صلوا على الحبيب ﷺفي نحو الساعة السادسة صباحا كانت سمر أمام باب بيت والدتها، ترجلت من سيارة الأجرة وحملت محمد وأخرجته من هناك ثم ساعدها السائق في حمل حقائبها و رافقها بهم إلى الباب ثم انصرف .. طرقت الباب عدة مرات وبعد مدة فتحت لها هبة و أثار النوم على وجهها .. بمجرد رؤية والدتها انفجرت بالبكاء وارتمت في أحضانها فلاحت ملامح الذعر و الهلع على وجه هبة وأخذت تتفحصها وتسألها بلهفة: مالك يا بنتي حصل ايه؟ و جاية بدري كده ليه!
أخذت شهقاتها ترتفع ولم تستطع التحدث و الإجابة على سؤالها بل استمرت في نوبة بكاءها، تركتها هبة وانحنت تتفحص محمد بيدين مرتعشتين وتسألها: محمد حصله حاجة!؟
هزّت رأسها بنفي فأردفت: طب سالم!؟
هزّت رأسها بنفي مجددا فصاحت هبة بنفاذ صبر: اومال ايه اللي حصل!؟ ما تنطقي بقى قلبي هيتوقف
قالت ببكاء: انا سبت البيت يا ماما مش قادرة اتحمل اكتر من كده مش قادرة اتحمل خالص
نظرت لها بعيون متسعتين من الدهشة ثم جذبتها برفق إلى الداخل هي و محمد وسألتها: وتسيبي البيت ليه يا سمر! هو سالم عمل معاكي ايه؟
ازدادت في بكاءها فأردفت هبة: روحي اغسلي وشك و تعالي نتكلم
أخذت محمد إلى غرفة المعيشة وشغّلت له التلفاز، وضعت له احدى قنوات الرسوم المتحركة واستغلت انتباهه بالتلفاز و ذهبت إلى الحمام وغسلت وجهها جيدا، شعرت بالاسترخاء قليلا ثم عادت إلى والدتها وقصّت لها كل ما حدث منذ أن وجد سالم الرسالة إلى تلك اللحظة .. تجمعت الدموع في عيني هبة وانفطر قلبها ألما لما سمعته من ابنتها، كبحت بكاءها بصعوبة خشية أن تحزن سمر أكثر فتسوء حالتها أكثر .. رفعت يدها المرتعشة و داعبت شعرها بحنان قائلة: يا حبيبتي يا سمر كل ده عشتيه لوحدك وما قولتليش؟ ازاي استحملتي العذاب ده؟ طب ما انا حسيت ان فيكي حاجة و سألتك و سألته هو كمان و محدش قالي! ليه يا بنتي مش انا أمك ليه ما سيبتنيش اوقف جنبك؟ ليه بتداري عليا حاجة زي كده لحد ما توصلي للطلاق! انتي مش بس بنتي. انتي صحبتي وانا كنت ممكن الاقيلكم حل
سمر: دي أسرار زوجية يا ماما و بعدين مكنتش عايزة اشغل بالك بمشاكلي، انا خايفة تزعلي علشاني و تتعبي لا سمح الله و ساعتها مش هسامح نفسي لو يجرالك حاجة بسببي
صمتت للحظة ثم تابعت بنبرة متحشرجة: وبعدين كنت مستنياه يرجع لعقله ويتغير لحد ما فقدت الأمل فيه
هبة: هو ازاي يعمل معاكي كده بجد! و بعدين انتي ليه قعدتي معاه كل ده رغم انه مش واثق فيكي و بيتهمك بالحاجات دي! انتي معندكيش كرامة يا بنتي؟ انا وابوكي ربيناكي انتي ويوسف على العز والدلال ليه سبتيه يذلّك كده!
انسابت الدموع من عينيها وقالت: انا بحبه يا ماما و مش عايزة ابعد عنه و بعدين محمد كان صعبان عليا اوي
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
Romanceكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...