صلوا على رسول الله ﷺ
'
شهقت ماجي وهي تضع يديها على فاهها وتنظر بصدمة لخديجة الملقية على الأرض .. وضعت الأخيرة كفّها مكان الصفعة فقد شعرت وكأن وجنتها قد اقتلعت من مكانها، نهضت ووقفت على ساقيها مجددا كي تفهم منه سبب غضبه فسألته ماجي بغضب: منير انت اتجننت؟ ليه عملت كده في خديجة؟
أجابها بهدوء مريب: بنتك دي. هي اللي حرقت بيتي، هي اللي حرقت بيت ابوها لما قالت عليه لعدوي
ثم صفعها مجددا وأردف: و كمان راحت تحضر فرح عدوي التاني
سحبته ماجي من ذراعه بعنف بعيدا عنها وصاحت به: كفاية بقى، ضربك ده هيغير ايه
ثم ذهبت و أسندت خديجة ورافقتها إلى غرفتها وعادت إليه وقبل أن تسأله تحدث قائلا: جاني خبر انها حضرت فرح ادهم، قولت اكيد ده ابن مسعد اللي بيتكلم معاها من ورا ظهري وعزمها. قومت روحت بيته علشان أحاسبه و اتخيلي لقيت ايه!
ماجي بانتباه: ايه؟
منير: لقيت البت رنيم. طلع متجوزها من فترة
ماجي بذهول: انت بتقول ايه؟ ده معناه ان هو اللي حرق البيت و اتعرف عليها هناك!
منير: هو مكنش يعرف حاجة عن البيت ده بس بنتك يكتر خيرها عملت الواجب و راحت قالتله عليه، هو فيه بنت بتعمل كده في أبوها؟ عارفه يا ماجي ان ده وجعني اكتر من حرقة البيت نفسها
ماجي بتشتت: بس خديجة مستحيل تعمل كده يا ريت لو سألتها الاول
منير: ما تدافعيش عليها يا ماجي تلاتتنا بس اللي بنعرف ان عندنا البيت ده
ماجي: هتعمل ايه دلوقتي؟
منير بتعب: مش عارف، حاسس بتعب كبير دلوقتي
أمسكت ذراعه وقالت بقلق: تعالى اقيسلك ضغطك
ظلّت خديجة جالسة على سريرها وهي تنتحب بصمت وجانب وجهها الأيسر قد تورّم تماما بفعل الصفعتين المدويتين، كلّ الذين أحبّتهم خذلوها ولن تنال من حبّها لهم شيئا سوا الأوجاع والأذى، راودتها رغبة في الإبتعاد عن الجميع وقطع كل التواصل مع العالم الخارجي والمكوث في غرفتها حتى الموت، وفي نفس الوقت انبثقت رغبة، كانت وليدة اللحظة، بأن تُحدّث أحدهم و تتعرى بمشاعرها اتجاهه وتخبره عمّ يُتعبها ويُضنيها، كان ذلك الشخص هو صلاح، لا تعلم لماذا احتل تفكيرها في يومين وأصبحت تطمئن بمجرد تذكّره وليس بوجوده فقط، ربما لأنّه الوحيد المتأكدة من حبّه لها .. وكيف لا تتأكد وهو الذي انتظرها لسنين دون كلل أو ملل، انتظر وصبر ودعا في جوف الليل، وتحمّل ألمٌ لم يتحمّله أحد في كل مرة يراها تميلُ لصديقه ولم تستجب لمحاولاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يوسف واقفا في الشرفة بمفرده بينما رنيم راحت تعد الشاي، حينها رن هاتفه، نظر إلى الشاشة وكانت المكالمة التي ينتظرها، فتح الخط قائلا: ايوه يا غافر هات الجديد
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
Romansaكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...