زوجها بأنها لن تذهب إلى العمل اليوم وستذهب معه لترى الأرض قبل البناء وفي نفس الوقت إتصلت عليه كنزي تخبره بأن يأخذها معه لأن إسلام لن يستطيع التغيب عن عمله وسيأتي إليهم بعد الإنتهاء ، إرتدت مرام ملابسها وهي شاردة لاحظ معاذ أنها ليست بخير فإقترب منها وجعلها تجلس على الأريكة ثم قال بحب
"الجميل ماله بقى ؟.."
إجتمعت الدموع في أعينها وقالت :
"معاذ هو ليه ربنا مش بيستجيب لدعائي ؟.. ، أنا تعبت والله أنا نفسي أخلف أنا طول عمري وحيدة من غير أخت ومازن كان دايماََ في الشغل وأنا قاعدة لوحدي كنت بصبر نفسي بإني لما أتجوز هجيب بنت صغيرة تبقى ليا أخت وصاحبة وكل حاجة ليا ، لكن ليه ؟.. ، أنا بقيت بدعي وأنا عارفة إن مفيش أمل بس بدعي وخلاص "
أمسك معاذ بيدها وقال :
"الإجابة في سؤالك يا مرمر "
نظرت له مرام بعدم فهم فأكمل :
"لازم وإنتِ بتدعي تبقى واثقة في ربنا يبقى عندك حسن ظن بالله كبير ، تبقى بتدعي بالمستحيل بس عندك حسن ظن بالله إنه هيستجيب ، تعرفي إني كنت زيك كده في أول حياتي كنت دايما بدعي ومش بلاقي إجابة كنت بزعل قوي لحد ما مرة كان حد أعرفه بيدعي وكان مشهور إن الشخص ده دعواته بتستجيب فقولتله إدعيلي معاك قالي حاضر هدعيلك بس ما تدعي لنفسك قولتله لا أنا ربنا مش بيستجيب دعائي إنت ربنا بيجيب لدعواتك إدعيلي بقى ، ساعتها قالي إن لازم يكون عندك حسن ظن بالله وإن هو ده السر في إجابة دعواته إنه بيدعي وإنه عارف إني ربنا هيستجيب لدعائه من يومها وأنا حياتي كلها إتغيرت بقيت بدعي وأنا واثق وعندي حسن ظن كبير بالله سبحانه وتعالى وفعلاً الكثير من دعائي بقى بيستجاب ، عارفة بقى لو ملقتش إجابة بعرف إن لسه الوقت المحدد مجاش أو الحاجة دي مش خير ليا أصلاََ "
إبتسمت مرام له وشعرت بأن قلبها أصبح مطمئن عانقته وقالت :
"مش عارفة بجد لو إنتَ مش في حياتي كان إيه اللي هيحصلي "
إبتسم معاذ لها وقال "مرام هو إنتِ بتاخدي العلاج ؟.."
إرتبكت وقالت :
"الصراحة لا ، ما هو أنا هدعي ربنا وهيستجيب إن شاء الله مش لازم العلاج بقى "
صاح معاذ قائلاََ:
"يا ماما لازم ناخد بالأسباب ، لو على كلامك يبقى خلاص الطالب مش هيذاكر ويقول يارب أنجح والمسلم مش هيعبد ربنا وهيقول يارب أدخل الجنة والعيان مش هيتعالج وهيقول يارب إشفيني ، واللي بيشتغل مش هيعمل شغله بضمير ولا هيعمل شغل كثير ويقول يارب أترقى ، إنتِ عبيطة يا بنت ؟...، من دلوقتي أنا اللي مسؤول عن علاجك وهعمل منبه علشان نفتكر وتاخدي العلاج كل يوم فاهمة ؟..."
قالت وقد شعرت بالخوف قليلاً من صوته المرتفع وغضبه الذي نادراً ما تراه
"فاهمة "
خرج معاذ من المنزل وخرجت هي الأخرى خلفه ركب السيارة وركبت بجانبه ثم إتجه إلى كنزي لياخذها ويذهب إلى موقع البناء
___
"خلي بالك من نفسك وتعالى علطول بعد الشغل على هناك "
قالتها كنزي وهي ترتدي حذائها بجانب زوجها الذي يستعد للذهاب إلى عمله "حاضر يا كنزي"
وفي دقيقة كانت كنزي تبكي بشدة وأصبح وجهها أحمر إرتبك إسلام بشدة ولا يعلم ماذا يفعل جلس بجانبها وقال
"كنزي بالله عليكي إهدي في إيه طيب مالك حاسة بإيه كنزي ، كنزي طمنيني عليكي "
قالت كنزي وسط بكائها
"إسلام طلقني "
تفاجأ إسلام وقال بدهشة
"إيه !... ، إنتِ بتقولي إيه "
قالت ببكاء :
"إنت مبقتش تحبني زي الأول في الأول كنت بتقولي يا كنوزة دلوقتي بتقولي يا كنزي شوفت بطلت تحبني إزاي طلقني وإرتاح مني بقى "
عقب عليها إسلام مسرعاً وهو لا يعرف ماذا يحدث :
"والله بحبك ، والله العظيم بحبك بدل المرة ألف بحبك كل يوم وكل ثانية إنتِ الحاجة الحلوة اللي في حياتي "
إبتسمت بحياء وعانقته وهي تقول
"وأنا بحبك قوي مقدرش أعيش من غيرك أصلاََ "
أخذ إسلام هاتفه وخرج من المنزل وهو يقول
"مبقتش قادر على هرمونات الحمل دي والله "
أخذت حذائها وهرولت خلفه وهي تقول
"قرة عيني تعالى هنا بس "
تجاهل حديثها وأكمل طريقة فهرولت خلفه وهي تقول
"هموتلك ولدك وأقف قدام العربية دي دلوقتي "
عاد إليها مسرعاً فهو يعلم مدى جنون عقلها وقال
"إهدي يا مجنونة أنا مش مستغني عن ولدي "
بدأت في البكاء مرة أخرى وقالت
"شوفت خايف على ولدك بس لكن مش خايف عليا طلقني يا إسلاو "
توقفت السيارة التي كانت تهدده بأنها ستقف أمامها ونزل منها معاذ وقال "في إيه مالك يا كنزي بتعيطي ليه "
قال إسلام "هرمونات حمل أنا تعبت منها وعندي شغل ومحتاج مرتبي مش عايز أترفد إبعد عني إنت وأختك "
ركب إسلام سيارته وتحرك متجهاً إلى عمله بينما ركبت كنزي مع شقيقها السيارة وقالت له
"معاذ أنا عايز أطلق من إسلام أنا تعبت خلاص هو مش بيحبني "
كبت معاذ ضحكته وقال :
"من عيني يا حبيبتي ، لما أشوفه الكلب ده مزعلك ليه "
ضربته بخفه على كتفه وقالت :
"متقولش عليه كلب حرام عليك "
ضحكت مرام عليها وضرب معاذ جبهته وقال :
"صبرني يارب واليوم ده يعدي على خير علشان أنا غلبان والله "
______________
إنتهى الفصل
أصدقائي أتمنى منكم تعملوا Votes و Share للرواية علشان حقيقي الرواية مش واخده حقها وأنا تعبت بجد
دمتم بخير وسلام 🤍

بك اهتَديت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن