الفصل التاسع وعشرون

619 15 1
                                    

صلوا على النبي ﷺ

كان هذا الأخير قد وصل لشقته لتوّه. خلع معطفه وتوجه إلى الحمام وقبل أن يصل إليه سمع طرق الباب. هزّ حاجبه متسائلا باستغراب: خير ان شاء الله مين ده اللي جاي دلوقتي!!؟

اتجه إلى الباب وفتحه ليجد منير، ازداد قلقه وقبل أن يسأله عن سبب مجيئه دفعه منير وتقدّم الى الداخل وهو يبحث عنها  ويصرخ قائلا: فين خديجة .. فين بنتي؟

اكتسح الرعب قلب صلاح واختفى لونه وشعر ببرودة تسري في أطرافه، هزّه منير من ذراعه وكرر سؤاله بنبرة مرتفعة أكثر: قولتلك فين خديجة؟ اكيد هي معاك هنا ولا في بيت صاحبك

خرج صلاح من صدمته، ووجهه أصبح شاحبًا تماما، أمسك منير من تلابيبه وصرخ به قائلا: خديجة هتعمل ايه معايا بوقت زي ده؟ خديجة متربية غصب عنك وغصب عن عدم ثقتك فيها

اختفت ملامح الغضب لتحل محلها ملامح الإحراج، وحينها شعر بالخزي من نفسه لأنه شكّ فيها وهي محترمة وليست من ذلك النوع الذي يقابل الرجال في الليل، حتى الرجل الذي يحبها ويحترمها .. شدّد صلاح قبضته على ياقته حتى كاد أن يخنقه وقال: لو لسه مش مستوعب. خديجة اتخطفت اتخطفت .. اكيد الكلب اللي هددك بيها خطفها

نسي أمر كمال مطلقا ولم يخطر بباله أنه سينفذ تهديده، فلطالما هدده سابقا ولم يفعل ذلك .. جحظت عينيه وأخذت شفتيه تترتعش من شدة الخوف وهو يهتف بصوت مختنق: ا.. ايه..اتخطفت..

لم يتمالك صلاح نفسه ففاضت الدموع من عينيه أمام ذهول منير منه، ثم صاح به بوعيد: اقسم بالله العظيم لو يجرالها حاجة هقتلك. انا مش يوسف اللي لسه بيقاوح معاك وصابر عليك انا واحد ملوش اي حاجة يخسرها في الدنيا من غير خديجة. انا بقتلك و بقتل الكلب اللي خطفها و...

قاطعه رنين هاتف منير معلنا عن وصول رسالة فتركه صلاح لكي يتفقد هاتفه فربما تكن تلك الرسالة من خديجة أو بشأنها، إلتقط منير أنفاسه وأخذ يسعل بشدة بسبب قبضته التي كانت تعتصر عنقه فصاح به: بسرعة شوف وصلك ايه على التليفون

اخرج منير هاتفه فوجده رسالة عبارة عن صورتين، اقترب منه صلاح وعلّق عينيه هو الآخر على شاشة الهاتف، وما ان ضغط على الرسالة حتى ظهرت صورة خديجة وهي مقيّدة على كرسي في مكان شبه مظلم، شهق منير بصدمة، بينما صلاح شعر بقلبه سيتوقف بعد لحظات، رفع يديه وأمسك برأسه وهو يراها بتلك الحالة .. أجهش منير بالبكاء وأخذ يهتف بإسمها أما صلاح فنظر إليه بحقد وصاح به: انت السبب. انت السبب.. انا كنت هتجوزها و هحميها منك و من اولاد الوسخة اللي بتشتغل معاهم بس انت وقفت بوشي و رفضت

ثم أردف: اعمل حاجة مستني ايه تاني؟ عايز تشوف صورتها وهي ميتة؟ مش شايف الاسلحة اللي وراها؟

منير: دول عايزيني اشتغل معاهم بتهريب الاسلحة دي .. هي معرضة للخطر دلوقتي او بعدين

صلاح: مفيش بعدين معاك. علشان انا هتجوزها غصب عنك المرة دي. ولا انت و ولا اي حد هيقدر يقف بوشي بعد كده. انا بس اللي بقدر احافظ عليها و مابقيتش بوثق في اي حد فيكم

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن