الفصل الخامس

935 19 2
                                    

‏اللهم انقطع الرجاء إلا منك، وخابت الآمال إلا فيك، وانسدت الطرق إلا إليك، وأُغلقت الأبواب إلا بابك، فلا تكلنا إلى أحدٍ سواك !!

رُحماك بأهلنا في غزة يا رحيم، اللهم أبدل ضعفهم قوة ، وخوفهم أمنا ، وعجزهم قدرة يارب، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 🇵🇸🤲🏼

ــــــــــــــــــــــــــــــ

صلوا على رسول الله ﷺ

بعد عشرون دقيقة تقريبا وصلت إلى المكان، كان عبارة عن عمارة كبيرة مبنية بتصميم قديم محاطة بسياج ضخم، وكانت أصوت الأطفال العالية محدثةً جلبة وصخبا كبير من بعيد، تقدمت للبوابة الحديدية الكبيرة وعندما رآها حارس البوابة قادمة فتح لها مباشرة، ألقت عليه التحية وابتسمت له بشكر ثم دلفت إلى الداخل، توجهت إلى مكتب المديرة ألقت عليها التحية وسألتها عن حال مرام وعن الأولاد الآخرون ومن ثم أخذت الإذن برؤيتها .. كانت هذه الأخيرة تلعب مع أصدقاءها لعبة الغمضية عندما لمحت رنيم وهي قادمة إليها، تركت اللعب وركضت باتجاهها وهي تهتف بإسمها بسعادة، هذه الصغيرة نسخة عنها في كل شيء حتى في حياتها البائسة، عُثر عليها قبل 12 سنة أمام المسجد عندما كانت تبلغ من العمر ساعات قليلة، ومن ثم قاموا باصطحابها إلى الميتم فسهرت رنيم على رعايتها وكانت لها الأم والأب إلى هذا اليوم
فتحت رنيم ذراعيها واستقبلت بالأحضان: حبيبي اللي واحشني

مرام بسرور: انتي اللي وحشتيني اوي يا رنيم انتي فين كل ده

رنيم: كنت مشغولة شوية يا حلوة

ابتعدا عن الجميع وجلسا في مكانهما المعتاد تحت إحدى أشجار التين، حدقت فيها مرام للحظات فلاحظت احمرار عينيها من البكاء والملامح الحزينة تطفو على قسماتها فسألتها بلهفة: رنيم انتي كنتي بتعيطي!؟ ايه اللي حصلك؟

رنيم بحزن: انا اترفدت من الشغل

وضعت الصغيرة يديها على فاهها تكتم شهقتها ثم صاحت: بس ليه؟

رنيم: عشان مالحقتش اخلص الرواية

مرام: مش كان فاضلك عشر صفحات بس وتخلصيها؟ هو ايه اللي شغلك

تجمعت الدموع بعينيها وأجابت: اتقطعت الكهرباء وانتقلت على بيت جديد، وبعدين و انا بشتغل على الرواية بليل البيت ولع وكنت هولع انا كمان بس ربنا سترها معايا وبعتلي واحد طالعني من هناك

اتسعت عينا مرام من هول ما سمعت وقامت باحتضانها فورا وكأنها تخشى أن تفقد الشخص الوحيد الذي تملكه في حياتها، أجهشت رنيم بالبكاء ولم تمر ثانية وبكت الأخرى ثم رفعت يديها الصغيرتين وأخذت تمسح لها عبراتها وهي تقول: اهدي ما تعيطيش المهم انك بخير دلوقتي، بكره تلاقي شغل تاني احسن منه اصلا المدير بتاعتك ده سمج ومش بطيقه من ساعة ما حكيتيلي على عمايله مع الشغالين بتوعه

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن