صلوا على سيدنا محمد ﷺ
'
وصل يوسف إلى بيت السيدة سليمة، ترجّل من السيارة وتوقف ينظر إلى البيت بغرابة وألف شعور يساوره والكثير من الهواجس و الأفكار المتضاربة تهاجم عقله، ومن بين تلك المشاعر طغى عليه الشعور بالخجل منها ومما فعل .. كيف سينظر في عينيها بعد كل تلك الإتهامات والمعاملة السيئة التي عاملها بها؟ سحبته مرام من كفّه متوجهة به نحو البيت فأتبعها بخطوات مرتبكة، طرقت على الباب عدة طرقات وانتظرت للحظات ثم فتحت لها سليمة الباب، تهلّلت أساريرها عندما رأت مرام وانحنت تحتضنها وتقبلها بشوق ثم نهضت وأخذت تنظر ليوسف الذي يقف بعيدا عن الباب ثم ضيقت حدقتيها بتفكير وهمست لمرام: ده جوزها؟
أومأت لها فتضاعفت سعادتها عندما خمّنت بأنه أتى كي يتحدث معها، وتخيلت رجوعهما لبعضهما البعض، تحدث يوسف وهو يتقدم إليها: مساء الخير يا خالة
ابتسمت له قائلة: مساء النور يا ابني أهلا وسهلا .. انت جوز رنيم؟
تبادل النظرات مع مرام ثم أجاب بلهفة: ايوه انا جوزها هي هنا؟
أجابته قائلة: لا مش هنا. أنا عرفتك لما شوفت مرام معاك
تغيرت ملامحه فورا وشعر بجسمه يتخدّر باليأس وبدأ يفقد الأمل شيئا فشيئا، أفسحت لهما الطريق ثم قالت: اتفضلوا جوه
وبعد أن جلسا في الصالة أردفت قائلة: انا لسه عاملة قهوة يبقى هنشربها سوا
قالت ذلك وتوجهت إلى المطبخ مباشرة قبل أن يعترض يوسف وسرعان ما عادت وهي تحمل فنجانين من القهوة وكأس عصير لمرام، قدمت لهما الضيافة ثم جلست وقالت: رنيم حكتلي عنك كتير
شعر بوخزٍ في قلبه عندما تهيّأ له بأنها قد اشتكت لها عمّ فعله بها فشعر بالخجل من نفسه وغمغم بإحراج: بجد!
سليمة: فيك تعتبرني مامتها .. انا ربيتها هي و مرام من لما كانو عيال صغار وبعد ما سبت الميتم كانو لما بوحشهم بيهربوا من هناك و يجو عندي
ثم تنهدت بأسى وتابعت: كانت طفولتهم وحشة أوي والحمد لله دلوقتي ربنا جبرهم لما بعتك ليهم وحطك بطريقهم .. على فكرة رنيم دايما بتحكيلي عنك وعن حنانك ورأفتك بيها وازاي حققتلها الحلم بتاعها وجبتلها مرام
شعر بالسعادة تملأ داخله عندما علم أنها تُثني عليه ولم تتحدث عنه بالسوء كما ظنّ منذ قليل .. ارتشف القليل من فنجانه وتحدث قائلا: ده واجبي كزوج انا معملتش حاجة
ساد الصمت للحظات ثم قطعته مرام عندما سألتها: رنيم مجتش عندك يا دادا؟؟ انا كنت فاكراها هنا معاكي!
أجابتها قائلة: ايوه هي قاعدة معايا اكتر من اسبوع
شعر يوسف بإنشراح في صدره واتسعت ابتسامته عندما وجدها أخيرا وأصبح متلهفًا لرؤيتها وأخذ ينظر باتجاه باب الصالة منتظرها كي تدخل، في حين سألتها مرام مجددا: طيب هي فين دلوقتي؟ نايمة!
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
Romanceكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...