الفصل الثامن وثلاثون

368 9 0
                                    


صلوا على النبي الحبيب محمد ﷺ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تلاشت ابتسامتها عندما رأت منير أمامها واحتلت الصدمة معالم وجهها، ابتسم هذا الأخير بسخرية وقال: الظاهر كنتي فاكراه هو! آسف علشان خيبت ظنك و اجيت بداله

تحدثت بنبرة متعجرفة: انت بتعمل ايه هنا؟ و بـ انهى وش جاي هنا؟

هزّ حاجبه بامتعاض وهتف قائلا: اااه عيب تتكلمي مع اللي اكبر كده احترمي الكبار شوية

رنيم بغضب: يا ريت لو تحترم شيبتك انت الاول و ماتحطش نفسك مع واحد قد بنتك وساعتها الكل هيحترمك

ثم سألته بنبرة مرتفعة: اخلص وقول انت جاي ليه؟

منير: عاوز اتكلم مع يوسف

رنيم: يوسف مش هنا

قالت ذلك وهمّت بغلق الباب فمدّ يداه وعرقله وأخذ يقهقه بشدة كأنّه فقد عقله .. كانت تنظر له بمزيج من الخوف والاستغراب، وفي تلك اللحظة لحقت بها مرام فشعرت رنيم بالقليل من الأمان .. توقف منير عن قهقهة الأشرار تلك واسترسل قائلا: اممم قولتيلي مش هنا؟ مكنتش اعرف انه بيروح عند حبيبته بدري كده!

ضيّقت حدقتيها بعدم فهم بينما مرام وضعت يدها على فاهها تكتم شهقتها، في حين تابع منير كلامه: ايه ده اتصدمتي! شكلك نايمة على ودانك ومش عارفة انه بيخونك، بس انا قولتلك قبل كده انه واحد حقير  وكداب وبيعلب فيكي واتجوزك بس علشان سمعته وشغله وكمان علشان مايدخلش السجن بس انتي ماصدقتيش كلامي وصدقتيه هو

رنيم بسخرية: فاكر نفسك هتقدر تضحك عليا بالكلمتين دول؟ لا يا افندم دي قديمة هات الجديد، وبعدين انا بعرف جوزي كويس وبوثق فيه أكيد مش هصدق الكلمتين الكدابين بتوعك دول

قهقه بسخرية ثم تناول هاتفه من جيبه وعرض عليها تلك الصور التي تجمع يوسف بالفتاة رنا عندما كانا في الإجتماع .. كانت عيناها شاخصتان تكاد تخترق شاشة الهاتف، تنظر ليوسف وتلك الفتاة التي تمسك بيده بغير تصديق، انقبض قلبها وشعرت بقشعريرة تسري بأطرافها وبقدميها قد تحوّلا إلى سراب، اقتربت منها مرام لترى الصور هي الأخرى فارتسمت ملامح الصدمة على قسماتها، واستغل منير ذلك الوضع وأردف بحزن مصطنع: آسفة يا بنتي بس دي الحقيقة، بصي انتي كنتي مستأجرة عندي وبعرفك كويس وبعتبرك زي خديجة بنتي وعرضت عليكي المساعدة قبل كده وحذرتك منه بس انتي ماسمعتيش كلامي ودافعتي عنه، بس هو عمل ايه معاكي؟ راح اتجوزك علشان يحمي نفسه ورماكي بالبيت وقفل عليكي وراح يكمل حياته عادي مع حبيبته، ده ممثل بارع و اديه بيخونك دلوقتي وانتي مش واخدة بالك

تريث قليلا وهو يدقق النظر في قسماتها ليرى ما إن كانت قد تأثرت بكلامه أم لا، رأى دموعها وهي تنساب على وجنتيها بغزارة وهي لا تزال تحدق في الصور بعدم استيعاب، ابتسم بداخله ولمعت عيناه ببريق الشر ثم أضاف بتوجس كمن يحدث نفسه: قليل الادب، كل يوم بيعدي عليا وهو رايح الفندق علشان يقابلها

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن