الفصل الواحد وأربعون

443 14 21
                                    

صلوا على الحبيب ﷺ

'

في تمام الساعة العاشرة صباحا كان يوسف يركن بجوار المتيم، ترجّل من السيارة وانتظر مرام كي تنزل هي الأخرى والتي تأففت قائلة بتجهم: احنا جايين هنا ليه؟ ماتقوليش علشان ندور على رنيم!؟ يعني بعد مابهدلتها وطردتها من البيت بدون ما تسمع منها كلمة وحدة جاي تدور عليها دلوقتي؟

صفع باب مقعدها بقوة بعد ما نزلت حتى انتفضت من مكانها ثم صاح بها: مكليش دعوة وخليكي في حالك دي حاجة تخصني انا و مراتي واعمل فيها اللي عايزه

مرام: دي كانت صحبتي وأمي قبل ما تكون مراتك واللي يزعلها بيزعلني

انحنى عليها وقال بنبرة هادئة: علشان كده واخدة موقف مني؟ طب و انا يا مرام مش صاحبك و زي ابوكي كمان؟ شوفتي مني ايه علشان تعامليني كده وتدافعي عليها هي وتزعلي مني انا؟

مرام: انا بحبك كتير يا يوسف وانا زعلانة منك وبدافع على رنيم علشان انت الغلطان ولو كان العكس كنت وقفت بصفك انت

نهض مبتعدا عنها وقال بغضب: غلطان!! انتي ماشوفتيش اللي انا شوفته وعشته ساعتها

مرام: بس لو سمعتها على الاقل!

يوسف: مش عايز اسمع حاجة، يلا ندخل جوه

توجها إلى مكتب المديرة نبيلة أين رحبت بهما كثيرا، وبعدما انصرفت مرام عند صديقاتها كان يتأهّب للسؤال عنها فقاطعته هي بسؤالها قائلة: المدام رنيم مجتش معاكم ليه؟ العيال بتسأل عنها كل يوم

لاح الفزع على وجهه واختفى لونه تماما وقد لاحظت المديرة تغيره المفاجئ وارتعاشة أصابع يديه فسألته بتفحص: استاذ يوسف انت كويس؟

أومأ لها باضطراب: ها! كويس كويس

ثم ابتسم بتصنع وأردف: هي بتسلم عليكي كتير، قعدت بالبيت و انا جبت مرام علشان طلبت مني انها تزور صحابها

ابتسمت باقتناع وقالت: مفيش مشكلة هي فيها تزور صحابها في اي وقت عايزاه

يوسف: شكرا يا مدام

ظلّ هناك حوالي ربع ساعة وهو شارد العقل يحدق في الفراغ ويتسائل عن مكانها، ثم غادر بقلب قلقٍ أكثر من القلب الذي أتى به، ركبا السيارة فقالت مرام التي تجلس بجواره بتفكير: هتكون راحت فين يعني؟!

أخرج هاتفه واتصل بأدهم، الذي ردّ عليه بعد لحظات فقال: ايوه يا ادهم انت فين؟

أدهم: بالبيت

يوسف: رنيم مش معاكم في البيت؟

نظر أدهم لهدير التي تجلس بجانبه باستغراب وسأله بقلق: ليه هي كانت جاية عندنا؟

أغمض عينيه بخيبة أمل وتحدث بنبرة متحشرجة: يعني مش هناك؟

أدهم بقلق أكثر: خير يا يوسف هي رنيم مش موجودة؟

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن