إصبر يا بنيً

6.1K 397 11
                                    

في منزل محمود كانوا قد عادوا  جميعاََ من المشفي بعدما أخبرهم الطبيب أنه إرتفاع في ضغط الدم ليس أكثر ولكن عليهم الإنتباه المرة القادمة فمن أضرار ذاك الإرتفاع حدوث سكتة دماغية ، كان محمود مازال نائماََ وتجلس بجواره مرام حتي يستيقظ ، سمعت مرام صوت رنين هاتفها وإسم رنا يظهر علي الهاتف  فهرولت خارج الغرفة لتُجيب فقالت
"مرمر عاملة إيه "
قالت مرام وهي تضحك
"لا بقولك إيه مرمر دي بتاعت معاذ "
لتعقب هي قائلة
"الله يرحم لما جتيلي بتعيطي تقولي إلحقيني يا رنا مش عايزاه يا رنا مش عايزاه "
لتجيب هي بمزاح:
"ذليني بقي يا رنا "
أردفت رنا بجدية:
"المهم أنا لبست أهو وهعدي عليكي في المستشفي هقعد معاكي شوية "
لتسرع مرام بالإجابة:
"لا أنا مروحتش المستشفي النهاردة"
قالت رنا متسائلة
"ليه ؟ من يوم جوازك من  معاذ وإنتِ بتغيبي كثير قوي "

"لا يا بنتي بابا تعبان وأنا قاعدة معاه مرحتش الشغل "_قالت_
شعرت رنا بالقلق الشديد علي محمود لأنه ليس بوالد صديقتها فقط بل كان دائما يتعامل معها أنه والدها هي أيضاً ، فقالت :
"طيب أنا جيالك دلوقتي "
بعدما أغلقت الإتصال مع رنا تذكرت معاذ الذي بعد ساعتين سينتهي عمله ويأتي ليأخذها فإتصلت به لتقول
"معاذ هو ينفع أقعد النهاردة عند بابا وتعالى خدني في الليل ؟"
ليجيب هو بحب
"ماشي ، مع إني مش عارف هقعد إزاي لحد الليل من غيرك يا مرمر "
لتقول هي بمزاح :
"بتضحك عليا بكلمتين زي العادة، تلاقيك فرحان"
قال وهو يبتسم وأعينه تمتلئ بالحب :
"لا بتكلم بجد ، حياتي من غيرك ملهاش طعم "
أصبحت وجنتيها حمراء  وعقبت في حياء
"أنا اللي حياتي من غيرك خراب "
لم تلاحظ مرام شقيقها الذي كان جالساََ بالكرسي المجاور ، ويستمع إليها في صمت ولكنه عندما سمع تلك الجملة لم يستطيع منع نفسه من قول
"يارب أرزقنا حياة المتزوجين دي "
تفاجئت مرام من ذاك الصوت ونظرت حولها لتجده جالساً يضع يده علي وجنته ويقول :
"كملي كملي ها وإيه ثاني "
لتسرع في إغلاق المحادثة مع معاذ قائلة
"هكلمك ثاني يا معاذ سلام "
بعدما أغلقت الإتصال مع معاذ قالت مازحة:
"إنت هنا من إمتى "
ليقول وهو يتصنع  محاولة التذكر
"لا من بدري مش فاكر "
ثم أردف:
"بقي أبوك تعبان جوه ومش عارفين ماله وإنتِ قاعدة هنا تضحكي مع معاذ "
لتقول :
"مش بضحك ، بس كنت بقوله إني هقعد معاكم النهاردة "
قال وهو يضحك:
"وفيها إيه لما تضحكي ، إضحكي يا بنت بس إدعيلي أتجوز علشان عايز واحدة تقولي أنا حياتي من غيرك خراب "
لتصبح وجنتيها حمراء مثل الطماطم عندما أدركت أنه يقصد حديثها ، ونظرت إلي الأرض بحياء وقالت
"يارب مازن يتجوز علشان يسيبني في حالي "
وفي ذاك الوقت سمعت صوت جرس الباب ، كانت ذاهبة لتفتح ليسحبها مازن ويقول :
"إنتِ رايحة تفتحي إنتِ ليه مفيش رجالة "
ثم بدأ يمشي بقوة علي الأرض  وهو فاتح ذراعيه ويتصنع كونه مثل أسد يمشي وفتح الباب ليجدها فتاة ترتدي خمارََا أسود تحته فستان فضفاض ذا لون أحمر غامق وأعينها ذات لون أزرق  كادت أن تتحدث لكنه تحدث أولاََ
"مين ؟"
لتقول بعدما نظرت إلي الأرض بحياء
"أنا رنا صاحبة مرام "
أسند نفسه علي الحائط وكاد أن يقول "بس مرام مقالتليش إن عندها صاحبة جميلة كدة "
لكنه سريعاً ما تذكر أن ما سيفعله سيُكتب في ميزان سيئاته فنظر إلي الأرض سريعاً ليغض بصره وإعتدل في وقفته ثم قال
"إتفضلي مرام جوه "
لتدخل هي في حياء وهي تقول في نفسها
"ده أكيد أخوها اللي قالتلي عليه "
ثم تذهب إلي مرام لتُرحب هي بها وتجلسها بجانبها بعدما أخبرتها بأن والدها نائم الآن ولم تمر دقائق حتي إستأذنت منها مرام للذهاب لبضع دقائق حتي تأتي بالشراب لها ،  ذهب إليها مازن عندما رأي مرام ذاهبة ليفعل شيئاََ ما يدور بعقله ، برغم أنه كان يعرف أن الذي سيفعله ليس بالصحيح لكنه  يجب عليه فعل ذلك . عندما وصل أمامها نظرت هي مرة أخري إلي الأرض بحياء ليمد هو يده لمصافحتها وهو يقول
"مقالتليش مرام عليكي قبل كده "
ولكنه لم ينهدش كثيراً عندما قالت :
"معلش مش بسلم علي رجالة "
ثم أردفت قائلة
"ممكن علشان إنتَ مش بتقعد معاها ودايماََ مسافر "
ليقول هو
"دي حكتلك عني بقي "
وجلس بالكرسي المجاور لها لتقوم هي بسرعة وتقول
"مش هينفع يا مازن تقعد جمبي بعد إذنك ممكن تمشي من الحتة دي "
قام وهو سعيد:
"أنا آسف بجد "
ثم مشي سريعاً إلي المطبخ ليجد مرام واقفة ويقول متسائلاً
"عايزة أساعدك في أي حاجة ؟.."
قالت بمزاح :
"أنا بعمل عصير هو أنا هطبخ "
ثم أردفت:
"قول يا مازن علي طول كده عايز إيه "
قال بإرتباك وهو يَحُك  شعره :
"أولاََ إحنا في رمضان عصير إيه اللي بتعمليه ، ثانياً كنت عايز أسألك سؤال "
أجابت وهي تضحك
"أنا نسيت رمضان والله "
ثم إستادرت إليه وقالت بمزاح :
أيوه أدخل علي المصلحة علطول ، سؤال إيه ؟ عايز طريقة كيف تتزوج ؟"

بك اهتَديت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن