نظر الجميع إليها بإهتمام ، منتظرين ذلك الحل معتقدين إنه هو من سينقذهم حتى قالت :
"إحنا ناخد قرض ، أنا عارفه إن حرام وكل حاجة بس ده للضرورة أهو يعني مش حرام "
تفاجأ الجميع وساد الصمت لمدة خمس ثواني حتى صاحت كنزي وهي تضع يدها على بطنها
"لا لا إبعدوا مرام عني أنا حامل ومش عايزة أولد في أول يوم في الشهر الخامس "
نظر معاذ إليها وقال "بس يا بنت يا كنزي ، مرمر القرض حرام ومش حرام وبس لا ، لا ربنا قال اللي بيتعامل بالربا «فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ » إحنا مش قد حرب من ربنا والرسول صلى الله عليه وسلم "
أضاف إسلام لحديثه :
"وكمان إحنا لو خدنا القرض هيدخل على بيوتنا بالخراب واحتمال الفلوس والشركة وكل حاجة تضيع ، واللي إحنا فيه ده مش ضرورة خالص ، الضرورة هي إن واحد قاعد في الشارع مش لاقي بيت يقعد فيه ساعتها ياخد قرض لإن دي ضروري وده اللي قالوه العلماء والله أعلم "
نظرت مرام إليهم بحرج وقالت "أنا آسفة مكنتش أعرف "
قاطع إسلام حديثها قائلاََ
"لا متتأسفيش عادي كلنا بنتعلم من بعض هنا "
شعر معاذ بالغيرة قليلاََ بسبب تعقيب إسلام علي زوجته فقال وهو يستعد للمغادرة:
"طيب يا جماعة إحنا هنمشي دلوقتي علشان قولنا لعمي محمود إننا هنروحلهم النهاردة ، نتقابل بكرة قبل صلاة الجمعة الساعة عشرة "
أومأ الجميع له وغادر هو مع زوجته ، نظرت كنزي إليه وقالت وهي تمسك حقيبتها
"يلا نروح يا إسلاو "
قال وهو يبتسم "إسلاو مش عايز يروح ، إسلاو عايز يقعد هنا "
جلست مرة أخرى على الكرسي وهي تقول "إسلاو هيقعد يعمل إيه هنا ؟.."
قال "هنطلب أكل وتقعدي تذاكري شوية "
قالت بحماس "طالما فيها أكل أنا قعدت أهو يلا هنطلب إيه ؟.."
___________________
بعد نصف ساعة تقريباً قد وصل كلاهما إلى منزل محمود بعد طرق الباب فتح لهم مازن فقالت مرام بفرحة وهي تعانقه
"ميزو ، إيه الصدفة الحلوة دي "
قال وهو يبادلها العناق :
"ماما قالتلي إنكم جايين النهاردة قولت لازم آجي وتبقى قعده حلوة "
قالت وهي تضربه علي صدره بخفة "أديلي كثير مشوفتكش ولا بترن حتى عليا "
قال وقد بدا على وجهه الهم والحزن"ضغط شغل والله يا مرام "
تركته مرام ودخلت لتعانق والدتها بينما صافحة معاذ ودخلوا جميعاََ إلى غرفة الإستقبال ، صافح كلاََ من معاذ ومرام محمود ثم جلسا على الأريكة المجاورة له
"أديلي كثير مشوفتش التجمع الحلو ده ، وحشتوني قوي يا عيال خلاص إتجوزتوا ونسيتوا أبوكم "
قالت مرام وهي تمسك يده "متقولش كده يا بابا محدش يقدر ينساك" أضاف مازن علي حديثها :
"هو بس الشغل بياخد كل الوقت والله "
ظل معاذ ومرام يتبادلوا الحديث مع محمود ومها ويضحكون حتى لاحظ معاذ أن مازن قد غفو وهو جالس فذهب ليجلس بجواره وقال
"مازن "
قام مازن مفزوعاََ وقال "أيوه يا فندم "
أمسك معاذ يده وقال "مالك يا مازن في إيه تعبان ومرهق ليه "
عقب مازن عليه وهو يضع يده على رأسه "ضغط شغل فظيع يا معاذ أنا بشتغل ليل نهار الصبح في الشركة وبليل بيقولولي على شغل أعمله على اللاب ، أنا بجد تعبت ومحدش مصدق كده بقولهم كده يقولوا إحنا منقدرش ندي الشغل ده لحد غيرك طيب يعني هو ده ذنبي ؟..، إني بشتغل كويس وبضمير يضغطوا عليا كده ، أنا مش بنام يا معاذ "
ربت معاذ علي يده وقال "ربنا يجعله في ميزان حسناتك الشغل اللي متقدرش تعمله قولهم مقدرتش تعبت وخلاص "
عقب عليه مازن "أنا عايز أسيب الشغل أنا محدش مقدر تعبي خالص حتى يزودولي المرتب شوية علشان أحس إن في مقابل قدام تعبي ده "
سكت لوهلة ثم نظر إليه وقال:
"أنا ورنا مشاكل طول اليوم بسبب إني مش بقعد معاها خالص ، أنا عارف عندها حق بس انا بخلص شغلي على اللاب وببقى مش عايز حاجة غير إني أنام وبس "
سكت معاذ لدقائق وظل يفكر في شئ ما حتى قال له مازن وهو يبتسم "كنت محتاج اتكلم بجد يا معاذ شكراً ليك "
قال معاذ "حبيبي ، أنا عندي إقتراح ممكن يحل مشكلتك هو ممكن .." وقبل أن يكمل كلامه قاطعه صوت رن هاتفه فأستأذن منه وأجاب :
"أيوه يا إسلام خير "
عقب إسلام عليه مسرعاً "مش خير عايزك تجيب قسيمة جوازي من كنزي وتيجي هيسبانيولا بسرعة "
أدرك معاذ ما يحدث فأغلق الهاتف وأستأذن منهم بالمغادرة وخرج مسرعاً ذاهباََ إليه ما أن وصل حتى وجد الكثير من البشر نساء ورجال يقفون أمام الغرفة ويقولون "إنتم لازم تسببوا الاوضة دي يا إما هنبلغ البوليس إحنا كنا ما صدقنا خلصنا من قرف الأوضة دي لكن باين كده رجعت ثاني "
ظل الجميع يهتف خلف الرجل حتى قالت إحداهن بصوت مرتفع "لو مطلعتوش خلال عشر دقائق هنبلغ البوليس "
وقف معاذ في الوسط وقال بصوت عالٍ "هو في إيه هنا "
نظر الجميع إليه وقال رجل "أهو الثاني جه اومال فين حبيبة القلب بتاعتك "
في هذه اللحظة لم يحتمل معاذ أكثر من ذلك وصفع ذلك الرجل صفعة قوية وقال
"إنتم كلكم عارفين كويس قوي إحنا مين أنا وإسلام أديلنا أكثر من سبع سنين في الأوضة دي ايوه الأوضة كانت وحشة في الأول بس إحنا إشترناها وخلناها للمذاكرة وبنقعد فيها عادي أما عن الإثنين اللي بقوا بيجوا معانا من فترة ، المنتقبة زوجة إسلام وإختي ، الثانية زوجتي ، مش مضطرين نبرر أي حاجة ولا مضطرين نقول حاجة ولا مضطرين نبرر إنتم مش بتلاقوا حاجة تعملوا عليها موضوع وحاجة كبيرة كلكم مذنبين وكل واحد فيكم عنده ذنب كبير لكن ربنا ساتره كل البشر كده عندنا ذنوب بس ربنا ساترنا شوفوا حاجة أحسن ضيعوا فيها وقتكم إستغفروا ربنا ولا إعملوا أي حاجة ، منطقتكم مفهاش جامع واحد نصلي فيه وعملنا مكان جوه الأوضة دي بنصلي فيه مع إن واجب على الرجال إنهم يصلوا في الجامع لو كنتم بتفكروا شوية في نفسكم وفي دينكم زي ما بتفكروا في الناس اللي حواليكم كان زمانكم بتدوروا على حد يعملكم جامع إتقوا ربنا وسبونا في حالنا من دلوقتي أي حد هيدايقنا إحنا اللي هنبلغ البوليس "
في الوقت الذي كان يتحدث به معاذ خرج إسلام وكنزي من الغرفة ، فور إنتهاء معاذ من الحديث دخلت سيدة كبيرة في السن تقول :
"معاذ ، في إيه يا ابني هنا "
أمسك معاذ يد السيدة العجوز وقال وهو يبتسم "ستي سعدية "
قال لها إسلام "الناس دي مفكرة الأوضة رجعت زي زمان علشان بنجيب زوجاتنا معانا "
تفاجأت السيدة من هذا الكلام وصاحت في الجميع بصوت عالٍ "في إيه دول فعلاً زوجاتهم وأنا حضرت فرح معاذ بنفسي وبعدين أي حد هيضايقهم ثاني أنا اللي هقف في وشه يلا كلكم إمشوا من هنا "
غادر الجميع وهم منتكسين الرأس يشعرون بالإحراج مما فعلوه ، بينما دخلت السيدة معهم داخل الغرفة فقال لها معاذ
"معلش يا ستي ، مكنتش عايز أدخلك في مشاكلنا "
ضربته الجدة في كتفه وهي تقول:
"متقولش كده يا أبني ده أنت زي عيالي ، وبعدين مش بنتي كانت واحدة من اللي كانوا برة دول في يوم من الأيام "
ضحك إسلام وقال "ربنا يسامحها على البول اللي وقعتوا علينا من البلكونة "
ضحكت السيدة ثم قالت وهي تخرج من الغرفة
"والله دول في غفلة ميعرفوش جزاء اللي بيرمي المحصنات ده ربنا يسامحهم "
غادرت السيدة وجلس معاذ بجانبهم وهو يقول
"كويس اللي حصل النهاردة ده مش هيخلي حد يكلمنا الثاني المهم إننا نتعلم من الموضوع ده إن مينفعش نصدق أي حاجة بتتقال على أي حد غير لما نشوف بعنينا حتى لما تشوف أحسن الظن ولا تُسئ ، الموضوع ده مسبب مشاكل كثير جداً في الدنيا ولو كل واحد قعد في حاله وظن ظن حسن في كل الناس الدنيا هتبقى بخير "
قال إسلام وهو يستعد للمغادرة"كلامك صح يا معاذ ، إحنا هنروح بقى يلا يا كنزي "
أمسك معاذ بيده ليجسله مرة أخرى ثم تنهد وقال
"لا أقعد أنا عايز آخد رأيك في حاجة "
بعد قليل من الوقت إتصل معاذ بمازن فأجابه مسرعاً وقال
"خير يا معاذ في إيه مالك مشيت بسرعة كده مرام قلقانة قوي وإنتَ مش بترد عليها "
أجاب معاذ ؛
"معلش يا مازن كان في مشكلة كده مع إسلام حليتها "
صمت لثواني ثم قال
"هات مرام وتعالي عند الهيسبانيولا "
تعجب مازن وقال
"نعم يا عنيا مين دي "
ضحك معاذ وقال جملته الأخيرة قبل أن يغلق المكالمة
"مرام عارفة يلا بسرعة ، السلام عليكم "
بعد ساعة تقريباً وصل مازن ومرام إلى وجهتهم ظل مازن ينظر إلى الأرجاء بتعجب المكان يبدو عليه أنه مهجور تضاعف التعجب عندما وقفت مرام أمام الغرفة وقالت
"هي دي هسبانيولا "
ثم دقت على الباب ليفتح لهم معاذ ويدخلهم فيجلس مازن على الكرسي ويقول
"أنا مش فاهم أي حاجة أنا فين وعايزين مني إيه "
ضحك الجميع وجلس إسلام بجواره وقال
"دي مكانا السري اللي بنقعد نفكر فيه عن مستقبلنا وحياتنا "
ظل مازن ينظر في أرجاء الغرفة وهو يبتسم ثم قال
"الأوضة جميلة جداً فعلاً "
ثم نظر إليهم وقال "إنتم عايزين مني إيه برضو "
قال له معاذ
"إنتَ مستقبلنا يا مازن "
ضرب مازن كفاََ بكف وقال :
"يا أبني بقولك منمتش أديلي أكثر من إسبوعين أدخل في الموضوع علي طول علشان هنام منك "
ظل معاذ يشرح له كل شئ من بداية شراء تلك الغرفة حتى ذلك اليوم كان مازن يستمع له بإهتمام حتى إنتهى معاذ من كلامه وسكت فقال له مازن :
"إنتم شباب عندكم طموح وفعلاً تعبتوا كثير ما شاء الله عليكم "
ثم نظر إليهم جميعاً مرة أخرى وقال "إنتم عايزين مني إيه برضو "
عقب عليه معاذ بكبرياء
"بص يا صديقي إنتَ الصراحة صعبت عليا جداً وإنتَ بتحكيلي إزاي الشركة ماسحة بيك الأرض فقررنا نتنازل ونخليك شريك معانا في الشركة دي "
لم يستوعب مازن ما يحدث حوله ففي الحقيقية كان جسده مستيقظ أما عقله فقد نام منذ بداية القصة فقال
"أنا مش فاهم إنتم عايزين مني إيه برضو "
قال إسلام بمزاح "هو ده اللي ذكي وشغال من بدري وهيساعدنا ده شارب حته بألف "
ضربه معاذ علي وجهه بخفه وقال
"لا يا حبيبي إصحي مش كده إحنا محتاجينك "
قال لهم مازن وهو يمسك بهاتفه ويستعد للمغادرة
"بص الموضوع ده محتاج تفكير ومحتاج إني آخد رأي رفيقة دربي فأنا هروح أنام دلوقتي وبكرة هجيلكم "
قال له معاذ قبل أن يغلق باب الغرفة
"بكرة الساعة 10 قبل صلاة الجمعة يلا سلام "
تركهم مازن وركب سيارته وهو شبه نائم وأنطلق إلى منزله بعد نصف ساعة تقريباً من القيادة علي سرعة عالية قد وصل منزله فتح الباب وكان يريد الذهاب إلى السرير لكنه وجد رنا تنتظرة أمام التلفاز تضع أمامها طبق من المكسرات والتسالي وترتدي ملابس جميلة فور دخوله هرولت إليه تعانقه وقالت "ميزو وحشتني قوي إتأخرت ليه "
عانقها عناق يملأه البرود ثم ازاحها عنه وهو يقول "وإنتَ كمان وحشتيني يا مرام هموت وأنام بعد إذنك "
كاد أن يتركها لكنها أمسكت بيده وقالت
"مرام !..."
ضرب مازن جبهته وقال "أنا آسف يا رنا والله أنا تعبان خالص من إمبارح عيني مقفلتش وبجد مش شايف غير السرير أنا آسف ثاني "
عقبت والدموع تسقط من أعينها "بس إنتَ بتقول كده كل يوم يا مازن أنا بجد تعبت أنا بقيت مش بشوفك تقريباً وإنتَ وعدتني إنك هتقعد معايا شوية يوم الخميس "
لم يرى مازن تلك الدموع علي وجنتيها فقبل رأسها ثم إتجه إلى السرير ليلقي بنفسه عليه ويقول كلماته الأخيرة قبل أن يذهب في نوم عميق
"أنا آسف بكرة هنخرج صحيني الساعة 9 الصبح هنخرج مع بعض "
أغلقت رنا التلفاز ومسحت دموعها وذهبت لتنام بجواره "
_____________
"بس يا مرمر وهو ده كل اللي حصل "
نظرت إليه وقالت "يعني تيتا سعدية دي هي مامت البنت اللي رمت عليكم المايه الوحشة قبل كده "
ضحك وقال "مش ماية وحشة تؤتؤ ده كان بول ، أيوه هي "
أوقف السيارة أمام المنزل وقال "بس بقى ستي سعدية دي ست كبيرة ومحدش يقدر يقف قدامها وكله بيسمع كلامها ست حكيمة كده وعندها عقل ربنا يرزقها الفردوس الأعلى "
تنهدت وقالت وهي تميل برأسها إلى الخلف
"أنا مش مصدقة هو الكلام ده بجد بيحصل الظن السوء ممكن يوصل للدرجة دي لا لا مستحيل إزاي !.."
قال وهو. ينزل من السيارة
"أهو حصل يا مرمر ، الناس دي لو تفكر في حياتها شوية زي ما بتفكر في حياة الناس حياتهم هتبقى أحسن "
نزلت من السيارة هي الأخرى ومشت خلفه وهي تقول
"ربنا يسامحهم بس أنا مش مسمحاهم "
قال معاذ وهو ينظر إليها "يبقى مبارك عليك شوية حسنات هتاخديهم يوم القيامة بس لو سامحتي بقى ده أقرب لربنا وبعدين يا مرمر إحنا كمان عندنا بلاوي نسامحهم علشان يترد لينا والناس الثانية اللي إحنا ظلمناهم قبل كده يسامحونا "
دخلت الغرفة وألقت بنفسها على السرير وهي تقول
"عندك حق يا حبيبي ، ربنا يسامحهم وأنا مسمحاهم"
_______________
إنتهى الفصل
آسفة على التأخير يا شباب بس كان عندي شوية مشاكل أتمنى تدعولي
دمتم بخير وسلام 🤍
أنت تقرأ
بك اهتَديت
Losoweقلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يضع الدين في المركز الأول في ترتيب حياته يريد الزواج من فتاة أقامت نصف عمرها في بلاد الغرب وأخذت من طب...