الفصل السادس عشر

656 21 2
                                    

اللهم إنتقاما وثأرا منك لغزة، اللهم أمنًا وسلامًا و رحمةً و قوة و ثباتا ونصرًا لأهل غزة، اللهم احفظ مجاهدينا 🤲🏽🇵🇸

46 يوم 💔💔

ــــــــــــــــــــــــــــــ

صلوا على رسول الله ﷺ

'

زفرت بملل من كثرة الأفكار التي صارت تغتال عقلها في كل وقت وحين، واتخذت جانب السرير مضجعا لها، وفي تلك اللحظة وقبل أن تغلق عينيها لمحته وهو قادما ناحية السرير عاري الصدر وكان قد فعل ذلك عمدًا كي يردّ لها إنتقامها، صاحت به بحدة: انت ليه قالع كده ما تحترم نفسك فيه ناس قاعدة معاك

اعتلى السرير في ظرف قصير واقترب منها حتى لاحظ توترها الذي أصبح جليًّا على وجهها من قربه لها وبفعل أنفاسه التي أخذت تلفح وجهها ببطء، تحدث بهدوء وهو يحدق في عينيها: دي اوضتي و اعمل اللي عايزه ولو مش عاجبك اطلعي نامي في اوضتك

قال ذلك وابتعد عنها ليستلقي في الجهة الأخرى مما أثار جنونها، وهذه المرة لم تقل له شيئا، فقط نهضت لكي تترك له السرير و تنام على الأريكة المقابلة لها، وقبل أن تطئ قدميها خارج السرير نهض بسرعة وأمسك بها وثبّتها في مكانها، ألجمتها الدهشة من تصرفه ولم تحرك ساكنا من بين يديه، فهمس بتعب: خليكي هنا دي اوضتك كمان و ده سريرك، ومن امبارح احنا بقينا شركاء في كل حاجة وهنتشارك في أي حاجة

اضطربت نبضاتها لكلامه ثم تحدثت بغموض وحزن: لا من النهاردة وبعد اللي حصل واضح اننا مش هنتشارك في حاجة، هنتشارك البيت بس و يمكن الأوضة....

قاطعها ليُكمل بمزاح: و يمكن السرير

ساورها الخجل والغضب معا فأشاحت بوجهها عنه فتركها وعاد لمكانه بجوارها وأعطاها ظهره .. بعد دقائق حاول استيعاد فيهم كل ما حدث منذ نصف ساعة تقريبا تنهد بضجر وقال بصوت متهالك وكأن عقله توقف في ذلك الحوار: لا. احنا هنتشارك في كل حاجة مهما كانت، البيت والأوضة والسرير والأكل والأسرار كمان لحد ما نفترق زي ما اتفقنا، و خديجة مش حبيبتي، هي زي اختي احنا تربينا سوا و....

لم يأتيه صوتها فالتفت ناحيتها ليجدها قد غطّت في النوم.
استدار ناحيتها وظلّ يتأملها ويفكر فيما سيفعله معها حتى نام هو الآخر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقلّب أدهم في سريره يحاول النوم وفشل في ذلك، جلس يفكر في علاقته مع هدير، هل ستستمر على هذا النحو من التبلّد والرتابة! أم سيتعودان على بعضهما البعض وتتخذ علاقتهما مسارًا جيدًا .. تنهد ثم نهض وارتدى ثيابه واستقل سيارته وخرج .. بعد دقائق كان راكنًا أمام بيتها، تعلّقت عيناه بشرفتها وعاد للتفكير مجددًا، أما هي فلم يختلف حالها عن حاله كان شعورها بالرهبة من الزواج يزداد كل ما اقترب الموعد، لا تلتمس أي مشاعر في أدهم، لا إهتمام ولا حماس في الزواج بها ولا أي شعور، يتصل بها إلا للضرورة ولا يطمئن عنها إلا قليلا، كانت والدته وأخته يتصلان بها أكثر منه، راودتها فكرة بأنّ تفتح معه الموضوع وتستدرجه عما إن كان يريد الزواج بها فعلا أم أنه غير مقتنعا بذلك، ارتدت إسدالها وفتحت الشرفة لتستنشق بعض الهواء النقي لعله يحسّن من نفسيتها .. عندما رآها انتفض وهو يعتدل بجلسته ولم يحيد بصره عنها، لازمه شعور بالطمأنينة، بالألفة، بالسّلام، فكلما أرهقه التفكير ورأى وجهها يهدأ ويشعر بأن كل شيء سيكون على ما يُرام فلها تركيبة كيميائيّة و طاقة إيمانية وقبول تُأثر بهم على كل من يتعرف عليها فيأخذ عنها إنطباع حسن .. لمحها وهي تعبث بهاتفها وتضعه على أذنها فقطب حاجبه بضيق وتسائل: يا ترى بتكلم مين دلوقتي!!

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن