صلوا على حبيبنا وقائدنا محمد ﷺ
'
في الثلث الأخير من الليل، وتحديدا في الإسكندرية، كان الجو ساقعا مخدرا بالبرد أين يقف منير رفقة كمال ورجاله في الميناء وهم بإنتظار اليخت الذي يحمل الأسلحة المبعوثة لهم، كان منير يرتجف من شدة البرد والخوف وهو يفرك بيديه ويبث فيهم الدف .. لأول مرة في حياته يخاف بهذا الشكل، وظهر ذلك على ملامحه الوجلة التي استطاع أن يراها كمال تحت أضواء الطريق الخافتة التي تصب في وجهه، فابتسم قائلا: مالك يا منير وشك عامل كده ليه؟ ما تكون خايف يا راجل! علشان دي مش المرة الاولى لي نعمل فيها كده
إلتزم الصمت ولم يرد عليه فتابع كمال ببرود: انا عارف انت مالك. انت مش متعود على الشغل بالبحر كده، بس ما تقلقش كلها دقيقتين وهنرجع القاهرة، اليخت شوية وهيوصل واحنا هناخذ الصناديق بسرعة ونمشي فورا
لم يرد عليه مجددا وغلّ يده في جيبه وأخرج هاتفه فسأله كمال بعينين جاحظتين: هتتصل بمين؟؟
أجابه بنبرة محتقنة: بنتي.. عايز اتكلم مع بنتي شوية
كمال: انت بتستظرف؟ كفاية عبط بنتك زمانها نايمة مع جوزها دلوقتي و بعدين هي هتترعب لو اتصلت فيها دلوقتي وهتفكر ان حصلك حاجة
منير: طيب هتصل بمراتي هي متعودة على شغلي واتصالاتي في اوقات متأخرة زي كده
قال ذلك واتصل بها وهو يبتعد عنه ببضع خطوات، وعندما ابتعد عنه أخرج هاتفه هو الآخر واختلس نظرة خلفه وكأنه ينظر لأحدهم، كان المكان عبارة عن ميناء سفن من الأمام مزودا بأعمدة إنارة على طول الميناء، وأشجار السَّرو والصنوبر الكثيفة من الخلف مصطفة بانتظام على بعد الشاطئ بمئة مترا أين يبتعد المكان عن الإنارة، والظلام الدامس مُسدلا سرباله الأسود على كل شيء جراء تلك الأشجار السامية التي تحجب ضوء القمر وأضواء الرصيف، بعد أن ألقى نظرة للخلف أرسل رسالة نصية لأحد رجاله مضمونها: "زي ما اتفقنا.. لو تحصل اي مشكلة او تيجي الشرطة على غفلة مننا اعمل اللي قولتلك عليه بدون تردد"
ثم ألقى نظرة على منير الذي يبدو عليه التوتر وهو يكرر اتصاله بزوجته وأتبع برسالة أخرى: علشان لو يمسكوه هيخلوه يعترف وكلنا هنروح فيها بعدين"
في تلك اللحظة عاد منير ووجهه محملا بالقلق فسأله: كلمتها؟
هز رأسه بنفي وأجاب بخيبة: مش بترد، شكلها نايمة وتليفونها في وضع صامت
كمال: صدقني كل قلقك ده ملهوش اي لازمة يا راجل، انت محسسني كأنك اول مرة هتشتغل الشغلانة دي!
ثار في وجهه بغضب: الشغلانة دي انت اللي جبرتني وهددتني ببنتي علشان اشتغلها يا سافل، كله منك انت.. انت اللي جبرتني ودخلتني بوساختك غصب عني انت السبب
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
Romanceكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...