الفصل الرابع

1K 26 0
                                    

"هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السّكينةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مع إِيمَانِهِمْ وَلِلهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"

اللهم أنزل سكينتك في قلوب أهلنا في غزة وزِدهم إيمانًا مع إيمانهم وثبّتهم على الحق واربط على قلوبهم وانصرهم نصرًا عزيزًا، اللهم مدّهم بجنود من السماوات والأرض، واحفظهم بعينيك التي لا تنام 🇵🇸🤲🏻

جاهدوا بالدعاء لأهلنا ومرابطينا في فلسطين 🙏🏻
ــــــــــــــــــــــ

صلوا على رسول الله ﷺ


كانت رنيم تجلس في الحديقة المقابلة للبريد وهي ترثي قهر الحياة وظلمها، تنتنحب بصمت لعلها تلفظُ كل تلك الآلام والمأساة التي يمتلأ بها قلبها، بكت على حالها منذ أن وعت وعلمت بأنها وحيدة حتى هذا اليوم، ثم سألت نفسها "متى ستنتهي هذه المعاناة؟ متى ستنتهي وتحظى بحياة هادئة مطمئنة؟"
وفي تلك الأثناء لمحت صديقتها وهي قادمة تركض ناحيتها ووجهها محملا بمعالم القلق، كفكفت دموعها على مضض ونهضت تركض إليها هي الأخرى وارتمت في حضنها وعادت إلى النحيب مجددا، ووجدت هذه المرة من يشاركها ذلك، اذ شرعت صديقتها في البكاء هي الأخرى وهي تربت على ظهرها، ثم ابتعدت عنها لتقابل وجهها وأخذت تمسح لها عبراتها و تقول: خلاص اهدي يا رنيم المرة دي كمان هنلاقي حل زي كل مرة

رنيم بصوت مخنوق: هنلاقي حل ازاي و انا اترفدت من شغلي و مليش اي مكان في الدنيا اروح عليه؟ ياريتني متت و اتحرقت و محدش طلعني من هناك

صاحت نور بصدمة بعد أن كانت تظن أنها مجرد مشكلة عادية وسَتُحل بسهولة: اييييه! انتي بتقولي ايه؟ و حريق ايه ده اللي طلعوك منه!؟ تعالي اقعدي و احكيلي اللي حصل

جلسا على المقعد واستجمعت رنيم نفسها ثم قصّت عليها كل ما حصل من لحظة إنقطاع الكهرباء إلى أن أتى يوسف وأنقذها واصطحبها إلى بيته، ورغم هول نور وخوفها عليها إلا أنها أعجبت بشخصية يوسف جدا وقالت بإعجاب: الصراحة يوسف ده راجل و جدع و اللي زيه قليلين في الزمن ده، يعني صعب في زمانا ده تلاقي واحد يساعدك لله كده و من غير مقابل

رنيم بأسى: لسه الدنيا بخير، بس هو مهما كان طيب هيفضل واحد غريب بالنسبالي و مش هينفع افضل ساكنة معاه تحت سقف واحد، انا خايفة من الفتنة وخايفة من الشيطان يكون تالتنا ومحدش ضامن نفسه عشان كده انا لازم ألاقي شغل تاني و استأجر بيت، مش هينفع افضل عنده اكتر من كده

اومأت نور بتفهم ثم قالت بأسف وإحراج: انا عن نفسي كنت وديتك معايا ونعيش مع بعض بس حماتي ست صعبة و انا...

قاطعتها: يا حبيبتي يا نور انا اكتر شخص عارف ظروفك كويس و مش هنسى جدعنتك معايا ابدا، كفاية اني لما اتكلم معاكي ارتاح و ترجع فيا الحياة

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن