الفصل الثاني

1.8K 33 3
                                    


صلوا على النبي ﷺ

أحضر يوسف الكولونيا وعدّل من وضعيتها ثم قربها من أنفها محاولا إفاقتها، وما هي إلا ثواني وبدأت تتململ حتى عادت إلى وعيها وحينها شرعت في السّعال بشدة، فأسرع يسكب لها كوبا من الماء ويناوله لها ثم ساعدها على إرتشاف القليل منه.. كان جفناها ثقيلين كأنها تحث تأثير المخدر واستغرق الأمر طويلا لكي تتعرف إلى المكان حيث هي، نظرت حولها باستغراب وسألت بصوت مبحوح: انا فين؟

يوسف: انتي في أمان ما تقلقيش

اغرورقت عيناها بالدموع وأضافت: اللي فاكراه اني كنت بالبيت والنار مولعة في كل حتة وبعدين....

نظرت إليه لولهة فتذكرت ملامحه على الفور، إنه ذلك الوجه الأخير الذي رأته قبل أن يغمى عليها، في البداية ظنّت أنها تحلم كالعادة لكنها سرعان ما أدركت أنها الحقيقة.. اتسعت عيناها ورفعت يدها المرتجفة على رأسها لتتأكد من أن حجابها يغطيها، فقال بنبرة ثابتة: الحمد لله على السلامة

ردت بصوت ضئيل: شكرا

راقب قسمات وجهها وهي تحتقن فسألها بتفحص: حضرتك كويسة؟

رفعت يدها تلوّح بهما على وجهها وأجابت بتعب واختناق: مش قادرة اتنفس

نهض يقترب منها بتفحص قائلا: أجبلك الدكتور!!

هزت رأسها بنفي قائلة: لا مفيش داعي

يوسف: تعالي معايا هفتحلك الشباك يمكن الاوضة مقفولة عشان كده اتخنقتي

كانت اطرافها مشلولة، زحفت منهكة نحو النافذة وهي تعدل من طرحتها، ساعدها على العبور ثم جلست على مقعد بجانبها، فتحها فأخذت نفسا عميقا ثم سألها: أحسن دلوقتي؟

أومأت له قائلة: أحسن الحمد لله

إلفتت نحو عينيه وأردفت بامتنان: أنا بتشكرك كتير علشان لحقتني وطلعتني من هناك.. ولو ماجتش في الوقت المناسب كنت زماني جثة متفحمة دلوقتي

شعر بألم يجتاح قلبه وكأن أحدهم قام بغرز سكين حاد عليه، وكان ضميره يسخر منه و يجيب على كلامها: أنا لو مجتش في الوقت المناسب كنت هبقى مجرم وقاتل روح و مش هسامح نفسي أبدااا

عاد من شروده على سؤالها له: البيت تقريبا كان في الجبل ومعزول عن العالم والناس،  انت ازاي سمعتني وازاي لحقتني؟!

إبتلع ريقه بصعوبة وشحب وجهه فجأة لكنه أجاب بثقة مصطنعة محاولا إخفاء توتره: كان ليا شغل جنب البيت.. كنت.. كنت بشوف قطعة أرض هناك و شوفت النار مولعة و سمعتك و انتي بتصوتي

عبرت أمام عينيها مشاهد تلك اللحظات الجهنمية المرعبة فارتعش قلبها وشعرت بإنكماش في معدتها أدى إلى شعورها بالغثيان فسألته بنبرة شبيهة بالهمس: ممكن تدلني على الحمام؟

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن