الفصل الثاني وثلاثون

546 15 0
                                    

.

صلوا على الحبيب ﷺ

.
استمر الحفل لجزء كبير من الأمسية، ثم غادر الجميع إلى بيته باستثناء العروسين، كانا لا يزالان يقفان بجوار بعضهما البعض في طاولتهما الخاصة، رفع الطرحة عن وجهها، وترك الصمت الفرصة لعيناهما التي تتعانق بنظراتهما المتواطئة، ينظر لها بحبّ غير مصدقًا بأنّها أصبحت له وملكه أخيرا بعد حبّ وصبرٍ طويل، و تنظر له هي الأخرى وتقرُّ في نفسها بأنّ ذلك اليوم أسعد يوم في حياتها .. شعرت بالخجل من نظراته ولم تستطع الصمود أمام عينيه أكثر فتحاشت النظر إليه بحياء شديد، وفي تلك اللحظة وقعت عيناها على البلالين البنفسجية المعلّقة على الأشجار المزروعة هناك، إبتسمت وراحت تنظر إليه من جديد بهُيام ثم سألته: مين اللي زيّن المكان؟

أجابها قائلا: مهندسين الديكور اللي جبتهم امبارح

خديجة بتوجس: بس اللون ده اكيد مش صدفة!

صلاح وهو يتصنع عدم الفهم: لون ايه ده!

خديجة: خلاص يا صلاح انت عارف اني بحب اللون ده جدا علشان كده خليتهم يزينو المكان بيه

ابتسم قائلا: ايه ده انتي بتاخدي بالك من كل حاجة!

خديجة: اه زيك بالضبط.. انا مكنتش متوقعة ابدا انك هتهتم بالتفصيلة دي، و الصراحة دي اكتر حاجة بتبسطني فيك

صلاح بحب: لسه ماشوفتيش حاجة يا آنسة خديجة

هبّت نسمة باردة فأحاطت بجسدها، ثم هتفت مصححة: مدام خديجة لو سمحت

أذهله كلامها وأشعره بالسعادة، فضرب رأسه بخفة وقال: ماشي يا مدام خديجة يلا ندخل جوه قبل ما تبردي

انحنت لتلتقط أطراف فستانها الطويل وقبل أن تصل إليه امتدت يداه وعانقت يدها وأشبك أصابعه بأصابعها .. تسارعت نبضاتها و شعرت بصعقة كهربائية تعبر كامل جسدها إثر لمسته وإحاطته ليديها لأول مرة، رفعت عيناها لتلتقي مع عيناه في نظرة طويلة قطعها هو عندما ابتسم قائلا: خليني اساعدك. مش هتعرفي تمشي بيه

اعتدلا في وقفتهما وهو لا يزال يأخذ يدها في راحة يديه بينما يده الأخرى تُمسك بأطراف فستانها .. لم تعلم كيف وصلت إلى الداخل بتلك الخطوات المضطربة التي يُقيدها الإرتباك .. فجأة توقف بها أمام غرفةٍ، عندما فتحها اتّضح أنها غرفة النوم، تضرّج وجهها باللون الأحمر، استطاع أن يلاحظه جيدًا لكنّه تجاهل ذلك وتقدّم بها إلى الداخل حتى وصل إلى السرير، أجلسها عليه ثم جلس بجوارها وعاد يتأملها ويدقق في تفاصيل وجهها لأول مرة .. كان يغضّ بصره عنها دومًا، وكأنه في تلك اللحظة يقوم بتعويض كل أيام و سنوات الحرمان من النظر لملامحها التي لطالما عشقها وعشق تفاصيلها، قالت بنبرة خجولة وهي تمازحه: هتفضل تبصلي كده كتير!

أجابها دون أن تحيد عينيه عنها: مش عارف، عايز ابقى اتطلع فيكي كده لبكره

أخفت وجهها براحة يديها وهي تهتف بخجل: خلاص يا صلاح

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن