الفصل الخامس وعشرون

614 19 0
                                    

أبقظ الله بني صهيون على فاجعة لا يطمئنوا بعدها أبدا. آمين 🤲🏼

ــــــــــــــــــــــــــــــ

صلوا على سيدنا محمد ﷺ

'

أجابه بنبرة ضئيلة: ايوه يا غافر. يعني انت متأكد انها هي؟ انا سبتها في البيت من حوالي ساعة و بعدين هتعمل ايه عند منير انا مش مستوعب!!

غافر بسرعة: استنى اهي طالعة من الشركة هبعتلك صورتها و هروح اعرف السبب اللي خلاها تيجي هنا

يوسف: ماشي هستناك

بعدما غلق الخط، جلس يوسف على المقعد وفتح الخط لهواجسه وأفكاره المتضاربة، بدأ الشك يلتهمه شيئا فشيئا وأخذ يتسائل، لماذا ذهبت عند منير؟ ولماذا لم تخبره؟ أهي تتواصل معه؟ ولماذا تتواصل معه أصلا؟! ما الذي يُحيكانه معا؟ لم يبقى سؤال إلا وهاجم عقله .. قطع حبل أفكار رنين هاتفه معلنا عن رسالة من عند غافر، كانت عبارة عن صورة لها وهي داخل شركة منير، شعر بالخيبة عندما وجدها هي نفسها وليست فتاة أخرى، فللحظة تمنى أن يكون غافر مخطئا .. كان ينظر إلى الصورة بغير تصديق وما هي سوا لحظات حتى وصلت رسالة أخرى من غافر، فتحها وأخذ يقرأ محتواها: "منير طلب منها انها تاخد العقد بتاع الصفقة اللي انت هتعملها مع الاستاذ يونس، وتحط ورق تاني بداله علشان الصفقة ماتمش"

كان يقرا تلك الكلمات وغير مصدقا تماما، هل تتحالف مع منير ضده؟ وكيف توصلا إلى بعضهما البعض؟ شعر وكأنه سيفقد عقله بعد لحظات، ولبشاعة ذلك الموقف الذي وضعه في موضع الغبي والأبله لمعت الدموع في عينيه وهو يردد بصوت ضعيف: ليه يا رنيم انا عملتلك ايه علشان تطعنيني في ظهري كده؟ ما انا خلاص صلحت غلطتي و اتجوزتك و كمان جبتلك البنت اللي انتي عايزاها عشان تعيش معاكي. ليه بتعملي فيا كده حرام عليكي حرام عليكي...

مسح الدموع التي ملأت زوايا عينيه ثم حمل مفاتيح سيارته وانصرف عائدا إلى البيت

ــــــــــــــــــــــــــــ

كانت النوافذ مفتوحة والغرفة تسبح في نور هادئ. تقعد خديجة في غرفتها منطوية على نفسها تراقب حركة الغيوم على النافذة، أطلقت العنان لأفكارها وظلّت مستغربة من طبيعة علاقتها مع صلاح، عندما كان يحبها ويهواها لم تكن تبادله نفس المشاعر، كان المسكين يحبها من طرف واحد ويتعذب لأجلها في كل مرة تتجاهل سعيه إليها ومحاولته معها، والآن عندما أنصفته الحياة وأحبّته هي الأخرى وطلب منها الزواج لم يوافق والديها عليه! هل هذا الحب مشؤومًا أم ماذا؟ ورغم حزنها ووجع قلبها من رفض والديها بدا لها أن صلاح الأكثر حزنا منها، والأقل حظا، والأكثر إيمانا بأن هذا الحب سيتوج بالزواج يوما ما، فهي أمس فقدت الأمل فورا وانكسر قلبها لكن كلامه لها قبل أن يغادر مسح اليأس وزرع فيها الأمل مجددا. ولهذا السبب أحبّته، لإصراره عليها رغم كل الظروف، وتمسكه بها رغم العداوة التي تجمعه بوالدها، وإيمانه القوي بالظفر بها في الأخير، يا له من مُحب! ففي كل مرة يُشعرها بسعادة بالغة لدرجة أنها تحسد نفسها على وجود شخص يحبها لهذه الدرجة في حياتها، وفي كل مرة تتذكر تجاهلها له سابقا وعدم الإكتراث له يتقطع قلبها، فتلوم نفسها، وقد وصل بها الأمر إلى الإعتقاد بأن رفض والدها كان عقابا لها عمّ فعلته به سابقا، تنهدت بقوة لعلها تخرج كل ما يغتالها من حزن ويأس وقلق ودعت برجاء: يا رب خلي بابا يوافق بس وانا هعوضه عن كل مرة كسرتله خاطره فيها

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن