الفصل الأربعون

491 15 4
                                    

لو عجبك الفصل ما تبخلش انك تصوّت عليه بالنجمة اللي تحت وشكرا من القلب 💜

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صلوا على سيدنا محمد ﷺ

'

استيقظ من النوم مجفلا، نظر حوله باستغراب وسرعان ما تحولت نظراته إلى هلع، جلس على السرير ليتذكّر كل شيء، اعتصر قلبه ألمًا، أغمض عينيه بقوة وهو يشعر بالخيبة عندما تيقّن أن ذلك كان حقيقة فعلا وليس بكابوس، وأنه مهما نام وغرق في النوم سيستيقظ من جديد ويصطدم بالواقع المرير .. أضاء شاشة هاتفه ليرى الساعة، وتفاجئ عندما وجدها السابعة ونصف مساءً، لقد نام لوقت طويل ولم ينتبه لنفسه .. نام من كثرة التعب والتفكير والبكاء أيضا، مسح وجهه براحة يديه ثم هتف بقلق: مرام!!

نهض باستعجال وتوجه إلى غرفتها، فغير طريقه نحو المطبخ حينما سمع ضوضاء قادمة من هناك .. وجدها ترتدي مئزر الطبخ الخاص برنيم وتلفُّ وشاحًا حول رأسها وتقوم بطهي البطاطس، لاحت شبه ابتسامة على وجهه واقترب منها ثم سألها: بتعملي ايه؟

انتبهت له فتبرمت ملامحها على الفور وأجابت ببرود: بجهز العشاء وبعمل أكل زي ما انت شايف

نظر إلى البيض والبطاطس المحمرة والتي لم تُطهى جيدا فاتسعت ابتسامته وقال: عذبتي نفسك ليه انا كنت هطلب بيتزا من برا

نظرت له بحنق وقالت ببرود: ليه مش عاجبك الأكل؟

انتبه لطريقة تحدّثها المتغيرة معه والتي تكشف عن غضبها الشديد منه، تجاوز ذلك وهزّ حاجبه بنفي ورد: لا طبعا. باين انه لذيذ كتير بس انا بخاف عليكي لا تقومي تحرقي نفسك او تأذي حالك. ما تطبخيش تاني ماشي؟ الا لما اطبخ انا تعالي و ساعديني اتفقنا!

أومأت له قائلة: ماشي

نظر إلى نافذة المطبخ المفتوحة قليلًا وجد الظلام قد حلّ وأصبح الكون حالكًا، شرد فجأة وتسائل: يا ترى هي فين دلوقتي؟

شرع في التخمين، وأول مكان أتى في ذهنه هو منزل والدته، من المؤكد أنّها ذهبت إليها، فليس لها مكانًا آخرًا وملجأ آخرًا غيرها، إنها قريبة منها جدا، وبغض النظر عن كونها حماتها فعلاقتها بها جيدة ومتينة كعلاقة الأم بإبنتها، اذ أن هبة تعتبرها مثل سمر، ورنيم تعتبرها كوالدتها، تتودّد لها دوما وتتحدث معها على الهاتف في كل وقت، وتطلب من يوسف أن يأخذها إليها أكثر من مرتين في الأسبوع، حتى أصبح يتسائل: يا ترى مين اللي ابنها انا ولا هي؟

وكان هذا الأخير سعيدا جدا بعلاقتهما الودودة، لأن ذلك هو الجو الذي يحبّه ويبحث عنه، الجو العائلي الذي تسوده المحبة واللّمة العائلية المبهجة والممتعة ..  التقط هاتفه واتصل بوالدته لكي يستطلع ما إن كانت لجأت إليها حقا أم لا، فتفاجئ بها تسأله عنها وتطلب منه إحضارها لها في الغد، في تلك اللحظة بدأ الخوف يتسلّل لقلبه وأصبح وجهه محملًا بالقلق في غضون ثواني .. اتجه إلى الحمام تهرّبا من مرام كي لا تلاحظ تغيره المفاجئ، نظر لصورته المنعكسة في المرآة ونهر نفسه بغضب علّه يخفف من ذلك القلق الذي يجتاحه بسببها: ليه قلقان عليها؟ ما تغور في داهية بعد اللي عملته فيك!

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن