صلوا على الحبيب محمد ﷺ
قالت ذلك وشعرت بغصة في حلقها وقاومت دموعها بكل ما أوتيت من منطق كي لا تضعف في الموقف الذي يحتاج قوة كبيرة، إلتفت لها وعاد إليها وأمسك رسغها قائلا برجاء: مستحيل .. انسي موضوع الطلاق ده
انسابت الدموع من عينيها كالأنهار وقالت ببكاء: ارجوك ماتصعبهاش عليا أكتر من كده ارجوك
أغمض عينيه وترك رسغها وهتف بنبرة حزينة: خلاص اعملي لي بيريحك
قال ذلك وغادر الغرفة، بل البيت بأكمله. فانهارت بالبكاء حتى وقعت بركبتيها على الأرض وتابعت نحيبها بتلك الوضعية وهي تقول: غبي .. جبان .. ده حتى ما صعبتش عليه ولا صعبت عليه عشرتنا ولا صعب عليه محمد .. راح و ما حاولش حتى انه يقنعني ابقى .. انا لسه في نظره وحدة خاينة .. انا بكرهه
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يوسف مستلقيا على الأريكة و يحدق في صورتها وهي في شركة منير ويردد بينه وبين نفسه: اوعى تصعب عليك يا يوسف اوعى
في تلك اللحظة رن هاتفه فجلس ورد قائلا: ايوه يا غافر
غافر: يوسف انا افتكرت اني حاطط جهاز تسجيل في المزهرية اللي بمكتب منير و دلوقتي انا اخدتها و كنت هديهالك
اتسعت عيناه وهتف بفضول: قولتلي تسجيل!! طب حكوا ايه؟
غافر: مش عارف ما سمعتهوش، انا شلت كل التسجيلات اللي قبلها لحد ما وصلت في صوتها هي و قولت اديهولك تسمعه لوحدك
يوسف: طب هاته وتعال انا بشقتي
غافر: انا قدام الشقة اصلا. كنت رايح على بيتي قولت اعدي عليك
انتفض يوسف من مكانه وهرول إلى الباب مسرعا .. قدم له غافر التسجيل وسأله: انت اتكلمت معاها؟
عبست ملامحه وأومأ له قائلا: اتخانقنا
غافر: يعني اتخانقت معاها قبل ما تتأكد؟
يوسف: لسه هتأكد!! ما هي كل حاجة باينة
غافر: طيب. اسمع كمان التسجيل بتاعتهم و اتأكد تاني
يوسف: بتشكرك يا غافر عذبت معايا يا صاحبي
غافر: مفيش عذاب بين الصحاب، يلا تصبح على خير
يوسف: وانت من أهله مع السلامة
عاد إلى الداخل بسرعة والفضول يلتهمه لسماع المحادثة التي جرت بينهما، غلق باب المكتب جيدا وجلس على الأريكة وضغط على زر التشغيل ليأتيه صوتها الغاضب: "انت عايز ايه من يوسف؟"
نبض قلبه بقوة وأغمض عينيه بألم، وعلم أن الحديث القادم سيؤلمه أكثر وأكثر .. ظل يستمع لصوتها وهي تدافع عنه رغم استفزاز منير لها وإثارة الشك فيها .. تدافع عنه، وتهدد لأجله، وتحاول حمايته منه، ابتسم رغم حزنه عندما قالت له: "حضرتك انا بعرف جوزي كويس."
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
عاطفيةكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...