صلوا على رسول ﷺ
كان يسوق السيارة بسرعة كبيرة ، يتجاوز السيارات ويتخطاها بدون حذر، وكأنه قد فقد عقله تماما .. لعن حظه عندما رأى إشارة المرور تضيء باللون الأحمر فداس على الفرامل لتتوقف السيارة .. ضرب المقود بعنف وصاح بغضب جامح: ازاي يعمل في اختى كده؟ ازااااي!! وبأي حق!!
انطلق بسيارته مجددا عندما ومضت إشارة المرور باللون الأخضر وهو يتوعد لسالم .. استمر في السياقة على نفس الوتيرة و بعد مدة وصل إلى البريد أين يعمل سالم، ركن سيارته في موقف السيارات التابع للبريد ثم أرسل له رسالة يخبره فيها بأنه ينتظره في المرآب .. انتظره لعدة دقائق ولم يأتي ففكر بأنه مشغول ولم يرى رسالته أو أنه رآها وتجاهلها ، تأهب لإقتحام مكتبه فتوقف عندما رآه قادما وهو يبحث عنه بعينيه .. تقدم إليه وهو يرمقه بنظرات شرسة فهم سالم معناها جيدا، كان هذا الأخير متوترا وهو ينظر في الأرض وسرعان ما رفع رأسه وقال: خير يا يوسف فـ...
قاطعه يوسف عندما زمجر به قائلا: خير! هو لسه فيه خير بعد اللي عملته مع أختي!؟
اختطف سالم نظرة عليه، فوجد مظهره مضطربا ومشتتا، وملامح وجهه تارة حزينة وتارة أخرى قاسية و لا تبشر بالخير، فعلم أن سبب حالته هذه هو علمه بإنفصاله هو وسمر، تحدث سالم بهدوء: يوسف انا...
قاطعه عندما سدد له لكمة قوية أطرحته أرضا، ثم صاح به قائلا: انت ازاي تعمل في اختي كده؟ ازاي جتك الجرأة وتعمل فيها كده؟
تجمعت الدموع فيه عينيه وأدرف بخيبة: ده انا كنت معتبرك اخويا! وكنت فاكر انك بتحبها بس طلعت غلطان
وضع سالم يده على شفاهه التي نزفت إثر تلك اللكمة وأفصح! انا بحبها وربنا بحبها بس غصب عني
يوسف: غصبك عنه ازاي؟ انت عايز تجنني! وبعدين ليه ما جيتش عندي وحكتلي؟ ليه ما رحتش عند امي وقولتها؟ ليه ما سبتهاش تتكلم وتدافع عن نفسها؟ طيب لو مش عايزها ليه ماسبتهاش وخليتها تمشي في حالها؟ ليه قهرتها كل الشهور دي! ده انت مارحمتهاش خالص! طب لو مش علشان خاطر العشرة اللي بينكم كنت رحمتها علشان خاطري انا اللي بعتبرك اخويا او علشان خاطر امي اللي بتعتبرك ابنها .. طب علشان خاطر الولد اللي بيجمعكم ده ابنك هان عليك
اختلج قلبه لوقع كلماته، فسرت قشعريرة في سائر جسده، لقد كان يصغي اليه والدموع تسري من عينيه بغزارة، يصغي لتلك الكلمات التي تجسدت في هيئة خناجر سامة اخترقت قلبه و مزّقت نياطه .. فهو معه حق في كلمة وجهها له، لقد كان أناني جدا، صدّق كل ما رآه واتخذ قراره بالبعد عنها دون أن يسمعها أو يترك الفرصة لدخول وسيط بينهما لكي يصلح الأمر، لقد حكم عليها من وجهة نظره واكتفى بذلك
شعر يوسف بألم يفتك في صدره من شدة حزنه على أخته، ولو يستمر في تلك المقابلة أكثر من ذلك فسوف يغمى عليه أو يصبه أمرٌ سيء، فلم يطل الحديث معه أكثر من ذلك فختم كلامه وهو يرفع سبابته في وجهه ويقول بوعيد: لو حاولت تتعرض لاختي تاني و تزعلها هتلاقيني في وشك و ساعتها انا مش هشوف للصحبة اللي بتجمعنا .. والعيش والملح اللي بينا هرجعهولك في عزاك ، صدقني انا مش هرحمك يا سالم و علشان كده اتفكرني قبل ما تفكر انك تجي في سكتها تاني .. انت فيك تشوف محمد في الوقت اللي انت عايزه و يا ويلك لو زعلت سمر تاني
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
Romanceكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...