صلوا على سيدنا محمد ﷺ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
كانت الشمس قد غابت ليحل محلها ضباب أبيض وكثيف تصخب به المدينة، تجلس رنيم في الشرفة وهي تحتسي القهوة، بينما محمد ومرام يلعبان بجوارها، كانت شاردة طوال الوقت تتآكل من شدة فضولها، وفي كل مرة تسأل نفسها قائلة: يا ترى سمر عملت فيها ايه!؟ما إن أنهت سؤالها حتى رن هاتفها من بين يديها معلنا عن وصول رسالة من عند سمر، فتحتها بلهفة وقرأت سطورها على مضض، والتي كانت تتضمن: "احساسك طلع بمحله .. انا وسالم رجعنا لبعض"
تهلهلت أساريرها وأخذت تقفز وترقص من شدة الفرح أمام استغراب مرام ومحمد، وبكل حماسها تقدمت منهما وقبّلتهما الواحد تلو الآخر ثم قالت لمحمد: ألف مبروك يا حبيبي مامتك و ابوك اتصالحوا
لايزال الفتى يحدّق فيها باستغراب ولم يفهم شيئا مما فعلته ومما قالته له، ثم اقترب منها قائلا بصوته الطفولي: أنيم .. خديني عند ماما و بابا
رفعت يدها قائلة: لا يا روح أنيم انت هتفضل هنا النهارده و بكره هيجو علشان ياخدوك
مرام بابتسامة: انا كتير مبسوطة لسمر
رنيم: و انا كمان يا مرام .. تيجي نروح نبشّر ماما هبة؟
مرام بابتسامة: يلا بينا
كانت هبة في المطبخ تُحضّر العشاء، حينها أقبلت عليها رنيم تحتضنها من الخلف، تفاجئت بها للحظة ثم ضحكت وقالت باستغراب: بسم الله الرحمٰن، مالك يا بنتي؟
ابتعدت عنها ثم قابلتها وأجابت: سمر وسالم رجعو لبعض
اتسعت عينيها وظلّت تنظر لها للحظات تستوعب كلامها، ثم ترك ما بيديها وهتفت بسعادة: ايييييه!! ده بجد ولا هزار!
رنيم: اه والله، هي راحت بيتها علشان تجيب كم غرض و اتقابلوا هناك و اتصالحوا
هبة بغبطة: الحمد لله، الحمد لله رب العالمين
رنيم: المهم يا ست الكل انا هروح اجهز نفسي علشان يوسف زمانه جاي
قالت ذلك وصعدت للأعلى مجددا، وبعد لحظات وصل يوسف .. ألقى التحية على والدته ثم سألها عن رنيم فأخبرته أنها في غرفة سمر رفقة الأولاد .. اتجه إلى هناك فوجدها قد جهّزت نفسها ولفّت طرحتها وجلست تنتظره، رمقها بنظرة إعجاب ثم خطا إلى محمد وحمله و أخذ يقبّله ويداعبه لدقائق، بعدها انحنى على مرام وطبع قبلة على رأسها، بعد ذلك تقدّم منها وقبّل جبينها وهو يهمس لها: علشان ما تغاريش يا قمر
ابتسمت له ثم ضربت يده بخفة هامسة له هي الأخرى: الاولاد بيطلعوا فينا يا رخم
تبسّم ضاحكا ثم جال ببصره على الغرفة و سألها: سمر فين؟
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
Romanceكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...