الفصل السادس وثلاثون

493 12 0
                                    

صلوا على الحبيب ﷺ

.

في اليوم التالي، اصطحب صلاح خديجة إلى منزل والدها .. عندما فتحت لها ماجي الباب إرتمت في أحضانها وأخذت تُقبّلها باشتياق ثم ألقت التحية على صلاح ودعتهم إلى الدخول .. جلسوا ثلاثتهم في الصالة وبعد أن قدمت لهم الضيافة أخذت تسأل خديجة عن حالها وفي نفس الوقت تحاول أن تلطف الجو مع صلاح، بعد أن تقبّلت زواجهم، وبعد دقائق نهض صلاح ثم قال بهدوء: يلا انا اسيبكم لوحدكم شوية

امتعضت ملامحها فورا ونهضت هي الأخرى وسألته بتوتر: ايه.. هتمشي؟!

اقترب منها قائلا: هروح المعمل شوية و انتي خليكي مع مامتك

ثم أردف ممازحا: طبعا انا لازم اسيبك معاها على انفراد علشان لو عملتلك حاجة تشتكيني ليها

ضحكت ببطء ثم همست له: لا اطمن هقولها قد ايه انت زوج صالح و هشكر فيك

صلاح: اممم دي مجاملة ولا حقيقة!

خديجة: حقيقة يا عم ما تقلقش

صلاح: الحمد لله يا ستي ربنا يقدرنا و نبقى محافظين على العهد والميثاق اللي بينا

كانت ماجي تنظر لهما ببهوت وهما يتسامران والإبتسامة تزين قسماتهم، رأت علامات الإحباط وهي تغزو وجه خديجة عندما إستأذن بالرحيل، وكيف إنطفئت إبتسامتها، وعندما فتحت الباب ورأتها أول مرة إستطاعت أن تلاحظ التغيير الإيجابي الذي طرأ عليها، كان وجهها منيرا وإبتسامتها مشرقة وكلها طاقة إيجابية، والآن تأكدت بأن كل هذا التغيير ما هو إلا إنعكاسات للمعاملة الطيّبة والودودة التي يعاملها بها زوجها، ابتسمت لا إراديا عندما رأت ابنتها الوحيدة سعيدة وتمنت أن تدوم سعادتها تلك دومًا.

ختم صلاح كلامه قائلا: يلا يا ديجا خلي بالك من نفسك

خديجة: وانت كمان ماشي!

ثم سألته بلهفة: هتيجي امتى؟

كان سيجيبها وتراجع عندما تحدثت ماجي قائلة: خديجة انتي هتباتي هنا النهارده؟

شعر صلاح بالضيق وتبرم وجهه عندما تخيل بعدها عنه ليلة كاملة، فقد تعوّد عليها كثيرا وأدمن التحديق في تفاصيل قسماتها خلسة كل ليلة قبل أن ينام وعندما يصحو .. نظر إليها ينتظر ردها فأجابت: لا يا ماما انا... هبقى معاكي للمساء و ان شاء الله المرة الجاية هبات معاكي

ابتسمت ماجي عندما تأكدت من مشاعر ابنتها فهتفت: طيب يا حبيبتي اللي انتي عايزاه

لانت ملامح صلاح وأشرق وجهه من جديد فتنهد براحة ثم قال قبل أن يرحل: اشوفكم المساء ان شاء الله

بعدما غادر راحت خديجة تجلس بجوار والدتها، احتضنتها مجددا وقالت بشوق: وحشتيني اوي يا أحلى ماما

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن