الفصل التاسع وثلاثون

385 10 0
                                    

رمضانكم مبارك أحبتي 💖
تقبّل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، ما تنسوش تدعوا لإخوانكم في غزة وفلسطين ككل إن ربنا يفرج همهم وكربهم ويرفع عنهم البلاء وينجيهم من الظلم وينصرهم نصرا عزيزا 🤲🏼

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صلوا على نبيّنا الحبيب محمد ﷺ

'

كان يسوق السيارة بسرعة كبيرة والدموع السّاخنة تتدفق على وجنتيه بهدوء ودون توقف، لأول مرة منذ وفاة والده يبكي بذلك الشكل، في كل مرة تترأى له صورتها وهي تقف مع ذلك الرجل وهو يحيط بذراعيها ويعبّر لها عن شوقه لها كالعشاق، يحاول أن يُكذّب كل ذلك، يحاول العثور على أي حجة أو أي عذر يلتمسه لها و يجعله لا يصدّق .. دخل في دوّامة صراع بين نفسه وعقله وقلبه واستسلم لتلك المعركة الطّاحنة ولم يخرج منها الّا على صوت بوق سيارة الجيب السوداء القادمة ناحيته، حينها وخلال ثانية واحدة علم أنّه مقبلا على حادثٍ مروع، وبقدرة الله نجا منه عندما صفّ على اليمين وتجاوزها في اللحظة الأخيرة ثم دعس على الفرامل لتتوقف السيارة .. تنفس الصعداء وأخذ يلهث وكأنه قطع عدة كيلومترات ركضا، شعر بالدماء تضخّ في جسمه من جديد، ويعود إلى رشده شيئا فشيئا، حينها رفع يده وأخذ يضرب المقود بقوة ويصرخ بأعلى صوت علّه يخرج كل ما يخالجه من خيبة وقلق وألم وكسرة مع تلك الصرخات، ثم أجهش بالبكاء وهو يقول بعتاب: ليه عملتي فيا كده لييه انا قصرت معاكي في ايه علشان تعملي فيا كده! ايه الحاجة اللي كانت ناقصتني و روحتي تدوري عليها فيه هو؟ اي نوع من البشر انتي اي نوع؟

ظلّ يُفرغ آلامه وانكساره وما يخالجه من حزن وأسى حتى شعر ببعض الراحة، لكن الصّداع شنّ حملةً عليه وأخذ يفتك برأسه من شدة البكاء، فانطلق عائدا للبيت قبل أن يتفاقم معه .. عندما وصل فتح باب الشقة ودلف إلى الداخل كالعاصفة، خرجت مرام من غرفتها مسرعةً عندما سمعت صوت الباب ظنا منها أن رنيم قد عادت إلى البيت وعندما رأت يوسف وبتلك الحال تأكدت بأنها قد حدثت مشكلة كما توقعت تمامًا، كان منظره مخيفًا جدًا، وكأنّه ملبوسًا أو فقد عقله كليًّا وأصيب بالجنون، ابتلعت ريقها بذعر وسألته بخوف من ردة فعله: يوسف.. انت كويس؟

رمقها بنظرة جمدت الدماء في عروقها ثم توجه إلى الغرفة وتحديدًا إلى الخزانة، توقف ينظر لداخلها للحظات ثم مدّ يديه وأخرج منها كل ملابسها وأخذ يرميهم في الردهة أمام عينين مرام المشدوهتين، حينها اقتربت منه وسألته: مالك بترمي هدومها ليه ايه اللي حصل؟

توقف عن فعل ذلك ليجيبها: هي مش هتبقى هنا بعد النهارده

مرام: واضح انكم اتخانقتوا. انا كنت حاسة بس انت فاهم الموضوع غلط علشان النهارده الصبح....

بترت كلامها عندما صاح بها: اخرسي! ولا كلمة، من اللحظة دي انا مش عايز اسمع اي حاجة عنها او تخصها فاهمة!

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن